تميز اليوم الأول من الدورة السابعة للمعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو 2024″، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بتوقيع عدد من الاتفاقيات تروم تعزيز التعاون في مجال التميز الهندسي والتصنيع المتقدم في مجال الطيران.
كما شهد اليوم الأول من المعرض المقام بقاعدة مدرسة القوات الملكية الجوية بالمدينة الحمراء، عروض جوية مذهلة وعرض دينامي، إضافة إلى حضور وفود مهمة من مختلف المشارف، إذ يعرف المعرض هذه السنة مشاركة 200 عارض وأكثر من 75 وفدا رسميا، فضلا عن برنامج غني بالمؤتمرات رفيعة المستوى التي تتناول الاتجاهات الناشئة والتحديات الحالية والمستقبلية في القطاع.
التميز الهندسي والتصنيع المتقدم
في السياق، ذاته وقع كل من وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، ورئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، اتفاق شراكة لإحداث مركز للبحث في التصنيع المتقدم بشراكة مع شركة Boeing يحمل اسم “المركز الأفريقي للتصنيع المتميز” (ACME).
وبالموازاة مع ذلك، تم الإعلان عن اختيار الشركة المغربية 100% NTS Technics كشريك هندسي. وسيتم دعم هذه الأخيرة من طرف شركة Boeing لتمكينها من بلوغ المستوى 3 من التصميم حتى تعتبر موردا هندسيًا معتمدًا بالنسبة لشركة Boeing. وقد تم اختيار الشركة المذكورة بعد عملية انتقاء مشتركة بين وزارة الصناعة والتجارة وإدارة الدفاع الوطني وشركة بوينغ.
ويندرج هذا التعاون مع الصناعة المغربية في إطار اتفاق التعويض الصناعي الموقع بتاريخ 8 فبراير 2023 بين كل من شركة بوينغ وإدارة الدفاع الوطني ووزارة الصناعة والتجارة، والرامي إلى توسيع نطاق الشراكة بين المغرب وبوينغ لدعم المنظومة المغربية للطيران على مستوى الارتقاء النوعي المتمحور حول الابتكار والتميز، علاوة على تعزيز التميز الهندسي المغربي والقدرات الهندسية والتصنيعية المتقدمة في المنطقة، وتقوية التعاون المشترك بين الطرفين.
وفضلا عن ذلك، تعهدت شركة بوينغ بأن تصبح عضوا مؤسسا للمركز الإفريقي للتصنيع المتميز، الذي سيصبح جزءا من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وسيتواجد مقره في المغرب (النواصر).
وبهذه المناسبة، صرح رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة للمملكة المغربية قائلا: “إن الاستثمار في مستقبل المغرب ووضع بصمة طيران متينة للأجيال القادمة هو في صلب هذا التحالف”. ” ويُسعدنا أن نوسع نطاق شراكتنا مع شركة بوينغ لنجعل من الصناعة المغربية رائدا معترفا به عالميا في طليعة الابتكار والتميز في مجال الطيران”.
وهذا المركز هو أول مؤسسة للبحث والتطوير في إفريقيا يحمل علامة Boeing ذات الصبغة الدولية، المستندة إلى نموذج كونسورسيوم يعتمد على تعاون مقاولات تنتمي إلى قطاعات مختلفة لتنمية البحث والتطوير واقتراح حلول مبتكرة وإحداث قيمة مضافة لأعضائه. وفي هذا الشأن، سيضم المركز الأوساط الجامعية والشركاء الصناعيين للتعاون بخصوص حلول تكنولوجية مبتكرة موجهة لزبنائها وشركائها الصناعيين. وسيسهر المركز على تقوية تأثير المملكة في مجال البحث والتطوير، من خلال تعزيز مكانته في مجال التكنولوجيات الرئيسية، وبالخصوص ما يتعلق بالتصنيع المتقدم والصناعة 4.0 والمكننة والمواد الجديدة.
الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري
من جهة أخرى أبرمت الحكومة مذكرة تفاهم مع شركة إمبراير Embraer لإطلاق مشاريع مشتركة في صناعة الطيران المغربية، وهي تغطي مجالات الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري.
وتعكس مذكرة التفاهم أيضا الرغبة المشتركة في تعزيز وتوسيع نطاق التعاون والاستثمارات بين الجمهورية الفدرالية للبرازيل والمملكة المغربية، لتعزيز التعاون الأطلسي بين مرجعين بارزين من دول الجنوب.
وقد تم توقيع الاتفاق بين الحكومة المغربية وشركة إمبراير، من طرف كل من وزير الصناعة والتجارة السيد رياض مزُّور، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، السيد كريم زيدان، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمار والصادرات، السيد علي صديقي، والرئيس المدير العام لشركة إمبراير للطيران التجاري، السيد أرجان ميجر Arjan Meijer.
وقد حدد الطرفان الفرص التجارية التي تمثل إمكانات متميزة لتحقيق منافع متبادلة على المدى القصير والبعيد بالنسبة لشركة إمبراير والمغرب. ويغطي الاتفاق فرصا في مجالات الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري، موفرا بذلك إطارا لتشييد منظومة توريد متكاملة بالمغرب، وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي والإسهام في إحداث مناصب شغل، علاوة على تنمية الكفاءات المحلية.
وسيأخذ مشروع التعاون هذا أيضاً بعين الاعتبار مجموعة واسعة من المجالات التي يتعين تطويرها تدريجيا، وبالخصوص التكوين وخدمات الصيانة والإصلاح (MRO). ويُرتقب استكشاف مجالات أخرى للتعاون المحتمل، وبالخصوص ما يتعلق بميدان البحث والتكنولوجيا، ولا سيما في مجال تخليص الصناعة من الكربون، والتنقل النظيف، والطيران المستدام، ووقود الطيران المستدام.
ويرتقب أن يصل الأثر الاقتصادي المحتمل لكافة المشاريع، عند اكتمالها – بما في ذلك الصيانة والإصلاح والمراجعة والتكوين وتطوير المنظومة ومجالات أخرى – إلى حوالي 300 مليون دولار أمريكي مع إحداث 300 منصب شغل بحلول سنة 2030، وما يصل إلى مليار دولار أمريكي وإحداث 1000 منصب شغل بحلول سنة 2035.
وصرح رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة قائلا: “نحن نوقع اليوم اتفاقا تاريخيا للشراكة مع شركة إمبراير خلال هذا الحدث المتميز – معرض مراكش للطيران”. ” ولا يؤكد هذا التعاون قوة منظومتنا الصناعية المغربية فحسب، بل يجعلنا أيضا نتبوأ مكانتنا كفاعل رئيسي في مضمار صناعة الطيران العالمية. وهو يمثل لحظة حاسمة في تطور صناعتنا الخاصة بالطيران، مما يعزز تعهدنا حيال التميز ويجتذب استثمارات استراتيجية لرواد عالميين للصناعة. وسيحفز هذا الاتفاق أوجه تآزر أكثر رسوخا بين المغرب وشركة إمبراير الرائدة في مجال الصناعة، مما سيساهم في تسريع طموحاتنا المشتركة ويطلق العنان لإمكانات إنجاز ضخمة في مجال الطيران”.
وصرح أرجان ميجر Arjan Meijer ، الرئيس المدير العام لشركة إمبراير للطيران التجاري بأن الأمر يتعلق بالنسبة لشركة إمبراير بفرصة فريدة لتطوير علاقة بعيدة الأمد مع صناعة الطيران المغربية المتميزة بقوتها وحيويتها”. ومما يبعث على الارتياح، أن نرى شركاءنا الجدد في الرباط يولون نفس الأهمية للكفاءات والتكوين كما هو الشأن بالنسبة لنا في شركة إمبراير. ويمثل التعليم والكفاءات وتنمية الشباب أساس أي صناعة متينة، وقيمة مشتركة لكافة الأطراف. ونحن نتطلع إلى إحداث التغيير المطلوب سويّاً وتنمية الصناعة ورفع مستوى الفوائد بالنسبة للجميع إلى أقصى درجة ممكنة”.
