يصادف الحادي والعشرون من شهر مارس اليوم العالمي للشعر، الذي كان المغرب المبادر إلى المطالبة بإقراره، حيث تمت الاستجابة إلى طلبه منظمة اليونسكو، ويرجع الفضل في ذلك إلى هيئة بيت الشعر المغربي التي لا تزال توقع على حضورها المتميز في الساحة الثقافية، من خلال لقاءاتها الشعرية وإصداراتها وحفلات التكريم، خاصة جائزة أركانة العالمية للشعر التي جرى تنظيم ملتقاها مساء الجمعة الماضي.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشعر، تمت برمجة العديد من اللقاءات الشعرية في مختلف مدننا، حيث انخرطت في إعدادها العديد من الجمعيات والمنظمات، كما أن المؤسسات التعليمية هي بدورها انخرطت كما هو معهود في تنشيط هذا اليوم العالمي.
ما أحوجنا في هذا الظرف بالذات الذي يتم فيه الدوس على القيم النبيلة، وحيث صار الاقتتال هو الكلمة الفصل في الكثير من القضايا المحلية والدولية؛ ما أحوجنا إلى الاحتفاء بالشعر، بالتعابير الراقية، وبكل ما يدعو إليه هذا الاحتفاء، من تعايش ومحبة وسلم ووو..
هناك برمجة غنية للقاءات الشعرية، في مختلف جهات المغرب، تخليدا لليوم العالمي للشعر، يتم فيها إشراك مبدعين من أجيال مختلفة، كما أن للصوت النسوي حضورا قويا في هذه البرمجة.
كل هذه الانتعاشة دليل على أن الشعر لا يزال يحتفظ بقيمته الوجودية، رغم العديد من الإكراهات التي تواجهه.
هناك دواوين شعرية جديدة صدرت أخيرا، وكثير منها يوجد تحت الطبع، هناك قصائد لا تلبث أن تظهر في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، هناك لقاءات شعرية وندوات حول هذا الفن الأدبي، وهناك مواكبة نقدية للنصوص الشعرية.
من شأن هذه الحركية أن تقاوم مظاهر القبح وتعزز التربية على القيم النبيلة.
عبد العالي بركات