أكد الناقد الفني، محمد بنعزيز، أن لغة الفولكلور المغربي “كونية”، لذلك يذيع صيتها وتنتشر عالميا.
واعتبر بنعزيز، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش حفل اختتام الدورة الـ52 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش (22-26 يونيو 2023)، أن الفرق الموسيقية الفولكلورية المغربية “حققت العالمية مبكرا”، منوها بتنظيم تظاهرات فنية من هذا القبيل، والتي تسلط الضوء على مكونات التراث المغربي، الغني والمتنوع.
وأوضح بنعزيز، وهو أيضا ناقد وباحث سينمائي حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، في موضوع “سرديات مقارنة في الأدب والسينما”، أن “الفرق التي تحدرت من سلوك الإنسان العاقل الذي عاش في المغرب منذ 300 ألف سنة حدا بهذه الفرق والمجموعات لأن تؤسس لحركات وإيماءات قابلة للتصدير”، مستشهدا في هذا الصدد بفرق كناوة، وعيساوة، واللعابات.
وتابع “لذلك جاء فنانو العالم وافدين على حواضر مراكش وطنجة والصويرة وغيرها، للبحث في هذه الأنماط”، مضيفا “شخصيا أهتم بهذا الفن منذ سنوات، وأعمل على تفكيك رمزيات وإيحاءات ودلالات حركات الجسد، لإنتاج معرفة بما يجري، وأغني هذه المعاينة والتحليل بحضور مهرجان الفنون الشعبية، لأدون مشاهداتي، وكتب وأصور، فمن رأى ليس كمن سمع”.
ويقتفي مؤلف كتب “سينما العالم في المهرجانات المغربية” (2014)، و”جدل في شارع السينمائيين المغاربة” (2019)، و”النقد السينمائي بين النظرية والبراكسيس” (2022)، خطى الكاتب الروسي يوري سوكولوف وكتابه “الفولكلور قضاياه وتاريخه”، ويعتبر الفولكلور بمثابة “الإبداع الشعري الشفهي لجماهير الشعب العريضة”.
وقال “لقد مجد الرومانسيون الفولكلور باعتباره صوت الشعب. ويتأسس هذا الأخير على لغة الجسد والإيماءات التي تتسم بالعالمية”، مبرزا أمثلة دالة في هذا الباب لأشهر فنان سينمائي قدم أفلامه بالإيماء، وهو شارلي شابلن الذي حقق “عالمية مدوية”.
وأضاف “في مراكش أثث المدرجات متفرجون من جنسيات مختلفة، والذين رقصوا وتفاعلوا بكل عفوية. إن الفولكلور ليس قولا فقط، بل يشتبك مع الرقص والمسرح والموسيقى وهذا ما تقدمه منصات المهرجان دفعة واحدة”.
وبعدما سجل أن الرقص فعل محسوس، أبرز أن “لغة الجسد أقرب للفهم، وأن حركات الجسد أقل تشفيرا”، مشيرا إلى أنه “في الرقص هناك سنن وتعاقد بين المرسل والمتلقي، المتفرجون يفهمون ويتفاعلون لأن النظام السيميائي للجسد أقل تشفيرا من النظام السيميائي للغة. ولغة الجسد أكثر وضوحا”.
وفي هذا الاتجاه، سلط الضوء على “تواطئه المحمود” مع الباحث المهتم بلغة الجسد والإيماءات ووظيفة الرقص العلاجية، وهو مايكل كيرتلي، حيث دعيا سويا إلى “إنتاج خطاب حول الفولكلور بدل مشاهدته فقط”، مبرزا أن “الحركات واضحة للمشاهد، لكن القصة ككل بحاجة إلى شرح”.
وأبرز أن هذا الباحث المختص “متواجد في أفريقيا منذ خمسين سنة من أجل محاولة الفهم”، مسجلا حاجة “الشباب والأجانب إلى شرح حبكة الرقصة، لكشف المميز فيها والمشترك مع باقي الثقافات”.
وعلى صعيد ذي صلة، اعتبر المهرجان الوطني للفنون الشعبية عاملا مساعدا على ضخ دينامية قوية في التنشيط الثقافي لمدينة مراكش، مضيفا أن سياق تزامنه مع عطلة عيد الأضحى، لم يؤثر على حسن تنظيمه ونجاحه، ومكانته ضمن رزنامة الأنشطة الثقافية بالمدينة الحمراء.
وخلص إلى أن المهرجان ماض في ترصيد المكتسبات التي حققها خصوصا، وأنه أطفأ، هذه السنة، شمعته الـ52.
الناقد محمد بنعزيز: لغة الفولكلور المغربي “كونية” وذات صيت عالمي
الوسوم