استعرض وفد من الودادية الحسنية للقضاة، خلال هذا الأسبوع بمدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، أبرز الإصلاحات التي قام بها المغرب في مجال العدالة، لاسيما إحداث المجلس الأعلى للسلطة القضائية.
وجاء ذلك بمناسبة الاجتماع السنوي السادس والستين للاتحاد الدولي للقضاة، المنعقد تحت شعار “الولوج إلى العدالة، حق للجميع”، حسب ما علم لدى الوفد.
وخلال أشغال هذا المؤتمر، سلط أعضاء الوفد الضوء على التقدم الملموس الذي أحرزه المغرب في مجال استقلالية وإصلاح المنظومة القضائية، مع التركيز على آليات عمل التنظيم القضائي ودور القضاء باعتباره حجر الزاوية في بناء دولة الحق والقانون.
كما شارك الوفد في مختلف اجتماعات المؤتمر، لاسيما اجتماعات اللجنة المركزية والمجموعات الإقليمية واللجان الموضوعاتية.
وقدم ممثلو الودادية الحسنية للقضاة، خلال هذه الاجتماعات، لمحة عامة عن العمل الذي أنجزته المملكة في مجال رقمنة العمل القضائي، وكذا انخراط القضاة في هذه العملية وتصورات التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
وقدموا أيضا عرضا معمقا حول التجربة المغربية في مجال استقلالية القضاء والإصلاحات الأساسية التي شهدتها المنظومة القضائية المغربية.
كما تم تسليط الضوء على المشاريع التشريعية الحالية المتعلقة بقانون المسطرة المدنية والقانون الجنائي.
وفي ما يتعلق باللجان الموضوعاتية، فإن عمل القضاة المغاربة تمحور حول أربعة مواضيع أساسية، وهي “الذكاء الاصطناعي والعمل القضائي”، و”المرافعات الكتابية في علاقة مع مفهوم النجاعة القضائية”، و”التحديات القضائية المرتبطة بتطور التصنيع غير المشروع للمخدرات” و” التطور الرقمي وتأثيره على سوق العمل”.
وأبرز المتدخلون، بهذه المناسبة، التقدم والتغيير النوعي الذي يشهده قطاع العدالة بالمغرب، خاصة تعزيز استقلالية القضاء وضمانات المحاكمة العادلة وتحسين أداء كافة مؤسسات إنفاذ القانون.
انطلاقا من عضويتها في الاتحاد الدولي للقضاة، التي تشكل أرضية خصبة للدبلوماسية الموازية، تعتمد الودادية الحسنية للقضاء استراتيجية مندمجة، تكريسا للإرادة الملكية السامية، والتي تهدف إلى تفعيل قنوات التواصل المتاحة، في إطار دبلوماسية موازية مع كافة مكونات المجتمع الدولي في خدمة المصلحة العليا للوطن.
ومن خلال المعلومات المستقاة من تجارب الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للقضاة، أعربت الودادية الحسنية للقضاة عن اعتزازها بما حققه المغرب في مجال العدالة.وقد شكل المؤتمر مناسبة للمشاركين لتأكيد التطور السريع للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والتخصصات، بما في ذلك منظومة العدالة.
وفي هذا السياق، سلطت المناقشات الضوء على كيفية تعامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع المساطر القضائية وتفسير القوانين وتنظيم العدالة.
وتطرقت مارلين هوف، رئيسة أول لجنة دراسة للاتحاد الدولي للقضاة، خلال تقديمها عرضا حول “آثار الذكاء الاصطناعي على المنظومة القضائية ككل”، إلى الآثار الشاملة للذكاء الاصطناعي على العمليات القضائية.
وانكبت المتحدثة على كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في منظومة العدالة على مستوى العالم، بدءا من تحسين الوظائف الإدارية ووصولا إلى المساعدة المحتملة في مسلسل صنع القرار.
استعراض تجربة المغرب في مجال العدالة بكيب تاون
الوسوم