لم يكن المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة بعيدا عن بلوغ نهائي كأس العالم الأخيرة في أوزبكستان، بعدما بلغ للمرة الثانية على دور ربع النهاية واصطدم ببطل العالم منتخب البرازيل.
وللأسف كان المنتخب الوطني في مشاركته الرابعة بالمونديال، محروما من أبرز لاعبيه بسبب الإصابة، وتابعنا كيف أقصي “أسود الفوتصال” بصعوبة عقب الخسارة أمام “راقصي السامبا” بنتيجة (1-3).
ومن مناسبة لأخرى يؤكد المنتخب الوطني تطوره المستمر اعتمادا على جدية مؤطريه بقيادة الخبير المغربي هشام الدكيك ودعم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع.
وتترجم الأرقام تطور المنتخب الوطني، حيث في الفترة بين سنتي 2020 و2024 خاض 111 مباراة، فاز في 90 مباراة وتعادل 12 مرة وانهزم في 09 مباريات فقط وسجل 484 أهداف واستقبل 157 هدفا.
وفي رصيده 7 ألقاب أحرزها في 12 سنة، 3 ألقاب في كأس إفريقيا ومثلها في كأس العرب ولقب في كأس القارات والشهية مفتوحة للمزيد.
وبهذه المناسبة، اتصلنا بالمدرب هشام الدكيك وأجرينا معه الحوار التالي:
كيف تقيمون محطة مونديال أوزبكستان وبلوغ دور الربع للمرة الثانية على التوالي؟
أعتقد أن مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم كانت إيجابية. الحمد لله بقينا في مصاف الدول الكبرى وحافظنا عن مكانتنا ببلوغ ربع النهائي للمرة الثانية تواليا. كان بالإمكان أن تكون رتبتنا أفضل، لكن للأسف واجهنا ظروفا صعبة في هذه المحطة لأسباب كثيرة منها قرعة البطولة وكذا المسار حيث نازلنا المنتخب البرازيلي المتوج باللقب والرائد عالميا والمنتخب الثاني هو البرتغال وهناك أيضا منتخب إيران الذي يتواجد في المركز الرابع عالميا. وكما تعلمون فمواجهة خصم قوي تفرض بذل جهد كبير واستنزاف القوة. وعليه كان لقاؤنا مع منتخب إيران وتحقيق الفوز إنجازا هاما. في هذه الرحلة تعرض أيضا لاعبونا لأعطاب حرمتنا من عناصر مميزة في تشكيلتنا. وفي الختام أقصينا أمام بطل العالم منتخب البرازيل بصعوبة وفي مباراة قوية ومثيرة.
لدى البرازيل منتخب رائد وفي تحضير مستمر، كيف ينجح في ذلك؟
نعم البرازيل بلد رائد في كرة القدم داخل القاعة. فهم يعتمدون ثقافة هذه اللعبة في أكاديميات ومدارس عديدة الشيء الذي جعل مساحة شعبيتها وممارستها تتسع من يوم لآخر. وقد وقفنا نحن على ما تحظى به الفوتصال في البرازيل في زيارة سابقة لهذا البلد وذلك بفضل الاهتمام بالتنقيب عن المواهب والتكوين في الأندية والمراكز.
البرازيل حققت انتصارات بحصص كبيرة على جل الخصوم، لكنه عانى الأمرين في مواجهتنا، ما رأيك؟
نعم .. أعتقد أن الفرق التي تنهزم أمام منتخب البرازيل تخسر بشرف. وحتى الحصص تكون كبيرة تترجم قوة البرازيل. أما بالنسبة لنا فقد أجرينا مع البرازيل مباراة كبيرة وخاصة في الشوط الثاني رغم ظروفنا الصعبة حيث نافسنا بفريق مبتور بسبب غيابات اضطرارية. وعموما نحن أبطال إفريقيا مثلنا قارتنا أحسن تمثيل في دورة عالمية أقصيت فيها منتخبات كبيرة من بينها بطل العالم البرتغال ومنتخب إسبانيا بطل العالم مرتين. وكما قلت سلفا تبقى مشاركتنا إيجابية.
ما هو تقييمك العام لحصيلة المشاركة الرابعة؟
خرجنا من هذه الدورة بخلاصات تفرض الاشتغال عليها في الحاضر والمستقبل بطموح بلوغ الريادة في هذه اللعبة. وجامعتنا تجتهد في مختلف المجالات سواء تقنيا أو من حيث البنية التحتية والتكوين. وهناك مبادرات وطلبات عديدة من أشخاص يرغبون في إحداث مدارس وأكاديميات. وأملنا أن تنجح جميع الأوراش ونحقق المزيد من الإيجابيات.
ماذا بعد المونديال وكيف تهيئون للمرحلة القادمة؟
المحطة القادمة بالنسبة لي فيها ثلاث نقط أساسية ننتظر التحضير فيها للاستحقاقات: كأس العالم وكأس إفريقيا. أولا على منتخبنا أن يستمر في الحفاظ على هذه التنافسية وذلك بإجراء مباريات كثيرة يحتك فيها بمختلف المدارس الرائدة مع تصحيح ما يجب تصحيحه لأن كل تراجع سيكون مكلفا. ثانيا ينبغي أن نحافظ على موقعنا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وفي غياب مباريات رسمية نستغل مواعيد (الفيفا) لبرمجة مباريات ودية حتى نبقى ضمن منتخبات المقدمة ولم لا نكون في القرعة على رأس المجموعة خاصة في حال إقامة المونديال في بلادنا. وبالنسبة للنقطة الثالثة فتتعلق بالمونديال المرتقب بعد أربع سنوات فذلك يفرض تنشيط اللاعبين الشباب لكي يكتسبوا التجربة والخبرة في منافسات ودية تحضيرية، وفي المسار إلى المونديال قد نشارك في كأس العرب أو محطة أخرى يعلنها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف).
كلمة أخيرة ..
عملنا سيتواصل لأن نتائجنا الإيجابية المقرونة بالألقاب مسؤولية تفرض مواصلة الجد والاجتهاد والتألق ممكن بفضل الدعم الكبير للجامعة.
حاوره: محمد أبو سهل