تطوان: إطلاق حملة واسعة للتوعية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود

بحلول فصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يلجأ عدد من المواطنين لبحيرات السدود قصد السباحة، دون مراعاة للخطر الذي يتهدد سلامتهم وحياتهم.
فرغم أن هذه البحيرات توحي في الظاهر بكونها آمنة، إلا أن الاستحمام والسباحة بها يشكلان خطرا كبيرا على المواطنين دون اعتبار للسن أو للخبرة في مجال السباحة، حيث أن بحيرات السدود تتميز باحتوائها على كمية كبيرة من الأوحال تجذب إلى الأسفل وبالتالي يصبح الصعود لمستوى سطح الماء أمرا مستحيلا مما ينتج عنه خسائر في الأرواح.

أطلقت وكالة الحوض المائي اللكوس، بداية الأسبوع الجاري، حملة تحسيسية واسعة النطاق للتوعية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود الواقعة بتراب جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
وأعلنت الوكالة، في بلاغ صحافي، أن هذه الحملة، التي يجري تنفيذها بتنسيق مع السلطات المحلية، ستشمل 24 جماعة ترابية محاذية لأربعة عشر سدا كبيرا تقع ضمن المجال الترابي لوكالة الحوض المائي اللكوس.
وستعمل الحملة التحسيسية على التواصل المباشر مع المواطنين والمواطنات عن طريق القيام بجولات في الأسواق الأسبوعية والمداشر والمراكز المتواجدة بالجماعات الترابية الأربعة والعشرين، والمقسمة على كافة الأقاليم والعمالات المحاذية لحقينات السدود.
وتندرج الحملة، التي تحمل شعار “السد ليس بمسبح، الغرض منه منحك الحياة، وليس سلبها منك”، في إطار الإجراءات والتدابير التي دأبت الوكالة على اتخاذها كل سنة للوقاية والحد من مخاطر السباحة في بحيرات السدود التابعة لها.
 وحسب ملصق الحملة، تتمثل مخاطر السباحة في السدود في غياب أعوان الإنقاذ بخلاف الشواطئ المحروسة، واحتواء السدود على كميات كبيرة من الأوحال وفروع الأشجار، والتي تعتبر من بين الأسباب الرئيسية في غرق البعض لكونها تجذب الأشخاص إلى قعر الحقينة وتمنعهم من الصعود إلى السطح.
كما تتجسد هذه المخاطر في احتواء بعض السدود على تيارات جارفة قوية ناتجة عن عبور المياه عبر مآخذ المياه بالسد المخصصة للماء الشروب أو السقي أو إنتاج الطاقة الكهربائية، وكذا تدني كثافة المياه العذبة بالسدود مقارنة بمياه البحر المالحة.
وذكرت وكالة الحوض المائي اللكوس بأن الغرض الأساسي من تشييد السدود يتمثل في توفير الماء الصالح للشرب وللسقي وإنتاج الطاقة، وليس للسباحة.
في المقابل، أكد مهتمون بالشأن المحلي، على حق الجميع في الاستجمام والاستمتاع بالعطلة الصيفية، وهو الشيء الذي يسائل الجهات المعنية، من منتخبين وسلطات وصية وغيرهم بالقطاعات الوزارية المعنية، لتحمل المسؤولية في توفير المرافق العمومية الضرورية، من مسابح ومخيمات صيفية، لاستقبال الأطفال والقاصرين وضمان حقهم في الاستمتاع بالعطلة، في ظل احترام شروط السلامة والوقاية من الأخطار.

وسجلت حوادث غرق سابقة نتيجة إهمال مخاطر السباحة ببحيرات السدود التي تحتوي على كميات كبيرة من الأوحال، وعروش الأشجار، وتيارات جارفة قوية ناتجة عن عبور المياه عبر مآخذ مياه السد المخصصة للماء الشروب والسقي، وإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث تعد هذه العوامل السبب الرئيسي في مآسي وحوادث الغرق.

Top