رئيس مستورد ومدرب حالم

يعيش فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم غليانا داخليا، ازدادت مساحته بعد سيل النتائج السلبية المتعاقبة، منذ بداية الموسم الجاري…
موسم غير عادي، بفعل التغييرات الكبيرة التي عرفها النادي الأحمر، وما يحيط به من رهانات كبيرة، علقت على مستجدات غير عادية، خضعت لها قلعة «وداد الأمة»، وما رافقها من هالة إعلامية أحاط بها الرئيس نفسه، وإصرار ابن مدينة الزهور، على رسم الآمال العريضة والآفاق الواعدة لقيادته العهد الجديد…
فهشام أيت منا الذي يمكن أن نسميه بالرئيس «المستورد»، بعد عجز العائلة الودادية المترامية الأطراف، على إفراز مسؤول من داخلها، أطلق مجموعة من الوعود، وأصر على الانفراد بكل القرارات والصلاحيات، رغم أنه ملتحق لتوه بأسرة ناد كبير اسمه الوداد، بحمولة تاريخية ورصيد غني، وقاعدة جماهيرية ممتدة الأطراف…
جاء أيت منا الذي تخلى عن فريق شباب المحمدية، تاركا إياه يائسا يصارع وسط أمواج عاتية، (جاء) يحمل آفاقا واعدة وآمالا عريضة، طبق التصور الذي يراه هو مناسبا للمرحلة، أبرم تعاقدات من كل حدب وصوب، جلب مدربا اعتقد أنه الأجدر بقيادة ناد يتطلع للعالمية، ولم ينس مطالبة الوداديين بمنحه الثقة الكاملة، والتوقيع على بياض، فكان له ذلك، بدون أدنى تحفظ أو تردد، وهذا ما استغرب له كل من كان يرى الوداد، بصفته ناديا محصنا ضد الاختراقات والتسللات المريبة..
يحتل الوداد إلى حدود الدورة الثامنة، المرتبة التاسعة برصيد 11 نقطة، جمعها من ثلاثة انتصارات ومثلها على مستوى الهزائم وتعادلين اثنين، حصيلة لم ترض الوداديين، حيث عمت الاحتجاجات وكثرة الانتقادات، مع توجيه أصابع الاتهام للرئيس المستورد والمدرب الحالم…
والملاحظ حتى الآن أن هناك انطباعا عاما يتجلى في تسلح الأسرة الودادية، بنوع الصبر والتأني، وتجنب تفجير الأوضاع، وعدم التسرع في إصدار الأحكام القطعية…
عموما الوضعية صعبة، وما زاد من درجة هذه الصعبة، الاعتقاد أن مجرد جلب لاعبين تم وصفهم بـ «المتميزين» والتعاقد مع مدرب معروف كاسم، سيثمر الاكتساح الأحمر المنتظر، إلا أن الأمور تسير عكس التوقعات، والكل بقاعة الانتظار، ترقبا لتجاوز المرحلة بأقل الخسائر، وبعيدا عن محاولات تفجير الأمور من الداخل…

>محمد الروحلي

Top