محمد الزغودي.. الرفيق الوفي والزميل العزيز والوجدي الأصيل…

يمر رفيقنا وزميلنا العزيز محمد الزغودي بمحنة حقيقية، من جراء إصابته بمرض يقاومه تبعاته المدمرة منذ عدة سنوات…

بالفعل إنه يقاوم، بمعلومات مرتفعة، يحافظ على الأمل في الحياة بكل ما يملكه من قوة وصمود، كما يصر على الاتصال بمعارفه، كلما سمحت له الظروف بذلك، يذكر بالاسم والصفة، وسنوات الاشتغال، رفاقه وزملائه الذين تقاسم معهم سنوات الوظيفة.

محمد الزغودي الإنسان الطيب، عاشرته لسنوات داخل مؤسسة “البيان”، قضى سنوات بيننا، كمتعاون بالطبعة الفرنسية، وغالبا ما كان يقضي فترة الصيف بالكامل، داخل مكاتب لاجيروند، عرض عليه الراحل ندير يعته أكثر من مرة، التفرغ كليا لمهنة الصحافة، إلا أنه فضل البقاء كمتعاون، يضع نفسه رهن إشارة الإدارة، كلما سنحت له الظروف بذلك.

ورغم بعد المسافة بين وجدة والدار البيضاء، إلا أنه كان يطوي كل تلك الكيلومترات بدون ملل ولا كلل، للالتحاق بزملائه وأصدقائه بمقر هيئة التحرير، حيث اشتغل بجل الأقسام، خاصة الرياضي والاجتماعي والاقتصادي، كما ساهم بكفاءة عالية في إعداد تقارير بلغة فرنسية راقية، وكان في مستوى المهام التي أنطيت به كمبعوث للجريدة في العديد من التظاهرات…

عرفته دائم الابتسامة، يتمتع بخصال وأصالة ونخوة أهل الشرق، لا يعرف المجاملة، لكنه غير جارح في صراحته، كما كان يسعى دائما إلى إصلاح ذات البين، كلما لمس أن هناك اختلافا أو سوء فهم بين الزملاء، وحتى عندما فضل الارتباط بمنابر أخرى لأسباب خاصة به، فإنه حافظ على العلاقة الإنسانية والرفاقية التي تجمعه مع عائلة مؤسسة “البيان” من صحفيين وإداريين وعاملين بالمطبعة، وقسم التوزيع.

مغرب أمس الجمعة، اتصل بي الصديق أنس زيزي، شقيق الرائع أيمن زيزي، ليخبرني بتفضل الزملاء والأصدقاء بمدينة وجدة، بتنظيم احتفال خاص على شرف القيدوم محمد الزغودي، والأكثر من ذلك مكنني من مكالمة هذا الصديق العزيز الذي لم أره مباشرة منذ سنوات، حيث تبادلنا بالمناسبة أطراف الحديث، وأنهيناه بحالة من التأثر إلى حد البكاء…

ودعته وآخر الكلام الذي دار بيننا، أني طلبت منه الحفاظ على معنوياته عالية، ومقاومة الداء والتمسك بالحياة، وانتظار الشفاء، وأني سأتذكر ما حييت كل اللحظات الجميلة التي قضيناها داخل عائلة “البيان”، رغم الظروف الصعبة التي اشتغلنا بها جميعا…

شكرا لأصحاب هذه المبادرة الجميلة، وكل الأمل أن نرى صديقنا الزغودي، حاضرا يتقاسم مع الحضور، لحظات احتفاء بشخصية أخرى، كأمثاله، ممن تركوا أثرا جميلا بقلوب الآخرين…

الله يشافيك أخي الزغودي…

< محمد الروحلي

Related posts

Top