وصرح Bosco da Costa Junior الرئيس المدير العام لشركة إمبراير للدفاع والأمن بأن ” المغرب في الطريق لِأنْ يصبح شريكا رئيسيا لشركة إمبراير للدفاع والأمن ، ونحن نلتزم بالتعاون بشكل وثيق مع القوات الجوية الملكية المغربية لجعل الطائرة C-390 خيارا مرجعيا لتعزيز قدراتها المستقبلية في مجال النقل الجوي التكتيكي. وسيشمل دعمنا بالنسبة لأسطولها الجوي الصيانة والخدمات اللوجستية وتكوينا كاملا”. ” ومع تزايد عدد البلدان التي تختار طائرة C-390 نظرا لأدائها المتميز وجاهزيتها العليا، فإن اليوم يعتبر لحظة مثالية لتفكر القوات الجوية الملكية المغربية في الانضمام إلى هذه المجموعة المتينة”.
منصة تساهم في تطور صناعة الطيران في المغرب
في الصدد ذاته، أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، أن المعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو” أصبح موعدا هاما ومنصة متميزة تساهم في تطور صناعة الطيران.
وأوضح لوديي، خلال حفل افتتاح الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران، أن التظاهرة تعد منصة للتبادل المثمر وعقد شراكات استراتيجية بين مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين في مجال صناعة الطائرات.
وأبرز أن المعرض يشكل أيضا فرصة لإعطاء دينامية قوية للنهوض بالاستثمارات في هذا المجال والوقوف على التحديات التي يواجهها القطاع وكذا مختلف الرهانات التي تطبع تطوره وما يتطلب ذلك من جهود لتنويع العروض الاستثمارية وتطوير البنيات التحتية الصناعية والكفاءات المهنية ومناخ الأعمال من أجل الارتقاء بصناعة الطائرات المدنية والعسكرية وبصيانتها إلى مستويات متطورة.
وأشار لوديي، إلى أن هذه التظاهرة تهدف كذلك إلى عرض آخر ما تم إنتاجه في قطاع صناعة الطيران والسماح للدول المشاركة في هذا المعرض وخصوصا الدول العربية والإفريقية الشقيقة والصديقة للاطلاع على المستجدات التقنية وأحدث التكنولوجيات والابتكارات.
من جهة أخرى، ذكر لوديي بما راكمه المغرب خلال 25 سنة الأخيرة، تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن المملكة تبنت استراتيجيات صناعية وإصلاحات هيكلية مكنت من تحسين مناخ الأعمال والرقي بتطوير البنيات التحتية الصناعية وصقل المهارات وإحداث منشآت متعددة للتكوين والبحث والرفع من تنافسية هذا القطاع.
وأبرز أن النجاح الذي حققته المملكة في تطوير قطاع صناعة الطائرات جعل هذا الأخير يوفر آفاقا واعدة للشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
كما أكد لوديي، على أن المغرب تحذوه إرادة قوية في تعزيز سيادته الوطنية في مجال صناعة الطائرات، على غرار النجاح الذي حققه قطاع صناعة السيارات، مشيرا إلى أن هذه الإرادة تأخذ بعين الاعتبار العمق الإفريقي والعربي، من أجل تكريس موقع المغرب كمنصة إقليمية ترتكز على شبكة علاقات وتعاون متميزة مع مجمل الدول، خدمة للتعاون للأهداف المشتركة وتعزيزا للتعاون الإقليمي.
المغرب.. منصة دولية رائدة في مجال صناعة الطيران
من جهته، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن الرؤية الملكية الاستباقية والمتبصرة، جعلت من قطاع صناعة الطيران قصة نجاح مكنت المملكة من أن تتحول إلى منصة دولية رائدة في هذا المجال بشراكة مع كبريات الشركات العالمية.
