النمل.. هل يساهم في تبريد مناخ الأرض؟

يدأب علماء المناخ ومراكز الأبحاث العلمية في العالم من أجل تجنيب الأرض تبعات تغير المناخ، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وكذلك لجم ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهم لا يدخرون جهدا في سبيل تجنيب العالم كوارث بدأت تؤرق الدول، مع تنامي الظواهر المناخية المتطرفة من أعاصير وسيول وموجات جفاف.
ويستعين العلماء بنماذج أوجدتها الطبيعة لدى بعض الكائنات القادرة على التكيف ومواجهة الحرارة الشديدة، فقد كشفت بحوث علمية، في أكثر من دراسة أجريت في السنوات الأخيرة، ودراسات قيد الإعداد، أن النمل بإمكانه أن يساهم في إزالة كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، منذ أن بدأت أعداده في التكاثر قبل نحو 65 مليون عام.
والمعروف أن حياة النمل تمتد في المتوسط لأقل من عام، لكن تأثيرها على التربة على المدى الطويل أمر مهم بحسب العلماء، خصوصا في ما يتعلق بدورها في تبريد مناخ الأرض، وكان عالم البيولوجيا في جامعة ولاية «أريزونا» الأميركية، الدكتور رونالد دورون (Ronald Dorn) قد بين وأكد أن النمل يعمل على تغيير البيئة، وبالفعل، فقد تم اكتشاف بعض أنواع النمل، يعرف بـ «نمل الطقس»، وسمي بهذا الإسم كونه يعمل من أجل إفراز كربونات الكالسيوم أو الحجر الجيري، الذي يعمل بدوره على اقتناص وإزالة كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
القدرة على كسر المعادن
كما وجد العلماء في معرض أبحاثهم، المنشورة في مجلة «جيولوجيا» (Geology) العلمية، أن النمل من الأسلحة الطبيعية القوية التي من خلالها تنهار الرمال «البازليتة». ووجد العلماء أيضا أن النمل لديه القدرة على كسر المعادن ما بين 50 إلى 300 مرة أسرع من الرمال على الأرض العارية.
فيما أكد ديفيد شوارتزمان، وهو كيميائي وخبير في الوقت عينه في مجال العلوم الجيولوجية من «جامعة هوارد» في العاصمة الأميركية واشنطن، أن «هذه الفكرة معقولة».
وقال شوارتزمان لدورية  «لايف ساينس» العلمية «من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات حول دور النمل وغيرها من الحيوانات على صعيد التربة، ومن أجل توسيع فهمنا حيال أهميتها على مستوى العوامل الجوية».
تجدر الإشارة إلى أن الاكتشافات عن تلك الكتلة البيولوجية من النمل بدأت بعد أن تأكد العلماء أنها ساهمت في إزالة غاز ثاني أوكسيد الكربون من طبقات الغلاف الجوي. بالطبع، كما أسلفنا، ليست كل أنواع النمل تقوم بتلك المهمة الصعبة، بل هذا ما يقوم به «نمل الطقس» فقط.
(عن موقع ‘غرين أيريا’)

Related posts

Top