قال الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، أول أمس الاثنين، إن السنة الماضية تميزت بعجز في التساقطات المطرية، مقارنة بالمعدل السنوي، موضحا أن هذا العجز بلغ 33 في المائة بحوض كير-زيز-غريس، واتسمت الفترة من فاتح شتنبر 2021 إلى 23 ماي الجاري، بعجز قدر بـ 13 في المائة في التساقطات المطرية، نجم عنه أيضا عجز في الواردات المائية بسدود الحوض.
ومن أجل مواكبة هذه الوضعية، أكد فارس خلال أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس برسم سنة 2021 أنه، في إطار تنزيل مضامين البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، تم على مستوى الحوض المائي كير-زيز- غريس برمجة العديد من المشاريع.
ويتعلق الأمر، على الخصوص، بإنجاز سد “تديغوست” (إقليم الرشيدية)، بسعة تخزين 60 مليون متر مكعب، ومواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية لتحسين معرفة الطبقات الجوفية وخصائصها وتعبئة موارد مائية لتلبية النقص الظرفي لمياه الشرب، خاصة بالمناطق القروية، وإنجاز السدود الصغرى والتلية بمنطقة نفوذ الوكالة، حسب مقترحات اللجن الجهوية.
وأبرز وضعية الحوض الاستثنائية والتي يطبعها استمرار شح الأمطار، وما يمكن أن ينجم عنها من نقص في تلبية كل الحاجيات، موضحا أنه رغم توالي سنوات الجفاف، وبفضل الإجراءات الاستباقية المتخذة، تمت تعبئة موارد مائية جوفية جديدة، حيث يقدر الصبيب المرتقب ب 200 لتر/الثانية، وكذا الشروع في إنجاز مشروع استغلال حجم 3 مليون متر مكعب، انطلاقا من سد حسن الداخل، وتجهيز محطة معالجة متنقلة بسعة قصوى 280 ل/ث، إذ من المرتقب تشغيل المحطة أواخر شتنبر 2022 لتأمين محور الرشيدية تافيلالت.
وذكر أنه تمت تعبئة الموارد المالية الكافية للعمليات المستعجلة على صعيد جهة درعة تافيلالت، بكلفة تقدر ب 293 مليون درهم، مع إطلاق الوزارة برنامجا خاصا لتحسيس المواطنين بضرورة الاقتصاد في الماء وترشيد استعماله.
وشدد خلال هذا اللقاء على حماية أرواح المواطنين، من خلال جرد الآبار والأثقاب بالأحواض المائية، بتنسيق مع السلطات المحلية، بغية ردم ما هو غير مستعمل منها، وإلزام مستغلي المستعملة منها بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
من جهته، أكد والي الجهة، أن المنطقة تعرف جفافا بنيويا، مشيرا إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها مختلف المصالح المعنية بقطاع الماء والمسؤولين والمنتخبين من أجل توفير هذه المادة الحيوية.
وأبرز العمل الذي يتم القيام به على مستوى الجهة، لاسيما من قبل وكالة الحوض المائي وقطاع الماء الصالح للشرب والقطاع الفلاحي، إذ تتخذ الإجراءات اللازمة بغية توفير الماء الصالح للشرب في منطقة جافة.
وأشاد الوالي بالاهتمام الذي يوليه مجلس جهة درعة تافيلالت لهذا المجال، والذي يترجم من خلال الميزانية المحددة لقطاع الماء الذي يعتبر أساسيا من أجل تحقيق التنمية في المنطقة.
وقدم رشيد مداح، مدير وكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس عرضا حول الحالة الهيدرولوجية لمناطق تدخل الوكالة، وحصيلة منجزاتها برسم السنة المالية 2020.
كما استعرض مداح حالة تقدم إنجاز برنامج عمل الوكالة برسم السنة المالية 2021، وبرنامج العمل ومشروع ميزانية 2022، مع تحديد الآفاق المستقبلية على المستوى الإداري والتدخلات المرتقبة والمشاريع التي في طور الإنجاز أو المزمع إنجازها.وأكدت باقي التدخلات على ضرورة إيلاء الأهمية القصوى لقطاع الماء في الجهة، مع تحيين العديد من المعطيات وبرمجة مشاريع مهيكلة وذات طبيعة استعجالية تهم الأقاليم المعنية بمجال تدخل الوكالة.
وتمت المصادقة، في ختام الاجتماع، على أربعة مشاريع اتفاقيات تهم، على الخصوص، استكشاف وتحسين معرفة المياه الجوفية، وإعداد النماذج الرقمية الطبوغرافية والمساحاتية وخريطة استخدام الأراضي والشبكة الهيدروغرافية، وتوفير خدمات الأرصاد الجوية لفائدة وكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس.
كما جرت المصادقة على الملحق التعديلي لاتفاقية شراكة تتعلق بإنجاز عتبة “تالمعيدرت نبولمان”.
وشكل هذا الاجتماع فرصة لتقييم أداء الوكالة ودراسة برنامج عمل سنة 2022، والتعرف عن قرب على الصعوبات والإكراهات التي تواجهها، وإبداء اقتراحات الأعضاء وملاحظاتهم للرفع من مستوى أداء هذه المؤسسة العمومية.
< فاطمة الهورشمت