وشدد أخنوش، خلال حفل افتتاح الدورة السابعة لمعرض مراكش الدولي للطيران، على العناية الكبيرة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لصناعة الطيران، مبرزا أن هذه الأخيرة أصبحت المصدر الرئيسي لإمدادات قطع الغيار وأجزاء الطائرات على مستوى القارة الإفريقية.
وأضاف أن “طموح جلالة الملك في جعل المغرب فاعلا أساسيا في منظومة صناعة الطيران العالمية، يمنحنا اليوم حافزا كبيرا للمضي قدما في تطوير هذا القطاع، وتعزيز جاذبية المملكة للاستثمارات في مجال صناعة الطيران”.
وذكر أن “هذا النجاح الذي نعيشه اليوم في هذا المجال، بدأته المملكة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما أقدمت الخطوط الملكية المغربية ومجموعة “سافران”(Safran)، على إنشاء مشروع مشترك لصيانة وإصلاح المحركات”، مؤكدا أن ذلك ساهم في تعزيز قدرة المملكة على مراكمة الخبرة في هذا المجال، وتطوير الأطر ذات الكفاءة العالية.
وفي السياق ذاته، أشار أخنوش، إلى أن المغرب، وبداية من سنة 2000، شرع في صناعة الأسلاك الكهربائية الخاصة بالطيران، ثم أخذ في التموقع كفاعل دولي بارز في النسيج الصناعي للطيران، وكوجهة مفضلة لقطاع المناولة في هذا المجال.
وفي إطار هذه الدينامية، يضيف رئيس الحكومة، عمل القطاع على إنشاء 6 منظومات متكاملة لصناعة الطيران عالية الأداء، تتوزع بين التجميع والهندسة والصيانة ونظام الأسلاك الكهربائية والمحرك ومكوناته، بالإضافة إلى نظامين متكاملين للتوريد، يضمان اثنين من رواد صناعة الطيران العالمي، وهما بوينغ وكولينس.
وأكد أن المنحى الإيجابي الذي يشهده القطاع جعل صناعة الطيران في المغرب تتميز اليوم بنموها المتسارع والتزامها بالابتكار وقدرتها التنافسية العالية، مشيرا إلى أن ذلك “مكن بلادنا من أن تصبح منصة إقليمية رائدة في صناعة الطيران في إفريقيا، وهو ما يعكسه الانتقال من المركز 36 عالميا سنة 2012، إلى المركز 26 سنة 2023”.
كما أبرز أن التطور المتسارع لصناعة الطيران بالمملكة مكن القطاع من المساهمة في رفع حجم الصادرات الوطنية، إذ بلغ خلال العام الماضي أكثر من 23 مليار درهم، علما أن قيمته تضاعفت 3 مرات بين عامي 2013 و2023، كما حقق خلال العام الجاري، أكبر نمو في الصادرات بنسبة 21 في المائة إلى حدود متم غشت 2024.
وعلى مستوى خلق فرص الشغل، ذكر السيد أخنوش أن أعداد الكفاءات الوطنية التي يشغلها القطاع تضاعفت لتبلغ 24.000 منصب شغل مع نهاية عام 2023، خصوصا وأن “بلادنا تسهر على تثمين المهارات عالية المستوى، وتوفير تكوين يستجيب لأفضل المعايير الدولية”.
وقال إن صناعة الطيران المغربية، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، تستعد للاندماج بشكل أكبر في العهد الصناعي الجديد، مبرزا أنه يجري اليوم تطوير قطاعات جديدة ومتزايدة التعقيد، مع التركيز على ظهور مهن أكثر تخصصا، خاصة ما يرتبط بالمقصورة الداخلية للطائرات، وتطوير تفكيك الطائرات، والصيانة والإصلاح، وتحويل الطائرات التجارية إلى طائرات الشحن، وذلك من خلال الشراكات بين مجموعات دولية كبيرة والجهات الفاعلة المحلية.
