بصمت فعاليات الدورة السابعة للمعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو 2024″، من 30 أكتوبر إلى 2 نونبر 2024، بقاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، على برنامج غني ومتنوع من الأنشطة والندوات الوازنة، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مهمة في مجال الطيران، فضلا عن عدد من العروض الجوية المبهرة طيلة أيام المعرض.
أروقة متنوعة ومئات من الزوار
وعلى غرار اليوم الأول، عرف اليوم الثاني من الدورة السابعة ل Marrakech Air Show، المنعقدة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، مئات الزوار من ممثلي عدة مؤسسات ومهنيين ينتمون إلى عالم الطيران وصناع القرار وخبراء وباحثين وهواة الطيران للاستفادة من البرنامج الغني والمتنوع الذي اقترحه عليهم المعرض.
وسواء تعلق الأمر بمئات الأروقة التي تعرض أحدث التكنولوجيات المتقدمة في مجال صناعة الطيران والدفاع، أو الندوات أو الورشات الموضوعاتية، أو اللقاءات الثنائية أو اللقاءات بين الوفود الرسمية، أو الاستعراضات الثابتة للطائرات، أو العروض الجوية، فقد تمكن المعرض من الوفاء بوعده بأن يظل المنصة التي لا محيد عنها بالنسبة لفاعلي الطيران والدفاع والفضاء، مما يتيح الفرصة لعرض ابتكاراتهم وربط اتصالات استراتيجية.
وفيما يتعلق بالندوات والموائد المستديرة، فقد سمحت اللقاءات التي شارك فيها رواد ذوو صيت عالمي وفاعلو قطاع الطيران الوطني والدولي، بتدارس مختلف الأوجه المرتبطة بتنمية صناعة الطيران والفضاء والدفاع والتوجهات الناشئة ورهانات القطاع في الحاضر والمستقبل: ويتعلق الأمر بمنجزات ورهانات المنظومة الصناعية الوطنية للطيران، وأداء سلسلة التوريد في سياق تنامي برامج الطيران، والاستراتيجيات المستدامة لرفع التحديات التي يواجهها التكوين في صيانة وإصلاح الطائرات، وسلسلة التوريد والممارسات المستدامة، والابتكارات التكنولوجية في قطاع الدفاع أو مستقبل التصميمات الداخلية للطائرات.
ملتقى طرق عالمي للفرص
وقد تميز اليوم الثاني بإبرام أربع بروتوكولات اتفاق بين الدولة المغربية ومقاولات الطيران بشأن مشاريع الاستثمار الصناعي الرامية إلى تنمية التزود المحلي لـمصنع الطائرات بوينغ لدى فاعلي الطيران المغاربة.
ومن شأن هذه المشاريع، التي تندرج في إطار منظومة بوينغ، أن تسمح بتطوير مهن جديدة وتحسين نسبة الاندماج المحلي للقطاع.
وتتعلق مذكرة التفاهم الأولى الموقعة بين الدولة المغربية وشركة Structural Aerospace Morocco (SAM) التابعة لمجموعة الطيران Aviagroup Industries SAS، بتوسيع وحدة الإنتاج الحالية للشركة المتواجدة في قطب صناعة الطيران بإقليم النواصر، من خلال إحداث وحدة صناعية مخصصة لتصنيع وتجميع هياكل الطائرات المخصصة لقطاع الطيران.
وبقيمة استثمارية متوقعة تبلغ 75 مليون درهم مغربي (المرحلة الأولى)، سيمكن هذا المشروع من خلق 200 منصب شغل.
وفود رسمية مدنية وعسكرية تتابع عروض الطيران
وقد تم توقيع هذه الاتفاقية من طرف كل من رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، وعلي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمار والصادرات،ورئيس شركة SAM.
ويتعلق المشروع الاستثماري الثاني بإحداث وحدة إنتاج للمجموعة الألمانية MASTERFLEX SE بالدار البيضاء، ستتخصص في تصنيع القنوات المرنة في المغرب، وهي مخصصة لقطاع الطيران.
ومن المتوقع أن يناهز مبلغ الاستثمار للمشروع 2.5 مليون يورو، مما سيمكن من خلق 70 منصب شغل. ووقع هذه الاتفاقية رياض مزور وعلي صديقي والمدير العام للشركة.
وتم التوقيع على مذكرة تفاهم ثالثة بين الدولة المغربية والشركة الرائدة عالميا في حلول البوليمر التقنية، TRELLEBORG، لإحداث وحدة صناعية بميدبارك متخصصة في تصنيع أنظمة العزل لقطاع الطيران.
وباستثمار قدره 11 مليون يورو، سيمكن هذا المشروع من خلق 150 منصب شغل. وتم توقيع هذه الاتفاقية من طرف كل من رياض مزور وعلي صديقي وممثل الشركة.
وفي الختام، تم إبرام مذكرة التفاهم بين الدولة المغربية ممثلة برياض مزور وشركة Composite Industrie Maroc (CIM) تتعلق بتوسيع موقع نشاط هذه الأخيرة من خلال إحداث وحدة متخصصة في صناعة الألواح العازلة للحرارة والصوت وأنظمة العزل.
ويبلغ حجم الاستثمار 216 مليون درهم، مما سيمكن من خلق 648 منصب شغل. وشركة Composite Industrie Maroc التابعة لمجموعة Hutchinson، متخصصة في تصميم وتأهيل وإنتاج المنتجات المركبة والألواح العازلة للحرارة والصوت المخصصة لقطاعي الطيران والدفاع.
