عبد القادر لشهب.. لاعب كبير ودبلوماسي وسفير

لبى عبد القادر لشهب نداء الرفيق الأعلى وسلم الروح لباريها عند فجر الأحد الماضي بعد أيام في العناية المركزة بأحد مستشفيات مدينة الدار البيضاء، ووووري جثمان الراحل الثرى بعد صلاة العصر بمقبرة الشهداء.

رحيل عبد القادر لشهب خسارة أخرى للوطن، خسارة لرياضي راق ودبلوماسي محنك، وقبلها موطن متيم بوطنه.

رأى الراحل النور في مدينة وجدة في ثالث عشر يوليوز 1954 في حي بودير وحومة كازابلانكا من عائلة أصيلة ومحافظة مشبعة بالقيم الرفيعة.

داعب لشهب كرة القدم دون التفريط في الدراسة، وجمع بين الرياضة في الملاعب والاجتهاد في البحث والتحصيل.

تميز ممارسا لجموعة من الرياضات كالريكبي وألعاب القوى وكرة القدم، قبل أن ينضم للاتحاد الإسلامي الوجدي حيث حظي برعاية تربوية من رئيسه الراحل أحمد جمال الدين.

تحول إلى المولودية الوجدية معارا لموسم واحد تألق خلاله وشارك معه في منافسات كأس محمد الخامس سنة 1975 وسجل هدفي الفوز في مباراة الترتيب (2-1) ضد نادي استوديانتيس الأرجنتيني.

وكان ضمن جيل من نجوم الشرق  كالأخوين الفيلالي مبارك ومحمد ومصطفى ومحمد مرزاق وبلحيوان ومغفور وجويط والسميري والطاهيري والمدرب محمد العماري.

بعد الحصول على الباكالوريا، وبتوصية من رئيس مولودية وجدة، انتقل عبد القادر إلى الدار البيضاء بهدف حمل قميص فريق الوداد البيضاوي ومواصلة الدراسة.

وتحت إشراف الرئيس عبد الرزاق مكوار، وجد الراحل ضالته رفقة مجموعة من عفاريت الكرة في الوداد بقيادة المدربين مصطفى بطاش ومحمد الخلفي، كأحمد وعبد الحق والعربي وكيتا والزغراري واسحيتة وابريجة وبيتشو ومجاهد وأبوعلي وشيشا والشريف وصابر وعبد الخالق ونور الدين.

وساهم لشهب في فوز الوداد بثلاثة ألقاب متتالية في البطولة الوطنية بين 1975 و1978 ولقبين في كأس العرش 1977-1978 و1978-1979، مسجلا حضورا وازنا في تشكيلة الفريق الأحمر في واحدة من أزهى فتراته.

وحمل لشهب قميص المنتخب الوطني لفئتي الشبان والكبار باقتدار وتعذر عليه مواصلة المسار الكروي دوليا، وتخلف عن المشاركة في كأس الأمم الإفريقية بغانا سنة 1978 بسبب التزامه بفترة الامتحانات الدراسية.

وانفصل الراحل بصفة نهائية عن كرة القدم مضطرا ليواصل الدراسة في المستوى الجامعي، وتخرج دكتورا في العلاقات الدولية بسويسرا، لكنه ظل حاملا القميص الوطني من  الكرة إلى الدبلوماسية بكاريزما المواطن الوطني المجند لخدمة الوطن و صيانة مصالح مواطنيه في المهجر.

وقد اشتغل سفيرا للمملكة المغربية في ثلاثة محطات، الأولى في عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني عند تعيينه في كندا 1998، والثانية والثالثة في عهد جلالة الملك محمد السادس في اليابان 2003 وروسيا 2008.

وتابع الكل ما قدمه لشهب من خدمات للوفد المغربي في روسيا خلال مشاركة المنتخب الوطني في مونديال 2018.

غادرنا عبد القادر لشهب، وودعنا لاعبا موهوبا متميز بدماثة الخلق، وسفيرا دبلوماسيا محنكا، حمل الوطن في قلبه وعقله ووقع مسارا رفيعا في المهجر خدمة للمملكة.

وداعا السي عبد القادر، وداعا أيها اللاعب الكبير والوطني والسفير، أنت باق في قلوبنا ولن ننساك …

محمد أبو سهل

تصوير: عقيل مكاو

Top