أجمعت كل تعاليق المحللين التقنيين التي أعقبت المباراة الإعدادية ضد منتخب السنغال، على ايجابية أول خروج للفريق الوطني لكرة القدم، وقيمة الانتصار البين الذي حققه، بالرغم من كثرة التغييرات التي عرفتها تشكيلته.
كما تقاسم نفس الارتياح الجمهور الرياضي الوطني الذي كان ينتظر بكثير من الشغف، عودة “أسود الأطلس” للمنافسات، والوقوف على الإمكانيات التي ستقدمها العناصر الجديدة، القادمة لأول مرة من مختلف الدوريات الأوروبية.
صحيح أن الفوز كان معنويا، لكنه قدم الكثير من المؤشرات الإيجابية الدالة على أن هناك عملا ينجز ومجهودا يبذل وتفكيرا يطبق، على امتداد الشهور الفاصلة، بالرغم من الظروف العامة المحبطة بسبب وباء كورونا المستجد.
هذا المجهود ظهر مساء يوم الجمعة فوق أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط، والذي لم يكن عشبه مرة أخرى مساعدا على تقديم عرض جيد بالنسبة للمنتخبين معا، خاصة الجانب المغربي الذي تعود على اللعب المبني على التقنيات الفردية.
هذه المباراة الإعدادية أظهرت أن المنتخب المغربي يخضع بصمت لإعادة البناء، وهي حتمية فرضتها مجموعة من العوامل، أولها السعي لقطع الصلة مع تركة هيرفي رونار، واعتزال بعض الأساسيين، وتراجع عطاء البعض الآخر، أضف إلى ذلك قدوم جيل جديد من المواهب قادرة على تشكيل الخلف المطلوب، والذي ينتظر إلى جانب الأسماء الأساسية أن تعطي للأداء المغربي، تلك الفعالية التي افتقدها في الكثير من المحطات الحاسمة قاريا ودوليا.
وكدليل على أن عرض العناصر الوطنية كان تنافسيا بنسبة كبيرة، هي النرفزة غير المبررة التي ظهرت على أغلب لاعبي المنتخب السنغالي، والتي ترجموها بتدخلات خشنة، ومبالغة في تعمد الاصطدامات الثنائية، والتي كان من الممكن أن تلحق الأذى ببعض لاعبي المنتخب المغربي، كما هو الشأن باللاعب عصام الشباك.
فقد عجز لاعبو السنغال عن تجاوز الضغط العالي الذي طبقه المدرب وحيد خاليلوزيتش، إلى درجة أن المدرب اليو سيسيه فوجئ بهذا التكتيك الذي أبطل مفعول لاعبيه بنسبة كبيرة، كما يظهر أن الهدف المبكر الموقع من طرف سليم أملاح، افسد التصور الذي هيأ له الجانب السنغالي، وبرز ذلك في ارتباك تموضع لاعبي “أسود الترانغا”، وكثرة الكرات الكثيرة الضائعة.
إلا أن المؤكد أن حفاظ المنتخب المغربي على عناصر القرار داخل تشكيلته، انطلاقا من وجود حارسين متألقين، واستمرار كل من مروان سايس وأشرف حكيمي في الدفاع، ووجود سفيان أمرابط في الوسط، وحكيم زياش ويوسف النصيري ويوسف العربي في الهجوم، تعد بمثابة ضمانات كافية تؤشر على أن مستقبل المنتخب، بأياد أمينة شريطة ضمان انصهار سلسل للعناصر الجديدة، والتي أظهرت رغبة ملحة وإمكانيات مهمة في تقديم الأفضل.
ننتظر مباراة الغد أمام الكونغو للوقوف أكثر على عطاءات العناصر الوطنية، خاصة التي تحمل القميص الوطني لأول مرة…
>محمد الروحلي