مستعجلات ابن رشد بالدار البيضاء تحت القبضة الحديدية لحراس الأمن الخاص والسماسرة

تعيش مستعجلات ابن رشد بالدار البيضاء، أو ما يطلق عليها لدى العامة بـ»موريزكو» على وقع الفوضى، بفعل غياب النظام داخل فضاءات هذا المرفق، الذي يستقبل يوميا العشرات من المرضى القادمين من مختلف المناطق المحاذية للبيضاء، وباقي المدن المغربية.
وعاينت جريدة بيان اليوم، سيادة الارتباك واللامبالاة تجاه المرضى الذين يأتون للمستعجلات في حالة يرثى لها، وبدلا من أن يتم استقبالهم وإرشادهم من قبل طاقم المساعدة الاجتماعية والتمريض، يجدون أنفسهم بيد حراس الأمن الخاص والسماسرة الذين يهيمنون على المشهد في ظل غياب المراقبة.
ورصدت بيان اليوم، هيمنة هؤلاء الدخلاء على قطاع الصحة بالمستعجلات، من خلال خرقهم لأعراف وقوانين النظام داخل المصلحة، حيث يتلاعبون بمواعيد المرضى بتقديمها وتأخيرها كما يشاؤون بناء على ما يتلقونه من «حلاوة» من قبل المرتفقين، الذين يجدون أنفسهم ملزمين بالدفع حتى تكون حظوظهم أقرب لمقابلة الطبيب.
ووقفت بيان اليوم على تغول رجال الأمن الخاص في المستعجلات، الذين عوض أن يشرفوا على التنظيم، يعمدون إلى خلق البلبلة داخل الفضاء، مستعرضين عضلاتهم الجسدية واللفظية في السب والقذف في حق المرضى، الذين لا حول لهم ولا قوة، وهم الضعفاء صحيا لمواجهة قلة أدب هؤلاء العناصر، الذين يفتقدون للباقة في التعامل مع المصابين في حوادث متفرقة.
ومن جهة أخرى، لا يسمح عناصر الأمن الخاص للمرضى بالدخول لمكتب الطبيب الذي يفتقد إلى شروط العمل، بفعل غياب المعدات وضعف البنية التحتية كافتقاد الأبواب للأقفال.. (لايسمح لهم) إلا على أساس ما دفعوه إتاوة لتقديم الموعد، أي أن مسطرة العلاج لا تتم إلا بواسطة رجل الأمن الخاص الذي يتدبر أمر المريض بدءا من موعد الزيارة، ومرورا بإجراء الفحوصات الطبية بالأشعة، ووصولا إلى حجز السرير لتلقي العلاج وأخذ المسكنات والدواء.
وعبر أكثر من مريض في حديثه للجريدة عن امتعاضه من الخدمات المقدمة بالمستعجلات، التي تفتقد للشروط الإنسانية، فيما يخص الاستقبال والتواصل والإرشاد، وضبط مواعيد لقاء الطبيب، ناهيك عن عدم وجود تجهيزات إجراء الفحوصات الطبية..
ولاحظت بيان اليوم الغياب الكلي لإدارة المستشفى التي من المفترض أن تقف على هذا «العبث» الذي يسود هذا المرفق بدل الانزواء للخلف والاكتفاء بتدبيره من بعيد عبر المكاتب المغلقة.
ويطالب مرتفقو المستشفى بضرورة التحقيق في الوضع داخل المستعجلات، الذي يعرف تواجد عشرات السماسرة ورجال الأمن الخاص الذين بات وضعهم أقوى من الأطباء والممرضين والإدارة حتى.
جدير بالذكر، أن مستعجلات ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو) تفتقد إلى النظافة ومعدات استقبال المرضى، إلى جانب تدهور البنية التحتية لمرافقه الصحية، وهو ما يكرس الصورة السيئة عن الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية بالمغرب.

>يوسف الخيدر

Related posts

Top