غادرت “لبؤات الأطلس” مونديال استراليا ونيوزيلندا، من الباب الواسع، مرفوعات الرأس، بعد مشاركة متميز أبهرت العالم، بعطاء غير مسبوق، طبع تاريخ التظاهرة…
منتخب يحضر لأول مرة، لكنه تمكن من تدوين اسمه بمداد الفخر والاعتزاز، قارع الخصوم من موقع الند للند، صحيح أن قلة التجربة لعبت دورها بمقابلتي ألمانيا وفرنسا، إلا أن نتيجة الانتصار المحقق أمام كل من كوريا الجنوبية وكولومبيا، أظهر أن اللاعبات المغربيات قادرات على رفع التحدي.
قدمن لكل العالم دروس بليغة، وكان الرد بطريقة بليغة على أصحاب النظريات الجاهزة، والأحكام المسبقة، فالمرأة المغربية لها نفس القدرة، ونفس الطموح والعزيمة، رغم اختلاف ظروف الولادة والنشأة ومراحل التطور.
وعندما توفرت الإمكانيات والاهتمام والرعاية السامية الخاصة، تمكن من تحقيق ما كان يعتبر من سابع المستحيلات، وجعلن عالم كرة القدم يعيد حساباته، تماما كما فعل “أسود الأطلس” بمونديال قطر 2022، عندما أبهروا الجميع بتحقيق نتائج تكاد لا تصدق، غيرت الكثير من الثوابت التي سارت عليها كرة القدم العالمية، طيلة عقود خلت…
فما تحقق بمونديال السيدات أعطى دفعة قوية لكرة النسوية على الصعيد الوطني، ولعل أكبر دليل تزايد الاهتمام وتكاثر الإقبال، من طرف الفتيات بمختلف الأعمار، ومعتمدات على دعم العائلات، وتغيير نظرة الجميع في اتجاه إيجابي، لم يعد يرى في ممارسة “نون النسوة” لكرة القدم من “المحرمات”.
والتحدي الآن هو ربح المستقبل، ومواصلة الطريق بنفس العزيمة والإصرار، فلم يعد هناك مجال للتراجع، والأهم من كل هذا الرعاية الخاصة، من أعلى سلطة بالبلاد، وإشراف دقيق من طرف رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وما على باقي المكونات، سوى الانخراط الجدي والمسؤول، والدرجة الأولى من طرف الأندية الوطنية، خاصة تلك التي تصنف بالكبيرة، والمطالبة بجعل ورش كرة القدم النسوية من بين الأولويات في برامجها الحالية أو المستقبلية…
شكرا لكنّ، يا نساء وطني، كنتن رمزًا للإصرار والعزيمة والقوة، أظهرتن حبكن للوطن، جعلتنَّ كل المغاربة فخورين بكنَّ، نحن معكن في الهزيمة كما في الانتصار.
وديما مغرب..
>محمد الروحلي