أصبح التنقل بين أرجاء العاصمة الاقتصادية أمرا غير يسير ومن أكثر المشاكل التي يعاني منها أصحاب السيارات والراجلين في الشوارع، جراء ما تشهده من ازدحام طرقي واكتظاظ كل يوم، لاسيما مع فترة عيد الأضحى.
ووقفت جريدة بيان اليوم في جولة ميدانية لها، بأزقة الدار البيضاء خصوصا مدار الروداني وشارع الزرقطوني، وكذا عند ملتقى طريق الجديدة وشارع بير انزران وشارع محمد السادس والفداء، والحي المحمدي.. على الازدحام الشديد الذي يحدث الفوضى في عملية السير والجولان.
وتعتبر فترة الذروة، وبالضبط على الساعة الثالثة ونصف، أكثر الفترات ازدحاما، نظرا للإقبال الزائد والتوافد المسترسل على الأماكن الأكثر رواجا اقتصاديا بهذه المناسبة، مما يدفع بالسائقين المهنيين إلى الانتظار لساعات طويلة في طوابير إشارات المرور.
وإذا كان البعض يصبر على الانتظار الطويل، فإن البعض الآخر لا يقوى على الانتظار، ومن ثم يهتدي إلى بعض السلوكات المخالفة لقوانين السير والجولان، من قبيل الضغط المتكرر على منبه السيارة، أو ولوج أرصفة الراجلين، أو استعمال ممر الترامواي..
وقال أحد السائقين المهنيين لسيارة الأجرة الصغيرة، إن غالبية الناس يقصدون شارع محمد السادس ودرب السلطان في مثل هذه الفترة من كل سنة، مما ينعكس على حركة المرور، نظرا لكونهما شارعان أساسيان داخل المدينة، إذ أصبح عبور 12 كيلومترا داخل المدينة يتطلب نحو ساعة من الزمن.
من جهته، أكد هشام (27 سنة) أنه خلال جلوسه مع زميله في إحدى المقاهي بكراج علال، احتج على سائق شاحنة كبيرة، كان ينتظر إشارة المرور بقلق شديد، وهو ما دفعه إلى استعمال منبه الصوت لأكثر من مرة، مزعجا مستعملي الطريق، ورواد المقاهي، وأصحاب المحلات التجارية.
ووعيا من السائق بسلوكه غير السوي، اعتذر من المحتجين على تصرفه، بحسب هشام، وهو السيناريو الذي يتكرر يوميا بمختلف الشوارع الرئيسية للدار البيضاء وغيرها من المدن الكبرى التي تشهد كثافة سكانية كبيرة.
ومما زاد من الاختناق المروري بشوارع الدار البيضاء، مباشرة أشغال هيئة البنى التحتية للخطوط الجديدة للترامواي، خصوصا بعين الشق، وشارعي محمد السادس واولاد زيان، حيث يساهم هذا المشروع المفتوح في خلق حالة من الارتباك المروري.
وصرح سائق أجرة صغيرة لبيان اليوم، أن المهنيين باتوا يتفادون المرور من هذه الشوارع نتيجة الاختناق المروري، إما بفعل التواجد البشري المكثف، أو بسبب الأشغال العمومية التي تضيق من طول الطريق.
وزاد السائق ذاته موضحا، أن الكثير من المهنيين يرفضون الاشتغال على هذه المسارات الطرقية المؤدية إلى الأحياء المجاورة لها، ومن ثم يتجهون نحو الأحياء الهامشية والبعيدة عن وسط مدينة الدار البيضاء.
< إيناس الدوا (صحافية متدربة)