الموارد البشرية والمبتكرين
تواصل إشعاع الدورة السابعة من المعرض الدولي للطيران والفضاء بمراكش، خلال يومها الثالث، كما تواصل استقطابها المتزايد للزوار الذين اجتذبتهم الأصداء الإيجابية – على الصعيد الوطني والدولي – لهذه التظاهرة الكبرى.
وقد زار المعرض العديد من ممثلي المؤسسات ومهنيي الطيران وصناع القرار والخبراء بشكل مكثف على غرار اليومين الأوليين ليكتشفوا عن كثب عالم الطيران والفضاء، وذلك من خلال عروض أحدث التكنولوجيات المتقدمة والندوات والورشات رفيعة المستوى، والاستعراضات الثابتة للطائرات أو العروض الجوية.
ويعكس هذا العدد المرتفع للزوار والوفود الرسمية، التي زارت المعرض الدولي للطيران والفضاء بمراكش، علاوة على حضور 180 عارض يمثلون فاعلين ذوي صيت عالمي في مجال الطيران، مدى قوة جاذبية المعرض كحدث لا محيد عنه في عالم الطيران، ويؤكد في الوقت ذاته مكانة المملكة المغربية كمنصة عالمية لصناعة الطيران.
عروض جوية لفرقة المسيرة الخضراء
وقد تم التأكيد خلال هذا اليوم على عنصر التكوين والتطور النوعي للكفاءات والاحتياجات المستقبلية من حيث الموارد البشرية. وقد سمحت المؤتمرات، التي تولى تنشيطها رواد بارزون من عالم الطيران والتي دعي إليها زهاء مائة طالب من مدارس الهندسة والجامعات المغربية، بتركيز الضوء على الأهمية الحاسمة التي تكتسيها هذه العناصر على مستوى نمو وتطوير القطاع.
وهكذا، فقد كان المعرض الدولي للطيران والفضاء بمراكش منصة بارزة لتسليط الضوء على نجاح منظومة التكوين المغربية والارتقاء النوعي المتواصل لكفاءات صناعة الطيران الوطنية. كما قدم المعرض بوابة فريدة لتحفيز المواهب المكونة محليا، وفتح آفاق تنموية جديدة، سواء بالنسبة للمقاولات أو الشباب، فضلا عن اجتذاب استثمارات جديدة للقطاع.
المقاولات الناشئة والشباب
وشكل المعرض الدولي للطيران والفضاء بمراكش 2024، ملتقى طرق عالمي للابتكار. فقد أكدت هذه الدورة بشكل خاص على أهمية التكنولوجيات الجديدة، مع فضاء مخصص للمقاولات الناشئة ومشاريع البحث، وتركيز الضوء على تكنولوجيات الصناعة 4.0 وتطبيقاتها في قطاع الطيران.
وقد تحولت الأنظار في المعرض خلال اليوم الثالث صوب المقاولات الناشئة المحلية التي قدمت حلولا تكنولوجية مبتكرة تم تطويرها لرفع التحديات الكبرى الماثلة أمام القطاع.
وبالفعل، فقد أسفر انفتاح صناعة الطيران المغربية على الصناعة 4.0 – واستثمارها في التكوين والبحث وتطوير تكنولوجيات جديدة ومنتجات جديدة للبقاء في طليعة الابتكار- عن توفير مناخ ملائم لانبثاق العديد من المقاولات الناشئة المبتكرة.
ومن خلال ضم فاعلين رئيسيين في القطاع، فهذا الحدث قدم للمقاولات الشابة منصة فريدة لعرض مشاريعها المبتكرة، مما سمح لها بالإبانة عن قدرتها على تغيير مشهد الطيران المغربي والدولي.
العروض الجوية
اختتمت أول أمس السبت بقاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، فعاليات الدورة السابعة للمعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو 2024″، بعروض جوية مبهرة قدمتها فرقة “المسيرة الخضراء” للطيران الاستعراضي، التابعة للقوات الملكية الجوية، إضافة إلى مجموعة من العروض التي تخللت برامج الأيام الثلاثة الأولى.
جانب من الرواق الخارجي للمعرض
وتابع جمهور غفير من مختلف الأعمار لوحات استعراضية فردية وثنائية وجماعية بديعة وفريدة من حيث التنسيق والإتقان والدقة والانسجام أداها الطيارون المغاربة ونالت اعجاب الحضور.
ومن بين هذه العروض لوحة “رقم 25” التي رسمها أعضاء فرقة “المسيرة الخضراء” في إشارة رمزية إلى الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس، على عرش أسلافه الميامين.
وقدمت فرقة المسيرة الخضراء للطيران الاستعراضي، أيضا، عرض “القلب المزدوج” إذ رسمت بمهارة شكل قلبين في السماء، في تعبير رائع عن التمسك العميق للمغاربة بملكهم وفي تجسيد جميل للوحدة وروح الوطنية.
كما اشرأبت أعناق الحضور بشغف كبير نحو السماء لمشاهدة عرض “النجمة الشريفة” الفريد، الذي يرمز إلى قلب العلم الوطني، فضلا عن عروض ممتعة ومعقدة أخرى تبرز المهارة والدقة المتناهية والمستوى العالي الذي يميز أداء ربابنة القوات الملكية الجوية.
يشار إلى أن فرقة الطيران الاستعراضي “المسيرة الخضراء”، التابعة للقوات الملكية الجوية، تأسست سنة 1984 بأمر من المغفور له الملك الحسن الثاني، وتعهدها وريث سره جلالة الملك محمد السادس بسابغ عنايته ودعمه المولوي الكريم.
مبعوثا بيان اليوم إلى مراكش
متابعة: عبد الصمد ادنيدن
تصوير: طه ياسين شامي