لم يتردد فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم خلال الندوة المنظمة حول قضايا قطاع التحكيم، في استعمال لغة القصف في كل الاتجاهات، والرد على الحملة التي استعملت، في استغلال فادح لأخطاء ارتكبها بعض الحكام، بمجموعة من المباريات، خصوصا التي كان فريقا الوداد والرجاء طرفين فيها.
هجوم لقجع كان له ما يبرره، إذ أن بعض الجهات سعت كالعادة إلى استغلال الظرف قصد الترويج لحضورها واسمها، والركوب على الأحداث، وذلك بالتمادي في المطالبة بحلول قد تقود في حالة تطبيقها، إلى نسف المجهودات التي تبذل من أجل جعل الحكام المغاربة في مستوى نظرائهم على الصعيد الدولي.
ودائما في إطار عمليات القصف المركز والمصوب بدقة، لم يتردد لقجع في شن هجوم على بعض المسيرين، الذين تعودوا على ممارسة أشياء غير نظيفة تماما، إذ وصفهم بـ “الفئة التي اشتاقت لعهد كان فيه المسيرون يؤثرون على القرارات التحكيمية”، وأنه كمسؤول حالي، عايش فترة كان خلالها مسيرو الأندية يجتمعون لمناقشة تعيينات الحكام وقراراتهم، انطلاقا من موقعهم داخل الجامعة.
لقجع أكد أن عهد التدخل في صلاحيات الحكام قد ولى، ولم يعد مسموح به، وأن الأخطاء التحكيمية في ظل استقلالية الحكام، تبقى أمرا عاديا وطبيعيا، لكن الأخطاء المرتبطة بسوء النية أو التوجيهات هي الأخطر على كرة القدم المغربية، وهذا ما يجب محاربته ومواجهته بدون أدنى تردد، مع ضرورة القطع مع ثقافة الشك، ونظرية المؤامرة التي أصبحت للأسف سائدة، وتجد لها صدى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المنابر التي أصبحت تستغل بطريقة بشعة، وغير مقبولة تماما.
تدخل رئيس الجامعة لم يغفل أيضا محاولة بعض المسيرين، تصدير الأزمة الداخلية، أو التستر عن الأخطاء المرتكبة داخل الأندية، وإلصاق الفشل بالحكام وأخطاء محتملة من طرف قضاة الملاعب، وهذا السلوك أصبح مألوفا ومفهوما، بل ومفضوحا أمام الرأي العام الوطني، مع ما لذلك من آثار سلبية على واقع الممارسة ككل، إذ يزيد من إساءة لصورة كرة القدم الوطنية، ويحول الأنظار عن حقائق الأمور كما هي دون زيادة ولا نقصان.
لم يستثن لقجع أيضا الدور المطلوب من مراقبي الحكام، والمهام المفروض أن يقوموا بها بنزاهة وضمير، واحترام تام للمؤسسة التي يشتغلون معها، وهذا الدور يبقى جد مساعد على تصحيح الأخطاء، وتقديم يد العون للحكام، اعتمادا على خبرة وتجربة هؤلاء المراقبون، وهذا عامل أساسي مساعد، قصد تطوير أداء الحكام، وليس التستر على بعض الأخطاء وطمس الحقائق.
لقجع دعا في الأخير إلى تنظيم لقاء أسبوعي، بعد كل دورة من البطولة الاحترافية لكرة القدم، بحضور وسائل الإعلام، الهدف منه إعطاء تفسيرات مدققة حول كل الحالات التي عرفتها المقابلات، بحضور الحكام والاعتراف بالخطأ في حال وجوده، موضحا أنه يستحيل نهائيا أن نصل إلى وضع تنعدم فيه الأخطاء بصفة قطعية، ويبقى الهدف الأساسي هو التقليل من هامش الأخطاء، أما ارتكابها فهذا أمر وارد جدا.

>محمد الروحلي