تعدد الجرائم ضد تلامذة المدارس التعليمية في الآونة الأخيرة، ظاهرة مقلقة تسائل التدابير الأمنية الواجبة لضمان بيئة تعليمية آمنة ومثالية للطلاب والتلاميذ والمعلمين على حد سواء.
فبعد أقل من شهر واحد، على جريمة صفرو التي أودت بحياة تلميذة (ح.ت)، كانت تتابع دراستها بثانوية سيدي لحسن اليوسي التأهيلية، بعد تعرضها لاعتداء بالسلاح الأبيض خارج مؤسستها التعليمية، نفس السيناريو، تقريبا يتكرر، وهذه المرة بإقليم تاونات، حيث تم أول أمس الاثنين، الإجهاز عل تلميذة (ف.م)، تبلغ من العمر حوالي 12 سنة، بالقرب من مدرستها بدوار تيزغت التابع بجماعة تمضيت.
وبحسب مصادر محلية، فالجاني قام باعتراض سبيل الضحية التي كانت برفقة تلميذات أخريات، متوجهة إلى مدرسة تابعة لمجموعة مدارس عمر بن الخطاب – تبعد بحوالي 3 كيلومترات من بيت العائلة – حيث كانت تتابع دراستها بالمستوى الرابع وعرضها لوابل من الطعنات بواسطة سكين، إحداها قطعت عنقها لتسقط ميتة مضرجة في بركة من الدماء .
وأضافت المصادر نفسها، أن الجاني كان تبدو عليه أعراض اضطرابات الصحة العقلية، وأن بشاعة الجريمة التي اقترافها نشرت الخوف بين أهالي المنطقة، مما قد يتسبب في امتناع الآباء وأولياء الأمور عن إرسال بناتهم إلى المدارس.
وفي رد فعلها على هذه الواقعة الشنيعة، قالت إكرام الحناوي، نائبة برلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية، في تصريح إعلامي، إن ما حذرت منه بشأن استفحال ظاهرة المختلين عقليا بتراب إقليم تاونات، وقع “اليوم الاثنين إثر فاجعة ذبح تلميذة أمام مدرسة ابتدائية بجماعة تمضيت”.
وأضافت الحناوي، أن المختلين عقليا يشكلون تهديدا حقيقيا لأمن وسلامة المواطنات والمواطنين، وترتكب على إثره جرائم خطيرة من طرف هؤلاء، على غرار ما عاشته تاونات من فواجع كان سببها المختلون عقليا، والمصابون بالاضطرابات النفسية والعقلية.
يذكر أن البرلمانية الحناوي كانت قد وجهت نهاية شهر يناير الماضي، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية بشأن انتشار ظاهرة المختلين عقليا بجماعات ودواوير إقليم تاونات، مما تضطر معه السلطات المحلية إلى إيداعهم بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بلحسن بفاس، والذي يعرف خصاصا في طاقته الاستيعابية، وفي عدد الأطقم الطبية والتمريضية، مما يجعل المختلين عقليا عرضة للشارع مرة أخرى.
وطالبت النائبة البرلمانية بتعزيز قسم الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى بلحسن بالأطقم الصحية والتمريضية اللازمة، وكذا توسيع طاقته الاستيعابية، لضمان عدم تسريح أي حالة من الحالات التي ترد على المستشفى.
عودة ظاهرة الجرائم ضد التلاميذ تسائل أمن محيط المؤسسات التعليمية
الوسوم