أعطيت، الخميس الماضي بالقنيطرة، الانطلاقة الرسمية للتكوين بمؤسستين جديدتين للتكوين المهني، هما المعهد المتخصص في مجال النقل الطرقي واللوجستيك، والمعهد المتخصص في الصناعات الغذائية.
وأشرفت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى طريشة، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للتكوين في المعهد المتخصص في مجال النقل الطرقي واللوجستيك، الذي يهدف إلى تكوين المستفيدين في المجالات المرتبطة بالنقل واللوجستيك، والمساهمة في الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للخريجين.
وقدمت لمديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والوفد المرافق، شروحات حول هذا المعهد الذي يمتد على مساحة تبلغ 19278 مترا مربعا، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 800 مقعد.
ومن المنتظر أن يساهم هذا المعهد في تمكين المتدربين من الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، لاسيما مع وجود أكثر من ثمانية آلاف شركة متخصصة في النقل الطرقي والبضائع في جهة الرباط سلا القنيطرة، وبالتالي دعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2017/2026.
وفي هذا الصدد، قال هشام منيار، مدير المعهد المتخصص في مجال النقل الطرقي واللوجستيك بالقنيطرة، في تصريح صحفي، إن هذه المؤسسة الجديدة تضم العديد من الشعب التكوينية المقسمة على ثلاث مستويات تهم “التقني المتخصص” و”التقني” و”التكوين المستمر”.
وأضاف أن الدراسة في هذا المعهد تهدف إلى تكوين الشباب في المجال اللوجستيكي لكي يصبحوا قادرين على تدبير جميع الأنشطة اللوجستيكية في المقاولات التي تشتغل في مجال النقل واللوجستيك، مشيرا إلى أن الخريجين سيتمكنون من تعزيز النسيج الاقتصادي لجهة الرباط سلا القنيطرة.
وتم أيضا إعطاء الانطلاقة الرسمية للتكوين في المعهد المتخصص في الصناعات الغذائية، حيث تم تقديم شروحات حول هذا المعهد الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 200 متدرب.
ويحصل المستفيدون من التكوين، بالخصوص، على دبلوم في التكوين التأهيلي مثل تكنولوجيا المواد الغذائية، والصناعة الغذائية، وعامل في الصناعات الغذائية، بالإضافة إلى الجودة وقواعد الصحة والسلامة والبيئة.
وبالمناسبة، قال محمد بويدري مدير المعهد المتخصص في الصناعات الغذائية بالقنيطرة، في تصريح مماثل، إن إحداث هذا المعهد يأتي استجابة لتطلعات المنعشين الاقتصاديين في جهة الرباط سلا القنيطرة، مع الأخذ بعين الاعتبار واقع النسيج الاقتصادي في الجهة.
وأوضح بويدري أن المعهد يشكل مؤسسة لتكوين يد عاملة مؤهلة تستجيب لمتطلبات سوق الشغل، وذلك بهدف سد حاجيات البلاد في ما يتعلق بالمواد الغذائية الأساسية.
وكانت لبنى طريشة، قد أفادت في وقت سابق من اليوم نفسه بتامسنا، بأن نسبة الإقبال على التكوين المهني عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال هذا الموسم، حيث بلغ معدل الطلب 435 في المئة على الصعيد الوطني.
وأوضحت طريشة، في ندوة صحفية بمناسبة الدخول التكويني 2023-2024، أن هذا الارتفاع يهم مختلف المستويات التكوينية، مما يعكس جاذبية المسار المهني لدى الشباب، مسجلة أن الأمر يتعلق بأزيد من 4 طلبات لكل مقعد بيداغوجي، وأكثر من 7 طلبات لكل مقعد بيداغوجي بالنسبة لمستوى التقني المتخصص.
تعزيز الجهاز التكويني
شرعت المؤسسات التكوينية التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في استقبال المتدربين الشباب بطاقة استيعابية تصل إلى 410.000 مقعد بيداغوجي، من ضمنها 262.000 مقعد مخصص لمتدربي السنة الأولى.
وستعرف هذه السنة التكوينية 2023-2024 تعزيز الجهاز التكويني للمكتب عبر افتتاح 13 مؤسسة تكوينية جديدة بـ 6 جهات من المملكة بعرض تكويني يهم قطاعات مهنية مختلفة.
كما عرفت نسبة الإقبال على التكويـن المهنـي ارتفاعا ملحوظا يهم مختلف المستويات التكوينية، مما يعكس جاذبية المسار المهني لدى الشباب. حيث بلغ معدل الطلب 435٪ على الصعيد الوطني، أي أكثر من 4 طلبات لكل مقعد بيداغوجي، و أكثر من 7 طلبات لكل مقعد بيداغوجي بالنسبة لمستوى التقني المتخصص.
