أحيانا
أفكر في أن أصير فراشة
تتمايل مزهوة على تويج بنفسجي
ترفرف على مرمى قبلة منكِ
تمنحك أسرار الجمال
وتوقظ شامة نبتت في جفنيك
وأحيانا أخرى
أفكر في أن أصير نجمة
تنير ليل القوافل المطوقة بالملح
والرمل
أو فكرة متوهجة
تقف على حافة غيمة حابلة
تراقب السهول النائمة تحت كروم العنب.
ما يعجبني في هذا الأمر
الذي قد يبدو خبرا زائفا في قصاصات أخبار الصباح
أو مجرد إشاعة باردة لتضليل الأعداء الطبقيين
المتربصين بسنابلنا الفتية
سواء كنت فراشة
أو نجمة
أنْ لا أحد سيسأل إن كنت ذكرا أم أنثى
مؤمنا أم مرتدا
غنيا يوزع البؤس بالتساوي على الفقراء
أم فقيرا رمت به الأقدار في سلة المهملات
شاعرا مغمورا
أم سكيرا مشهورا
بائعَ أحلام
أم شاحذَ أقلام
عاطلا يبحث عن اسمه في لوائح المفقودين في عرض البحر
أم بطلَ رواية مصاب بالزهايمر منذ ولادته
بقي عالقا بين السطور
أحيانا كثيرة
أفكر في أن أكون نوتة ناي
تتسكع مع القمر
مثل عاشقين يلتحمان في الضوء
ويغرقان في السديم
ونادرا
نادرا جدا
ما أفكر في أن أكون سكينا
يقطع أصابع النهار
ليطعم أقداره المنطفئة.
<شعر: عبد اللطيف الصافي