أكثر من 90 ألف متفرج ونحو 135 فنانا وفنانة في الدورة 11 للمهرجان الوطني لفن الروايس

تميزت الدورة 11 للمهرجان الوطني لفن الروايس، التي اختتمت فعالياتها، مؤخرا، بمشاركة أكثر من 135 فنانا وفنانة من فئة “الروايس” يمثلون 15 فرقة موسيقية، على رأسها فرقة الفنان علي فايق، كضيف شرف للدورة، بالإضافة للجمهور الرائع الذي أتى وبأعداد كبيرة من مختلف المدن والقرى المجاورة، والذي تجاوز حسب مصدر رسمي أكثر من 90 ألف متفرج طيلة أيام المهرجان الوطني لفن الروايس، الذي احتضنته عاصمة الفن الأمازيغي مدينة الدشيرة الجهادية عمالة انزكان ايت ملول منذ يوم 13 يوليوز الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وعرفت هذه الدورة التي تسهر وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، على تنظيمها، بتعاون مع عمالة انزكان أيت ملول والمجلس الجماعي للدشيرة الجهادية، تحت شعار: “تيرويسا: تراث أصيل وعطاء متواصل”، تنظيم ثلاث سهرات فنية كبرى أحياها ثلة من الفنانين الروايس الذين وقع عليهم الاختيار لتنشيط هذه الدورة، مع حضور متميز لضيف الشرف الفنان علي فايق الذي اختتم فعاليات هذه الدورة، بأجمل إبداعاته الفنية، فيما تألقت الفنانة والممثلة الشابة زهرة مهبول “تامكروت” ابنة الفنان الأمازيغي الكبير الرايس مبارك امكرود، خلال تقديم وتنشيط فقرات السهرة الختامية للمهرجان والتي احتضنتها ساحة الحفلات وسط مدينة الدشيرة.

وبالموازاة مع ذلك، فقد شهدت فعاليات هذه الدورة مجموعة من الأنشطة الأخرى، كالندوة العلمية التي تم تنظيمها بفضاء بلدية الدشيرة الجهادية حول “أغنية الروايس في خدمة القضايا الوطنية” والتي شارك فيها كل من الأستاذ محمد المستاوي الذي تناول موضوع أغنية الروايس والوحدة الترابية، والأستاذ سعيد جليل في موضوع نشأة فكرة الوطنية وارتباطها بالمقاومة لدى الروايس، بالإضافة لموضوع القضية الوطنية بين الروايس والمجموعات الغنائية العصرية والذي تحدث فيه الأستاذ عبد الرحمان ولد الرحمة، إلى جانب اللقاء الشعري الذي ثم تسييره وتنشيطه من طرف الإعلامي على سلام، والمخصص لقصيدة الروايس، بمشاركة كل من الشاعر والفنان علي شوهاد، والشاعر محمد بانضاج، والشاعر مسعود بولفكيت، والشاعر والفنان سعيد ادبناصر.

كما احتضنت قاعة المركب الثقافي أحمد نجيب البهاوي بالدشيرة الجهادية، سهرة فنية أحياها الفائزون في الدورة الرابعة من مسابقة الروايس الشباب التي تم تنظمها على هامش الدورة 11 للمهرجان الوطني لفن الروايس، وهم الرايس أحمد بلخير، الرايس محمد أولمين، والرايس الحسين أنظام، الذين ثم اختيارهم من طرف لجنة التحكيم المكونة من بايري، الصديق، وادحمو. كما خصص المهرجان فقرة تكريمية لبعض الوجوه الفنية الرائدة في مجال تيرويسا، اعترافا وتقديرا لما قدمته لتاريخ وسجل هذا الفن عبر الحقب ومن بين المكرمين الرايس لحسن حيفوف الفطواكي، والرايس أحمد مرهيص اوماست، والرايس سعيد بركيك العسري، والفنانة فاطمة الحيان تالبنانت، كما تم تنظيم لقاء مفتوح مع المكرمين في إطار فعاليات هذه الدورة من تقديم وتنشيط الإعلامي محمد والكاش.