كما أكد أخنوش على أنه في ظل كل هذه المتغيرات الإيجابية داخل القطاع، ولمواكبة التغيير الكبير الذي تعرفه صناعة الطيران في العالم، تخطط المملكة بشكل دقيق لولوج الصناعات متزايدة التعقيد، مع التركيز بشكل خاص على تقنيات الصناعة الرقمية المتقدمة 4.0، والابتكار والبحث والتطوير.
مستقبل صناعة الطيران المغربية
يشار إلى أن هذه الدورة، المنظمة إلى غاية 2 نونبر المقبل، تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة التي اكتسبها المغرب في المشهد العالمي لصناعة الطيران، وهي فرصة كذلك لجمع رواد القطاع حول المواضيع الرئيسية للصناعة.
وتعد هذه التظاهرة الدولية الكبرى، المنظمة بشكل مشترك بين وزارة الصناعة والتجارة، وإدارة الدفاع الوطني، وشركة ميدزيد (MEDZ)، وهي فرع لصندوق الإيداع والتدبير، والتي تحضرها دولة الإمارات العربية المتحدة كضيفة شرف، واجهة من المستوى الأول لعرض آخر ابتكارات القطاع ومنصة لالتقاء المهنيين الباحثين عن فرص الأعمال.
وعلى مساحة عرض تبلغ 12.500 متر مربع، يستقبل معرض مراكش للطيران مهنيين ووفود رسمية من مختلف جهات العالم.
وتضم لائحة العارضين المرموقين الأسماء الكبرى في صناعات الطيران والدفاع، وضمنهم “ايرباص”، والشركة الوطنية الصينية لاستيراد وتصدير تكنولوجيا الطيران (CATIC)، وEmbraer، ومجلس الإمارات للشركات الدفاعية، وHeliconia وLockheed Martin وTata Advanced Systems.
ويعد معرض مراكش للطيران 2024 أيضا ملتقى عالمي للفرص، إذ يتيح للمشاركين إمكانيات إقامة شراكات استراتيجية، واستكشاف أسواق جديدة، وإبرام اتفاقيات تجارية، وعقد لقاءات أعمال ثنائية.
وانطلاقا من الواقع الصناعي الجديد الذي فرضه إدماج الذكاء الاصطناعي والروبوتية في السلاسل الإنتاجية، يضع معرض مراكش للطيران 2024 في الواجهة تكنولوجيات الصناعة 4.0 وتطبيقاتها في قطاع الطيران.
كما يسلط المعرض الضوء على الشركات الناشئة المحلية التي تعمل على تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة بهدف المساهمة في رفع التحديات الكبرى للقطاع.
ويشكل مستقبل صناعة الطيران المغربية محورا مركزيا ضمن فعاليات هذا المعرض، من خلال تسليط الضوء على التطورات الرئيسية للقطاع.
يشار إلى أنه بفضل الرؤية الملكية، تطورت صناعة طيران قوية في المغرب على مدى العقدين الماضيين، مما يوفر اليوم إمكانات هائلة من الفرص للفاعلين العالميين في هذا القطاع.
ويوجد اليوم أكثر من 147 شركة تعمل في المغرب، تخلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل وتحقق معدل إدماج يبلغ 40 في المائة، من بين أعلى المعدلات في العالم.
رياض مزور: المملكة المغربية تتموقع كشريك موثوق به ومنصة إقليمية لتنمية قطاع الطيران
قال وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إن المملكة المغربية تتموقع كشريك موثوق به ومنصة إقليمية لتنمية قطاع الطيران، مبرزا أن ذلك بفضل استقرارها السياسي وبيناتها التحتية، وموقعها الاستراتيجي، وما تزخر به من يد عاملة شابة ومؤهلة ومناخ أعمال إيجابي،
وأكد مزور، في كلمة خلال حفل افتتاح الدورة السابعة للمعرض الدولي للطيران والفضاء “مراكش إير شو 2024″، على أن المغرب يطمح إلى مضاعفة عدد مناصب الشغل في قطاع صناعة الطيران في أفق 2030.