وسجلت أعلى الطلبات بالمؤسسات التكوينية الجديدة لقطاع الصحة، حيث وصلت إلى 130 طلبًا لكل مقعد بيداغوجي للمستوى التقني المتخصص، وأكثر من 70 طلبًا لكل مقعد بيداغوجي بالمؤسسات التي توفر تكوينات في مجالات الرقمية و الذكاء الاصطناعي والفندقة والسياحة و التسيير و التجارة.
عرض تكويني يتماشى مع حاجيات المقاولات
74% من العرض التكويني لهذه السنة يضم شعبا جديدة وأخرى تمت إعادة هيكلتها، حيث أن ما يمثل 68% من مجموع المتدربين سيتابعون تكوينهم وفق هذا العرض الجديد. وللتذكير، فإن البرامج التكوينية المعتمدة وفق هندسة جديدة و نموذج بيداغوجي عصري ، تمت بلورتها منذ 2022-2021 في إطارتنفيذ مشاريع خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني.
برامج التميز: تعميم تدريجي لتطوير كفاءات الشباب
سيعمل مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل برسم هذه السنة التكوينية على تعميم برنامجي التميز Vet by EHL وبرنامج الابتكار المقاولاتي ليتم اعتمادها بمؤسسات جديدة بالمملكة.
حيث سيتم توسيع اعتماد برنامج الابتكار المقاولاتي PIE الذي تم تطوييره بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والذي يهدف إلى تعزيز وتطوير الحس المقاولاتي لدي المتدربين الشباب وتمكينهم من الكفاءات الأساسية في مجال ريادة الأعمال، ليشمل جهة الدار البيضاء-سطات بالإضافة إلى 6 جهات التي تم إطلاق هذا البرنامج بها خلال السنتين الماضيتين.
وفيما يخص برنامج التميز Vet by EHL ،الخاص بقطاع السياحة، وبعد النجاح الكبير الذي شهده منذ اعتماده بمركزالتكوين في مهن الفندقة والسياحة العنق بالدار البيضاء، ومركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة كيش الوداية بتمارة الرباط، في السنة التكوينية 2022-2021، من المنتظر أيضا أن يتم اعتماده على مستوى مدن المهن والكفاءات بكل من جهات سوس – ماسة والشرق والرباط – سلا – القنيطرة وطنجة – تطوان – الحسيمة، بالإضافة إلى المعهد المتخصص للفندقة والسياحة بالداخلة.
وللتذكير، يقدم هذا البرنامج المتميز الذي يستند إلى الإطار المرجعي السويسري للكفاءات المهنية في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة تكوينا متميزا في تلاث مستويات و يشمل فن الطبخ، وخدمات الأطعمة والمشروبات، والإقامة، والإدارة الفندقية، يتم تتويجه بشهادات مهنية مزدوجة مقدمة من طرف مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل بشراكة مع مدرسة لوزان الفندقية.
في السياق نفسه، سيواصل المكتب اعتماد برنامج التميز الصيني في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود (ورشة لوبان) ، الذي تم إطلاقه في دجنبر2021، بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الحي الحسني بالدارالبيضاء، بالتعاون مع كلية تيانجين للتجارة. وفي سنة 2023، سيتم سيتم إطلاق دورات تكوينية باللغة الصينية، مما سيساهم في تطوير كفاءات المتدربين الشباب.
تعزيز المواكبة من أجل توجيه فعال
وعيا منه بأن الحصول على فرص أكبر للنجاح والتميز يتعمد أولا على معرفة جيدة بالذات وبميولاتها وتطلعاتها، اعتمد مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، في إطار المشروع 05 لخارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني نظاما جديدا للتوجيه يتسم بالشمولية والترابط، ويتيح مواكبة وثيقة بهدف الاستجابة لتطلعات الشباب في جميع المراحل، بدءا بمرحلة ما قبل الترشيح، ومرورا بالمترشح والمتدرب، ثم وصولا إلى مرحلة التخرج.
وفي هذا السياق، تم إنشاء منصة التوجيه الجديدة « MY WAY » لتمكين الشباب من اختيار تكوين ومسار مهني يتناسب مع اهتماماتهم.
وسيشرع المكتب، في اعتماد 42 مركزا للتوجيه المهني على الصعيد الوطني برسم هذه السنة التكوينية، من أجل توفير مواكبة ملائمة للشباب المترشحين والمتدربين وأيضا الخريجين، من خلال تقديم المعلومات المناسبة وضمان توجيه مناسب، فضلا عن مساعدتهم على بناء وتجسيد مشاريعهم المهنية على أرض الواقع، وتوفير مجموعة من الأنشطة التي ستسهل عملية اندماجهم المهني.
وبالإضافة إلى مراكز التوجيه المهني، سيتم تزويد أول دفعة من مؤسسات التكوين المهني بفضاءات مشتركة مخصصة للمتدربين (فضاءات العمل المشترك، مكتبات وسائطية، حاضنات…). بهدف تعزيز اندماج المتدربين وتطوير حس المبادرة والإبداع لديهم.