   ********

الفنان علي فائق

يعتبر الفنان علي فائق من أبناء منطقة سوس ماسة، هو فنان مشهور بمسيرة موسيقية التي تمتد لأكثر من 30 عامًا، ما جعله مشبعًا منذ شبابه ومتأثرا بالعديد من المدارس الموسيقية الأمازيغية لاسيما فن تيرويسا ونمط المجموعات، وهو معروف بمساهمته الكبيرة في المشهد الموسيقي المغربي، خاصة من خلال مشاريع مثل  AMARG FUSION    و AMARG EXPERIENCE و ENONO ANYA  ، متأثرًا بتراثه الموسيقي المحلي والتنوع الثقافي للمنطقة.

يتميز الفنان علي فائق، برؤيته المبتكرة وقدرته على إعادة ابتكار تراث الروايس وغيرها من الأنماط الموسيقية التقليدية، يستكشف الأصوات التقليدية مع دمج عناصر معاصرة مما يخلق توازنا بين الأصالة والحداثة.

وعلى مدار مسيرته المهنية، أصدر الفنان علي فائق أكثر من 10 ألبومات، مما يشهد على إبداعه وتطوره الفني المستمر. تتسم إنتاجاته الموسيقية بأصالتها وعمقها وقدرتها على لمس جمهور واسع، سواء في المغرب أو في الخارج.

كما قام الفنان علي فايق بإعادة تطوير وترميم منزل تقليدي، في قريته الأصلية أيت ميلك، وبنى بيتًا للفنون يحمل اسم Ar’Tigmmi هذا المقر الذي أصبح اليوم ملتقى للفنانين والموسيقين لتبادل الخبرات وفضاء للإبداع والتعاون بين الفنانين المحليين والوطنيين وكذالك الأجانب.

وللاشارة فقد بدأ الفنان علي فايق حياته المهنية في سنة 1988 بعدما قام بتأسيس أوركسترا دنيا أمارك التي نهجت طريقة فنية فريدة تجمع بين الموسيقى التراثية التقليدية وآلات موسيقية حديثة.الرايس لحسن

الفطواكي

يعتبر الرايس لحسن الفطواكي حيفوف من الرواد الكبار في فن الروايس، فقد تعلم على يد رواد هذا الفن، فضلا عن كونه ينحدر من أسرة تهوى الفن حيث كان أبوه فنانا مشهورا في المنطقة التي ينتمي إليها وهي منطقة إفطواكين، التي تبعد عن مدينة مراكش بـ 70 كلم .

ويعود الفضل في بداية مشواره الفني، وكان عمره آنذاك 13 سنة، إلى والده الذي كان يحيي حفلاته في المنطقة، وفي سنة 1954 انضم إلى أول تجربة مع فرقة موسيقية برئاسة الرايس مولاي علي، الذي كان يعزف في ساحة جامع الفناء بمراكش لمدة 3 سنوات، وفي سنة 1958 قام بتسجيل أول أسطوانة له، كما قام الرايس لحسن الفطواكي، بأول جولة خارج البلاد سنة 1965 بدءا بفرنسا ثم بلجيكا وهولندا، بعدها قام بجولة أخرى في سنة 1967 وهي السنة التي سيؤسس فيها فرقته الخاصة.

 كرس الفطواكي حياته من أجل الفن والعزف مع فرقته ومع أساطير الفن الأمازيغي كرقية تالبنسيرت والرايس الحاج محمد البنسير والرايس عمر أهروش والرايس سعيد أشتوك وآخرين… وقد كان له دور أساسي في إنجاح ملحمة السيمفونية الأمازيغية مع الرايس محمد دامو، وفي رصيده الرايس لحسن الفطواكي ما يقرب من 65 شريط غنائيً.

