تشير مجموعة من المصادر الإعلامية أن دولة قطر، أبرمت مؤخرا مجموعة من اتفاقيات شراكة وتعاون مع بعض الدولة الأفريقية من بينها الكاميرون، الغابون، بوروندي، والسودان، وجنوب السودان، كما تواصل مشاورات مع اتحادات أخرى داخل القارة قصد عقد المزيد من هذه الاتفاقيات، والتي تهدف من خلالها تعزيز وجودها بشكل لافت بالقارة السمراء.
وحسب نفس المصادر، فإن أغلب هذه الاتفاقيات تصل مدتها لثلاث سنوات، ومن المنتظر أن تلتحق بها دول أخرى من بينها بوروندي، هذه الأخيرة التي فضلت التوقيع على اتفاقية لمدة تصل لأربع سنوات.
وقبل عقد هذه الشراكات، سبق لهذه الدولة البترولية أن عينت النجم الكامروني الشهير صامويل إيتو، سفيراً عالمياً لكأس العالم 2022، وهو يقيم حاليا بصفة دائمة بالعاصمة القطرية الدوحة.
وبدون أدنى تردد، يمكن القول إن كل هذه المعطيات، تسير في اتجاه أن الدوحة تسعى للتغلغل داخل القارة الأفريقية، والرياضة هى أسهل وسيلة بالنسبة لها قصد تيسير العملية وخدمة هذا التوجه، خاصة وأن كرة القدم باتت خلال العشرين سنة الأخيرة، ذات مردودية عالية ومضمونة الاستثمار، نظرا لقوة هذا النوع الرياضي، والإشعاع الكبير لنجومها، دون أن نتجاهل تركيزها على الاستثمار في مجال الإعلام والتواصل، كاستراتيجية ذات شقين متوازيين.
هناك أمثلة كثيرة تذهب في هذا الاتجاه، والتي مارستها قنوات الجزيرة الرياضية والبين سبور، والتهافت على شراء حقوق نقل أهم التظاهرات الدولية، أضف إلى ذلك الاستثمار في أندية أوروبية ولعل أشهرها باريس سان جرمان الفرنسي، أضف إلى ذلك التهافت لاحتضان أبرز التظاهرات العالمية، أهمها مونديال كرة القدم، دون أن نستثني عملية تجنيس مواهب صغيرة من مختلف الدول، وفي جل الأنواع الرياضية، والتعاقد مع أطر تدريبية وطبية وخبرات ذات تكوين عال في مجالات متعددة.
والآن جاء الدور على إفريقيا، بصفتها قارة الخصاص الكبير والتناقضات الصارخة والمواهب الصاعدة المنتشرة في كل مكان، والاستثمار فيها مضمون النتائج والأهداف، والبداية كانت بالاتحادات التي تعيش مشاكل مالية كبيرة، مع العلم أنّ اختيار إيتو ليس اعتباطيا، وما رجح كفته هو كونه يرتبط بعلاقات طيبة مباشرة مع أغلب رؤساء الدول الإفريقية، وهو ما يجعله اسما لا غنى عنه بالنسبة للدوحة.
والتركيز على إفريقيا في المرحلة القادمة، يكتسي أهميته من السعي لضمان قاعدة خلفية، وذلك بالاستفادة من مواقف وأصوات الاتحادات الوطنية، واللجوء لها عند الحاجة، وتوظيفها في أية عملية لاستضافة بطولات دولية مستقبلا، و تسهيل عملية جلب المواهب في سن مبكرة، إلى جانب استفادتها من استثمارات رياضية مباشرة.
هكذا تخطط قطر لغزوها القادم لإفريقيا، غزو يبدأ بالرياضة والإعلام ليمتد كالعادة لمجالات أكثر حيوية، ألا وهي السياسة والاقتصاد، وبقي أن نشير إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تربطها اتفاقية شراكة وتعاون مع أكثر من 35 اتحادا إفريقيا، وخلال ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026 صوت لصالح الملف المغربي 45 دولة رغم الضغوطات القوية التي مارستها الولايات المتحدة.
والحالة هذه، هل يمكن أن نشهد مستقبلا تحكما قطريا مباشرا في كل القرارات التي ستصدر عن جهاز الاتحاد الإفريقية لكرة القدم؟ مجرد سؤال، لكنه ليس بريئا بالمرة…
محمد الروحلي