عُزف النشيد الوطني المغربي أمس الثلاثاء خلال مراسيم تسليم الميدالية الذهبية للبطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي الفائز بسباق 3000م موانع بملعب “هايوارد فيلد” ضمن بطولة العالم لألعاب القوى المقامة بمدينة يوجين الأمريكية.
وفاز البقالي (26 عاما) بالسباق الذي جرى فجر أمس الثلاثاء (توقيت المغرب)، بنفس الطريقة التي أحرز بها اللقب الأولمبي في دورة طوكيو الأخيرة، ليؤكد تربعه على عرش هذه المسافة التي ظلت تحت هيمنة كينيا على منذ 15 عاما (7 ألقاب متتالية و13 لقبا من أصل 18).
وسلمت البطلة الأولمبية السابقة وعضوة الاتحاد الدولي لألعاب القوى واللجنة الأولمبية الدولية نوال المتوكل الميدالية للبقالي والفائزين الآخرين بالميداليتين الفضية والبرونزية الإثيوبي لاميشا غيرما والكيني كونسيليسو كيبريتو.
وهي المرة الأولى التي يعزف فيها النشيد الوطني منذ دورة هيلسنكي 2005، عندما أحرز البطل جواد غريب ذهبية سباق الماراطون، والحادية عشرة في تاريخ مشاركات ألعاب القوى المغربية منذ أول دورة في هيلسنكي 1983.
وأنهى إنجاز البقالي في مونديال يوجين 2022 سلسلة طويلة من الفشل في انتزاع ألعاب القوى المغربية للمعدن النفيس على مدار 7 نسخ متتالية (17 عاما).
في هذه الدورة (الأولى)، اكتفى المغرب بميدالية برونزية في سباق 1500م بواسطة الأسطورة سعيد عويطة الذي سيعود بقوة ليتوج بذهبية ذات السباق، ليصدح النشد الوطني في جنبات الملعب الأولمبي لروما في دورة 1987.
في مونديال طوكيو 1991، فشل البطلان إبراهيم بوطيب وخالد السكاح في تحقيق نتيجة أفضل من المركز الثالث في سباقي 1500م و5000م، في حين كانت المشاركة في دورة 1993 بشتوتغارت سلبية وخالية من أي ميدالية.
وفي النسخة الخامسة التي جرت بمدينة غوتنبرغ السويدية سنة 1995، اكتفى العداء الأسطوري هشام الكروج بفضية سباق 1500م، كما حصد خالد بولامي وخالد السكاح فضيتي سباقي 5000م و10000م، ولأول مرة تتمكن عداءة مغربية من صعود منصة التتويج، ويتعلق الأمر بزهرة واعزيز التي أحرزت برونزية سباق 5000م.
وبعد 10 سنوات، منح الثنائي الكروج ونزهة بيدوان المغرب ذهبيتين في سباقي 1500م و400م حواجز في مونديال أثينا 1997، وحافظ بولامي على فضية سباق 5000م، ونال صلاح حيسو برونزية سباق 10000م.
في مونديال إشبيلية 1999، بصمت ألعاب القوى المغربية على أفضل مشاركة لها حتى الوقت الراهن، بذهبيتين للكروج حيسو في سباقي 1500م و5000م، وفضيتين واعزيز وبيدوان في سباقي 5000م و400م حواجز، إضافة إلى برونزية لعلي الزين في سباق 3000م موانع.
وللمرة الثالثة تواليا، تم عزف النشيد الوطني مرتين بعد تتويج ثنائي بالذهب بواسطة الكروج وبيدوان في سباقي 1500م و400م حواجز في نسخة إدمنتون 2001، انضافت إليهما فضية الزين في سباق 3000م موانع.
في مونديال 2003، وتحديدا بملعب “ستاد دو فرانس” بالعاصمة الفرنسية باريس، واصل الكروج معانقة الذهب بلقب عالمي رابع في سباق 1500م، قبل أن ينتزع أسطورة ألعاب القوى المغربية أيضا فضية سباق 5000م، وتمكن غريب من صعود منصة التتويج في سباق الماراطون.
وفي دورة هيلسنكي 2005، تردد النشيد الوطني للمرة الأخيرة بواسطة غريب في سابق الماراطون (قبل أن يعيده البقالي أمس الثلاثاء)، إضافة إلى فوز حسناء بنحسي وعادل الكوش بفضيتي سباقي 800م و1500م.
بعدها بعامين، واصلت ألعاب القوى المغربية تراجعها المخيف، ووحدها بنحسي أنقذت المغرب من حصيلة صفرية بإحرازها برونزية سابق 800م في دورة أوساكا.
وعلى مدار 3 نسخ متتالية (برلين 2009 ودايغو 2011 وموسكو 2013)، وقع المغرب على أسوء حقبة في تاريخ مشاركاته في بطولات العالم لألعاب القوى في الهواء الطلق.
وفي مونديال بكين 2015، أنقذ عبد العاطي إيكيدر المغرب من صفر رابع تواليا بنيله برونزية سباق 1500م.
وفي دورتي لندن 2017 والدوحة 2019، تقمص البقالي -رغم صغر سنه- دور المنجد لألعاب القوى المغربية من الكارثة، بفضل تحقيقه فضية وبرونزية سباق 3000م موانع.
وحتى في النسخة المقامة حاليا في الولايات المتحدة، يبدو أن المغرب سيكتفي بذهبية البقالي، في ظل افتقاد باقي العناصر للخبرة المطلوبة للتنافس في منافسة قوية كبطولة العالم.
يذكر أن المغرب نجح -إلى حدود كتابة هذه الأسطر-، وبفضل ذهبية البقالي، من انتزاع المركز الـ19 من بيلاروسيا في السبورة التاريخية لبطولة العالم لألعاب القوى، برصيد 31 ميدالية (11 ذهبية و12 فضية و8 برونزيات).
صلاح الدين برباش