الرايس أحمد اوماست

أحمد أوماست مرهيص من مواليد دوار أيت لياس سنة 1958 مدينة ماست، تأثر بوالده الذي كان يحترف فن الروايس. ودخل الميدان الفني منذ سنة 1972 حيث كان مولعا بهذا الفن ومعجبا بالروايس الذين كانوا يجولون الدواوير، ومنذ ذلك الحين بدأ بصنع أول رباب له من غصن شجرة التين، وفي سنة 1974 اقتنى آلة الرباب، وبدأ يحيي السهرات في الدواوير المجاورة، كإفنتار وإداولون وإداوميحيا. وفي سنة 1976 انخرط في مجموعة الروايس المحلية، ثم انضم في بداية الثمانينات إلى فرقة المرحوم الرايس سعيد أشتوك لمدة سبع سنوات، أي إلى حدود سنة 1987، حيث قام بتأسيس فرقته الخاصة، ولم يقم الفنان احمد اوماست بتسجيل أول شريط له إلا سنة 2005 بسبب موقفه من عملية التسجيل، اقتداء بمعلمه المرحوم الرايس سعيد أشتوك، قبل أن يغير هذا الموقف اعتبارا للمستجدات التي عرفتها سوق الأغنية خاصة مع ظهور وسائل التكنولوجية الحديثة وما وفرتها من إمكانات كبيرة لترويج الأعمال الفنية .

الرايسة فاطمة تالبنانت

كانت البداية الفنية لفاطمة الحيان الملقبة بالرايسة فاطمة تلبنانت سنة 1987 بمدينة تارودانت في بعض السهرات الخاصة، وفي سنة 1991 انتقلت إلى عاصمة الفن مدينة الدشيرة للعمل مع الرايس مولاي محمد بلفقيه، حيث توج ذلك بإصدار 12 شريطا غنائيا، ثم قامت في سنة 1998 بإنشاء فرقة خاصة بها، وتمكنت من المشاركة في عدة سهرات ومهرجانات داخل الوطن وخارجه، كفرنسا وبلجيكا.

وسجلت الفنانة تالبنانت مجموعة أشرطة فردية ومع فنانين رواد كبار كالرايس محمد بيسموميين، والرايس محمد او تحناوت، كما أن الفنانة تلبنانت متعددة المواهب فبالإضافة إلى الغناء فهي كذلك ممثلة في عدة مسرحيات وأفلام أمازيغية تلفزية وسينمائية.

الرايس سعيد العسري

ازداد الفنان الرايس سعيد بركيك سنة 1938 بدوار إزريكن جماعة هيلالة بعمالة شتوكة أيت باها جهة سوس ماسة.. الرايس سعيد العسري، وهو الاسم الفني لهذه الأيقونة ويلقب كذلك ببوزلماض لكونه يعزف على آلة الرباب باليد اليسرى، بدأ منذ صغره، بمرافقة الفنانين المرموقين كالفنان الريس عمر أهروش والمرحومين الرايس سعيد اشتوك والرايس أحمد  بيزماون بالإضافة للرايسة رقية الدمسيرية وفنانين آخرين.

للفنان الريس سعيد العسري مجموعة من الأعمال الفنية التي تتناول مواضيع عديدة عاطفية واجتماعية، كما يتوفر في سجله على أغاني وطنية توثق لمجموعة من الأحداث، كالمسيرة الخضراء المظفرة وعودة الملك المغفور له محمد الخامس من المنفى، وحفلات الأعياد الوطنية وخاصة حفلات عيد العرش، سافر إلى العديد من البلدان الأجنبية كفرنسا وغيرها من أجل إحياء السهرات وتقديم عروض فنية في فن تيرويسا، كما تربى على يديه واستفاد من خبرته مجموعة من الفنانين الحاليين وكذلك شباب المنطقة الذين كانت لديهم موهبة فنية ورغبة في المضي بعيدا في هذا المجال.

 الدشيرة: إبراهيم فاضل

Related posts

Top