كشف منير بنعزوز، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن السائقين المهنيين المغاربة متوقفين عند الحدود الموريتانية المالية، محتجين ورافضين التحرك إلى حين توفير الأمن لقوافل شاحنات نقل السلع والبضائع المتوجهة من المغرب.
وقال منير بنعزوز، في تصريح لجريدة بيان اليوم، إن السائقين المهنيين أصبحوا متخوفين من العبور عبر مالي والتوجه نحو الدول الإفريقية الأخرى، كبوركينا فاسو، والتشاد، والبنين، والكوت ديفور، والنيجر، ونجيريا.. في ظل غياب الأمن وتنامي الجماعات المسلحة التي قتلت، نهاية الأسبوع الماضي، ثلاثة سائقين مغاربة، وأصابت آخر بالرصاص.
وأوضح بنعزوز أن المكتب النقابي اتصل بسفير المغرب لدى مالي لتتبع الموضوع، مشيرا إلى أنه تم نقل السائق الثالث المصاب من قرية ديديني إلى مدينة باماكو “300 كلم”، لتلقي العلاج في مصحة خاصة، حيث تم استخراج الرصاص المستقر في جسده، كما يتم حاليا القيام بالإجراءات الإدارية والترتيبات اللوجيستيكية لنقل جثث السائقين المقتولين غدرا إلى المغرب.
وطالب الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي وزارة الخارجية المغربية ووزارة النقل، بالتدخل لحماية السائقين المهنيين الذين تأثروا لهذا الحادث الأليم، لاسيما وأن مشاهده كانت كارثية، خلفت صدمة وسط المهنيين ومحيطهم العائلي.
وذكر المتحدث ذاته لبيان اليوم، أنه، بحسب المعطيات المتوفرة، فإن الاعتداء لم يكن من أجل السرقة العادية “سرقة البضائع، الهواتف، الأموال..”، بل الأمر يتعلق هذه المرة بهجوم واعتداء خطير استهدف حياة سائقين مهنيين مغاربة بالدرجة الأولى.
هذا الحادث خلق جوا من الرعب في نفوس سائقين من جنسيات أخرى، يسلكون نفس المسار الطرقي، والذين طرحوا أكثر من سؤال حول أمنهم وسلامتهم !
وشدد منير بنعزوز أن نقابة CDT تستنكر هذا الاعتداء الشنيع، وتطالب بفتح تحقيق معمق للوصول إلى دوافعه غير البريئة، مشيرا إلى أن المهنيين في حداد اليوم، ولم يتقبلوا بعد مسألة القتل، مطالبين بالكشف عن الجهات التي تتوارى وراء اعتداء جبان ضد شهداء لقمة العيش.
ولم تستبعد عدة مصادر وتقارير إعلامية وجود نية إرهابية مبيتة وراء الحادث المدبر بدقة لقتل سائقين مغاربة بالدرجة الأولى، في ضرب لمصالح المغرب الاقتصادية في إفريقيا، ويأتي هذا الاعتداء الشنيع عقب أحداث الكركرات التي استهدفت أيضا هذا المسار الطرقي من قبل عناصر البوليساريو.
جدير بالذكر، أن سيناريو الاعتداء كان باعتراض قافلة الشاحنات المغربية من قبل مجموعة مسلحة من عدة أفراد كانت مختبئة، كالجردان، بين الأشجار على جنبات الطريق، فأطلقت الرصاص في اتجاه السائقين المغاربة، وبحسب شهود عيان فإن المهاجمين كانوا مقنعين ويرتدون واقيات من الرصاص ولديهم أجهزة اتصال لاسلكي، كما أنهم لم يقوموا بسرقة أية أغراض إذ لاذوا بالفرار مباشرة بعد ارتكاب جرمهم.
<يوسف الخيدر
تصوير: عقيل مكاو