وتابع مزور أنه تماشيا مع الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس في مجال الطيران، أثبتت المملكة خلال السنوات الأخيرة قدراتها على كافة مستويات الإنتاج، لتستقطب شركاء دوليين بارزين.
وأبرز أن هذه الدينامية تتيح للمغرب إنتاج أي جزء من أجزاء الطائرة، وأن طموح المملكة هو المضي قدما في هذا النهج من أجل تصنيع طائرة كاملة في المستقبل، مشيرا إلى أن المغرب يتمتع بخبرة قوية ودراية معترف بها للنجاح في هذا التحدي.
عبد الحميد عدو: المغرب وجهة جذابة للاستثمارات الدولية في صناعة الطيران
شدد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، على أنه بفضل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، شهد قطاع صناعة الطيران “نموا ملحوظا” يضع المملكة ضمن “الفاعلين العالميين في صناعة الطيران ويجعل من المغرب وجهة جذابة للاستثمارات الدولية”، مبزا “إشعاع صناعة الطيران بالمغرب خلال العقدين الأخيرين”.
وأضاف عبد الحميد عدو، أن الخطوط الملكية المغربية، التي انخرطت منذ الستينيات في النشاط الصناعي المرتبط بالنقل الجوي وقطاع الطيران، دخلت في عهد جديد من التوسع بتوقيعها في يوليوز الماضي على عقد برنامج يضع المجموعة ضمن دينامية جديدة من التحديات المتجددة وخارطة طريق طموحة على مدى السنوات الـ 14 المقبلة.
وذكر عدو، “بأن الأمر يتعلق بمضاعفة أسطولنا بمقدار 4، والانتقال من 50 إلى 200 طائرة، وزيادة عدد ركابنا بمقدار 5 أضعاف لينتقل من 7 إلى 35 مليون مسافر، والرفع من رقم المعاملات السنوي من حوالي 2 مليار دولار إلى 9 مليارات دولار”.
خالد سفير: قطاع الطيران المغربي يعد اليوم قصة نجاح حقيقية
قال المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خالد سفير، إن “قطاع الطيران المغربي يعد اليوم قصة نجاح حقيقية، نتيجة لرؤية مشتركة وجهد جماعي”.
وأكد خالد سفير على أنه مع إحداث أكثر من 20 ألف منصب شغل ومعدل تكامل قطاعي يتجاوز 40 في المائة، أصبح هذا القطاع رافعة أساسية لتطوير اقتصادنا الوطني، مما يجعل المغرب وجهة تنافسية ذات تكلفة أفضل بالنسبة للصناعات ذات التقنية العالية”.
واعتبر خالد سفير أن معرض “مراكش إير شو” أضحى مرآة بارزة لطموحات المغرب في مجال تنمية قطاعي الطيران والدفاع، مضيفا أن هذا الحدث يعكس الدعم اللامشروط للمملكة لقطاع استراتيجي للإقلاع الصناعي والسيادة الوطنية.
وفي إطار هذا التوجه، يضيف سفير، فإن مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، الوفية لمهمتها الأصلية المتمثلة في مواكبة السياسات العمومية القطاعية، من خلال فرعها MEDZ، تدعم بنشاط تطوير النظم المبتكرة والبنى التحتية عالية الجودة المتكيفة مع الاحتياجات الصناعية الاستراتيجية.
وأبرز خالد سفير أن MEDZ، التي تتمتع بخبرة 20 عاما، قامت بتنظيم 16 منطقة للأنشطة الصناعية تغطي أكثر من 2600 هكتار في جميع أنحاء المغرب.
مبعوثا بيان اليوم إلى مراكش متابعة: عبد الصمد ادنيدن
تصوير: طه ياسين شامي