برنامج التميز العملياتي
برسم السنة التكوينية 2023/2024، وفي إطار المشروع الأول لخارطة الطريق لتطويرالتكوين المهني، الذي يتعلق بالتأهيل المدمج لنظام التكوين، سيواصل مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل جهوده لمواكبة مؤسسات التكوين التابعة له من أجل تحقيق التميز، وذلك وفقًا لمعايير الجودة الجديدة والنموذج البيداغوجي الجديد الذي تم اعتماده.
وفي هذا السياق، ستتم مواكبة 50٪ من المؤسسات التكوينة المعنية ببرنامج التميز العملياتي، أي أكثر من 160 مؤسسة تكوينة مهنية لتصبح مطابقة لمعايير الجودة الجديدة، بفضل خطة تشمل عدة محاور: تأهيل أو تجديد المباني، تحديث التجهيزات التقنية والبيداغوجية وتوظيف مكونين جدد و تطبيق قواعد الصحة والسلامة والبيئة بالإضافة إلى تقييم كفاءة المكونين و تعزيز وتحسين عمليات التسيير.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم مواكبة حوالي عشرين مؤسسة نحو التميز، من بين المؤسسات المطابقة، من خلال تنزيل مشاريع مبتكرة، مثل العرض الكويني الجديد، وإنشاء الفضاءات المشتركة (مراكز التوجيه المهني، مراكز اللغات والكفاءات الذاتية …)، بالإضافة إلى نهج بيئي (النجاعة الطاقية ودمج الطاقات المتجددة وحملات التوعية بالتصرفات البيئية، إلخ)، وتصديق على كفاءات المكونين، والشراكات مع المهنيين، ومتابعة إدماج المتدربين في سوق الشغل وإجراء دراسات لقياس رضا المتدربين…
ومن أجل مواكبة هذه الدينامية، سيتم إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للتقييم الذاتي للمؤسسات التكوينية من أجل استعراض المعطيات الراهنة، بناءً على مرجع تقييم المؤسسات التكوينية بهدف وضع وتنفيذ خطط التحسين المستمر. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم اعتماد أدوات جديدة للتميز العملياتي في مؤسسات التكوين المهني (مثل نهج S5 وتقنيات حل المشكلات، إلخ)، بفضل برنامج تكويني ومرافقة لمديري المؤسسات التكوينية.
**********
طريشة: ارتفاع ملحوظ في نسبة الإقبال على التكوين المهني بمعدل طلب بلغ 435 في المئة
أفادت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى طريشة، الخميس بمدينة المهن والكفاءات بتامسنا، بأن نسبة الإقبال على التكوين المهني عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال هذا الموسم، حيث بلغ معدل الطلب 435 في المئة على الصعيد الوطني.
وأوضحت طريشة، في ندوة صحفية بمناسبة الدخول التكويني 2023-2024، أن هذا الارتفاع يهم مختلف المستويات التكوينية، مما يعكس جاذبية المسار المهني لدى الشباب، مسجلة أن الأمر يتعلق بأزيد من 4 طلبات لكل مقعد بيداغوجي، وأكثر من 7 طلبات لكل مقعد بيداغوجي بالنسبة لمستوى التقني المتخصص.
وأضافت أن أعلى الطلبات سجلت بالمؤسسات التكوينية الجديدة لقطاع الصحة، حيث وصلت إلى 130 طلبا لكل مقعد بيداغوجي للمستوى التقني المتخصص، وأكثر من 70 طلبا لكل مقعد بيداغوجي بالمؤسسات التي توفر تكوينات في المجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي والفندقة والسياحة والتسيير والتجارة.
وقالت إن المؤسسات التكوينية التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل شرعت في استقبال المتدربين الشباب بطاقة استيعابية تصل إلى 410 آلاف مقعد بيداغوجي، من ضمنها 262 ألف مقعد مخصص لمتدربي السنة الأولى.
وستعرف هذه السنة التكوينية 2023-2024 ، حسب السيدة طريشة، تعزيز الجهاز التكويني للمكتب عبر افتتاح 13 مؤسسة تكوينية جديدة بـ 6 جهات بالمملكة بعرض تكويني يهم قطاعات مهنية مختلفة.
وفي ما يتعلق بالعرض التكويني، أبرزت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل أن هذا العرض يتماشى مع حاجيات المقاولات، مشيرة إلى أن 74 في المئة من العرض التكويني لهذه السنة يضم شعبا جديدة وأخرى تمت إعادة هيكلتها، وأن 68 في المئة من مجموع المتدربين سيتابعون تكوينهم وفق هذا العرض الجديد.
عبد الصمد ادنيدن
صور: طه ياسين شامي
