كتاب «أوراق من ساحة المقاومة المغربية»

> عادل غرباوي
قال الباحث والأستاذ حسن أوريد، إن هذا الكتاب ليس فقط سيرة ذاتية بل هو تأريخ لفترة حاسمة من تاريخ المغرب، ويمكن أن نقول إن عبد السلام الجبلي حرص على أن يسمي كتابه “أوراق من ساحة المقاومة المغربية”، وكأنه يتأسى سابقة مولاي عبد الله إبراهيم في منشوره “أوراق في ساحة النضال”.
وأضاف في لقاء عقد بقاعة عبد الهادي التازي، على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثانية والعشرين، أن هذا الكتاب يشخص مرحلة مفصلية في مراكش، حينما انخرط طلبة طلبة جامع بن يوسف في تضامن مع إخوتهم في جامع القرويين، حيث قد أقيمت مظاهرات في فاس ضد إصلاحات أردا المعمر الأجنبي أن يدخلها واعتبر الوطنيون أن ما قامت به السلطات الحمائية مناف لمنطوق معاهدة الحماية.
وأشار حسن أوريد، أن هذا التضامن قد كسر الانتماءات المحلية  والجهوية، الأمر الذي أثار غضب الباشا الكلاوي قائلا لهم، “في فاس كاين البغدادي وفمراكش كاين الكلاوي”، في إشارة أنه لا مكان للتضامن مع طلبة جامع القرويين، مضيفا، أن الطلبة قد تعرضوا للضرب و”الشبيح” بطرق معينة ووفق طقوس محددة.
وأوضح ذات المتحدث، أن الطلبة المعنفين قد حصلوا في اليوم الموالي على وجبات غذائية من مطبخ الباشا الكلاوي، الشيء الذي رفضوه جملة وتفصيلا، خاصة من الشخص الذي ألحق به الضرر جسديا، مسترسلا، أن الطلبة قد انتقلوا لملاقاة السلطان سيدي محمد بن يوسف.
وتابع أوريد حديثه في نفس اللقاء، أن هذه المحطات التاريخية التي تناولها كتاب عبد السلام الجبلي طالها النسيان ومازال يكتنفها الغموض، مضيفا، أن الكتاب يحوي في طياته قصصا تاريخية كثيرة ذات حمولات ومعاني دلالية تاريخية تؤرخ لحقبة زمنية معينة.
وحول ذات الكتاب، أردف أوريد، أنه خلال أحد الأيام راجت أخبار حول موت شخص يدعي “الأزرق”، ليتبين في وقت لاحق أنه الشهيد الزرقطوني الذي وضع حدا لحياته من أجل عدم إفشاء أسرار التنظيم المناهض للمستعمر الأجنبي بالمغرب.
وأكد الباحث والأستاذ حسن أوريد، أنه حينما كتب كتاب “أوراق من ساحة المقاومة المغربية” حرض على أن يتم تقديمه في الخزانة الوطنية مركز الثقل الثقافي، وفي مؤسسة الزرقطوني تكريما وعرفانا لروح الشهيد واحتفاءه به، مشيرا، أن الكتاب مهم جدا من شخصية معروفة بنزاهتها صدقها وجرأتها، عرفت كيف تكشف الملابسات الحقيقية وراء ملابسات العميلة العسكرية في المغرب.
ومن جانبه، قال الكاتب عبد العزيز آيت صالح، إن تجميع هذا الكتاب من اللغة العامية إلى اللغة العربية قد تطلب مني سنة واحدة، من أجل نقل تصريحات وأقول المناضل مولاي عبد السلام الجبلي الذي يعرف الكثير والكثير عن تاريخ المستعمر في المغرب.
وختم ذات الكاتب قوله، أنه قد حاول أن يوازي في هذا الكتاب من أجل عدم السقوط في نسبة مطلقة، ومشيرا إلى أن المنشور يضم في صفحاته بورتريهات عن مقاومين وزعماء من قبيل مولاي عبد الله إبراهيم وحمان الفطواكي وآخرون.

Related posts

Top