أطلقت منظمة السلام الأخضر “غرينبيس”، حملة وطنية لتسليط الضوء على آثار تغير المناخ بالواحات المغربية، حيث دعت إلى حماية هذه الثروات المهددة بالاختفاء إذا لم تتحرك الحكومة المغربية بشكل سريع لحمايتها.
ودعت غرينبيس، في حملة وطنية واسعة لها، إلى رفع الصوت عاليا والمطالبة بالانتقال إلى الطاقات المتجددة، مؤكدة أن الواحات المغربية تواجه تحديات كبيرة نتيجة تغير المناخ الذي تشهده منظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ونشرت منظمة السلام الأخضر على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي فيلم وثائقي قصير حول الواحات، تحذر من اندثار هذا النظام الإيكولوجي والبيولوجي التي يعتبر مهما في الصحراء إلى جانب أنه رمز إنساني وثقافي لساكنة الواحات المغربية، حيث أصبح يشكل أن الارتفاع المفرط في درجات الحرارة تهديدها مباشرها لتواجدها اليوم، نتيجة تأثير ذلك على موارده المائية.
وأشارت أن تدهور الوضع البيئي للواحات المغربية، بدأ في الانعكاس بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية ونشاطات تربية المواشي، وهو ما بدأت تظهر مؤشراته من خلال النزوح الكبير لسكانها الأصليين بحسب المنظمة.
وسجلت غرينبيس أن تواتر الجفاف تزايد خلال السنوات العشرين إلى الأربعين الماضية في كل من تونس والمغرب وسوريا والجزائر، استنادا إلى تقرير “تأثير تغير المناخ على البلدان العربية”، حيث ازدادت معدلات الجفاف في المغرب من مرة كل خمس سنوات إلى مرة كل سنتين.
وتشدد المنظمة الناشطة في المجال البيئي أن الحكومة المغربية يجب أن تلعب دورا قياديا في المفاوضات والمنتديات العالمية المتعلقة بقضية المناخ، وذلك عبر رفع مستوى التزاماتهم لمكافحة آثار تغير المناخ دفاعا عن ثقافة وثروة وتراث المغرب.
وترجع غرينبس التدهور البيئي للواحات إلى الاعتماد الكبير على حرق الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي ووحيد لإنتاج الكهرباء، حيث أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، لتصبح معه هذه الواحات أكثر حرارة وهو ما يشكل خطرا على استمرارها.
يوسف الخيدر