الكاتب والمترجم المغربي مراد الخطيبي: طموحي الآن هو أن يصدر لي مستقبلا مؤلف رقمي
بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي عن الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الكاتب والمترجم مراد الخطيبي.
< ما هو أحدث إصداراتك؟ كيف تعرفنا به وتقربنا من محتواه؟
> صدر لي مؤخرا كتابان نقديان. الكتاب الأول صدر عن مؤسسة خطوط وظلال للنشر بالأردن تحت عنوان: “الترجمة الأدبية: الممكن والمأمول”. يحاول هذا المؤلف التطرق إلى مجموعة من المشاكل والصعوبات التي تواجه المترجمين في عملية الترجمة وأيضا الحلول المقترحة من طرف المترجمين لتذييل هذه الصعوبات. كما يتناول المؤلف أيضا قيمة الترجمة في نفض الغبار عن بعض الكتب الإبداعية من جديد وإعادة طرح ما جاء فيها للنقاش مرة أخرى سواء على مستوى سماتها الفنية أو خصائصها الفكرية والثقافية. يطرح المؤلف أيضا سؤال الإبداع في الترجمة. وبالتالي، أفلا يمكن ، بتعبير موريس بلانشو، أن ترقى الترجمة إلى مستوى الكتابة الإبداعية؟
الكتاب الثاني صدر عن مؤسسة سليكي أخوين للنشر بمدينة طنجة تحت عنوان:
“عبد الكبير الخطيبي وصداقاته الإنسانية والفكرية”
يحاول هذا المؤلف إذن ملامسة أوجه وسمات الصداقة الفكرية والإنسانية التي ربطت بين عبد الكبير الخطيبي و مجموعة من الأسماء المرموقة في عالم الفكر والإبداع الكونيين وهم الناقد الفرنسي رولان بارت والمفكر جاك دريدا والمفكر جاك حسون والكاتب والشاعر جان جينيه وعالم الاجتماع الفرنسي المغربي بول باسكون والفيلسوف الأمريكي صمويل فييبر. وسيتم الحديث عن كل صداقة فكرية من خلال شهادات وحوارات ومراسلات أو أعمال وكتب مشتركة بين الخطيبي وبعض أصدقائه من هؤلاء المفكرين. فعلى سبيل المثال، الخطيبي ودريدا يتم تناول صداقتهما الفكرية والإنسانية من خلال بعض الحوارات لهما معا وأيضا من خلال مؤلفين هامين. المؤلف الأول أصدره جاك دريدا سنة 1996 تـــــــــــــــــــــــــحــــــــــــت عنوان: “أحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادية
الآخر اللغــــــــــــــــوية Le monolinguisme de l’autre ” وفيه يحاجج دريدا صديقه الخطيبي حول إشكالية اللغة. وفي نفس السياق أصدر الخطيبي سنة 2007 مؤلفا تحت عنوان: “جاك دريدا، طبعا
Jacques Derrida, en effet “
ويتحدث فيه الخطيبي عن الصداقة والإنسانية والفكرية التي تربطه بجاك دريدا. كما يعود في نفس المؤلف للدفاع عن طروحاته وتصوراته حول مسألة اللغة في إطار الاختلاف والحوار البناء والاحترام المتبادل. فيما يخص الصداقة الإنسانية والفكرية مثلا بين الخطيبي وجاك حسون، وهو طبيب نفساني مصري يهودي، يتم التركيز على مؤلفهما المشترك :” نفس الكتاب ” Le même livre الصادر سنة 1985. هذا الكتاب الذي يعتبر عبارة عن مراسلات بين الصديقين حول مواضيع كثيرة تتمحور بشكل أساسي حول القضية الفلسطينية.
فيما يخص الصداقة الفكرية والإنسانية بين الخطيبي والفيلسوف الأمريكي، يعتمد الكتاب على مؤلف في شكل حوارات بين الاثنين. وصدر الكتاب سنة 2012،أي ثلاث سنوات بعد رحيل الخطيبي عن هذا العالم.ولا بد من التأكيد في الأخير إلى أن مرجعا أساسيا ساهم في الإحاطة في أغلب هذه الصداقات الفكرية والإنسانية بين الخطيبي وأصدقائه المفكرين ألا وهو : “الناسخ (الكاتب) وظله Le scribe et son ombre ” الذي أصدره الخطيبي سنة 2008 ، وهو في شكل سيرة فكرية يقوم الخطيبي بجرد أهم مسارات حياته الفكرية والإبداعية والعلمية.
< هل هو امتداد لإصداراتك السابقة أم أنه يشكل قطيعة معها؟
> يمكنني اعتبار الكتابين معا امتدادا لإصداراتي السابقة والمتمثلة في اهتمامي الأساسي بالنقد الأدبي وبالغوص أيضا في المشروع الفكري والأدبي للمفكر والأديب المغربي عبد الكبير الخطيبي.
< ما مدى المتابعة النقدية لما تنشره من إصدارات؟
> هناك بعض إصداراتي التي استأثرت باهتمام النقاد وتم نشر بعض المقالات والدراسات النقدية حولها ولكن هناك بعض الإصدارات التي لم تنل حقها من النقد، وهنا لابد من التأكيد على مشكل توزيع الكتب في المغرب. ومن جهة أخرى، ليست هناك مواكبة نقدية واضحة ودقيقة من لدن النقاد باستثناء بعض المبادرات الفردية لبعض النقاد أو من خلال الصداقات أو قراءات لبعض القراء الغير متخصصين في النقد الأدبي.
< هل تفضل أن يكون إصدارك القادم ورقيا أم رقميا؟
> أنا مع الإصدار الورقي دائما ولكن التطور الرقمي يفرض نفسه حتى على مجال الكتب. وبالتالي، فطموحي الآن هو أن يصدر لي مستقبلا مؤلف رقمي.
< إعداد: عبد العالي بركات