اختتمت بداية الأسبوع الجاري، فعاليات الدورة السابعة لملتقى الجمعية المغربية لمستعملي الأنظمة المعلوماتية (AUSIM)، التي أقيمت تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، في قصر المؤتمرات “جراند موغادور أكدال” بمدينة مراكش.
وشهدت هذه الدورة يومين من النقاشات المكثفة وتبادل الآراء حول موضوع “قوة الرقمنة: معا نحو عالم مستدام ومرن”. حضر التظاهرة أكثر من 1100 من الفاعلين الرئيسيين في النظام الرقمي المغربي والدولي، مما يعزز مكانة المغرب كمنصة إقليمية للإبتكار الرقمي والتكنولوجيا الحديثة.
وأكد هشام شيكر، رئيس الجمعية المغربية لمستعملي الأنظمة المعلوماتية (AUSIM على التزام الجمعية بدعم التحول الرقمي الوطني وتعزيز المبادرات المستدامة والشاملة بما يتماشى وأهداف استراتيجية المغرب الرقمي 2030. وأوضح: “لقد استكشفنا معا سبلا عملية لتحويل الرقمنة إلى رافعة حقيقية للتنمية المستدامة. ويمثل هذا الملتقى نقطة انطلاق لاتخاذ إجراءات ملموسة تخدم البيئة والاقتصاد والمجتمع المغربي”. كما دعا المشاركين إلى مواصلة التزامهم في مؤسساتهم المختلفة.
برنامج علمي طموح لرؤية مستدامة
قدم ملتقى AUSIM 2024 برنامجا غنيا ومتنوعا من الندوات والجلسات الحوارية والورشات، التي تناولت أبرز المواضيع الحيوية في مجال الرقمنة. وكان من بين أبرز المحطات تقديم عروض لشخصيات بارزة مثل “طارق حمادو” و”نيكولا ساديراك”، اللذان قدما خبراتيهما حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية الجديدة التي تحتاجها الشركات في المستقبل.
كما أتيحت الفرصة للمشاركين لاكتشاف أحدث الابتكارات في مجالات مثل الأمن السيبراني، والتحول إلى الحوسبة السحابية، والتوائم الرقمية، التي تسهم في تحسين البنية التحتية الصناعية والحضرية من خلال إنشاء نسخ افتراضية لإدارة أكثر كفاءة واستباقية.
التركيز على الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية
كان أحد الأهداف الرئيسية لهذه الدورة تسليط الضوء على التحديات البيئية المرتبطة بالرقمنة. وبتواجد خبراء في الاستدامة، تم تناول سبل تقليل الأثر البيئي للتكنولوجيا، وخاصة فيما يتعلق بإنتاج المعدات الإلكترونية التي تمثل 78% من البصمة البيئية للقطاع. وتم طرح حلول عملية للتحول الرقمي المسؤول بما يتماشى مع رؤية التنمية المستدامة التي يدافع عنها مفكرون مثل بيل غيتس وكيت راورث، مع التأكيد على ضرورة تقليص الانبعاثات واحترام الحدود الكوكبية.
شراكات ومشاريع قارية لتحقيق رقمنة شاملة
شهدت هذه الدورة توقيع شراكات استراتيجية مع أندية وجمعيات مديري نظم المعلومات من دول إفريقية مثل مالي وكوت ديفوار وتونس، مما سيعزز التعاون الإقليمي في مجال التحول الرقمي. وفي إطار برنامج «AUSEDUCATION»، احتفلت AUSIM بنجاح أول دفعة مكونة من 11 طالبًا متفوقًا، من بينهم 6 فتيات، من مختلف مناطق المغرب، حيث التحقوا ببرامج متميزة في مجال الهندسة المعلوماتية. يعكس هذا البرنامج التزام AUSIM بتعزيز الشمول الاجتماعي من خلال إتاحة الوصول إلى مهن الرقمنة.
نحو مغرب رقمي 2030
لعبت AUSIM دورا حيويا في تحديد معالم استراتيجية المغرب الرقمي 2030، وهي خطة طموحة تهدف إلى جعل المغرب نموذجًا إقليميًا في التكامل الرقمي والتنافسية. وقد وفر الملتقى إطارًا للنقاش حول كيفية تعزيز هذه الدينامية، مع التركيز على مبادرات ملموسة مثل الحوكمة الإلكترونية، ورقمنة الاقتصاد، والشمول الاجتماعي. وتمكن المشاركون من تبادل الأفكار حول قضايا رئيسة مثل حماية البيانات، والأمن السيبراني، والتحول إلى نماذج مؤسسية تعتمد على البيانات.
موعد الدورة المقبلة
في ختام هذه الدورة الملهمة، دعت AUSIM جميع الفاعلين في القطاع للقاء مجددًا في عام 2026 لمواصلة هذا الزخم نحو تحول رقمي يسهم في بناء مغرب أكثر استدامة وترابطا.