يعيش الإطار الوطني جمال السلامي تجربة تدريبية جديدة في المهجر، حيث انتقل مؤخرا للإشراف على المنتخب الأردني.
يشرف السلامي على تأطير “النشامى” خلفا لزميله الحسين عموتة الذي قادهم إلى إنجاز تاريخي ببلوغ نهائي كأس آسيا 2024.
وعقب النجاح لاعبا في الوطن وخارجه وتحقيق إنجازات مميزة مع الأندية والمنتخبات، يتطلع الإطار الوطني إلى مواصلة الرحلة.
ويراهن السلامي على التألق مع الأردن من خلال التأهل إلى كأس العالم 2026، بعدما سبق له المشاركة كلاعب في دورة 1998.
وتمكن “النشامى” من الفوز على عمان 4-0 وتعادلوا مع الكويت 1-1 وانهزم أمام كوريا الجنوبية 0-2.
وكان لنا لقاء مع الإطار الوطني جمال السلامي وأجرينا معه الاستجواب التالي:
كيف تعيش تجربة تدريبية جديدة في الأردن؟
بالفعل .. إنها تجربة جديدة وواقع آخر في مجال كرة القدم العربية. شخصيا كنت أطمح إلى خوض تجربة خارج بلدي، والحمد لله توفر لي ذلك في الوقت المناسب وأرجو التوفيق من الله. وستكون هذه المحطة مهمة في مساري المهني. نحن نسعى للتأهل إلى كأس العالم في إنجاز غير مسبوق لمنتخب الأردن.
حاليا أشتغل في واقع آخر يختلف عن واقع الكرة المغربية. طبعا هناك مجموعة من الأشياء يتقاسمها البلدان المغرب والأردن في مجال كرة القدم، مما سهل علي الاندماج رفقة زملائي في الطاقم التقني خاصة وأننا نتعامل مع مسؤولين في مستوى مهامهم ولديهم الثقة في المشروع وهذا يساعد المدرب في عمله لأن سند المسير ضروري.
ماذا عن الإمكانيات وظروف العمل؟
المسؤولون يوفرون حاجيات العمل حسب الإمكانيات. ونلمس وجود الطموح والرغبة وكذا الجدية في تحقيق النتائج الإيجابية. وعلى الصعيد البشري نتوفر على لاعبين مميزين في بعض المراكز. يبقى هناك نقص في مستلزمات تطوير المستوى الفني للكرة في البلد، لكن الرغبة كبيرة في إنجاح العمل، والمسؤولون يبذلون جهدا كبيرا من أجل نتائج أرقى.
ما هي الأهداف المسطرة لديكم حاليا؟
الهدف الكبير والمهم يتمثل في كسب التأهل إلى المونديال القادم سنة 2026 إن شاء الله. وبالطبع نواجه إكراهات خاصة عامل الزمن وإيجاد الخلف في بعض مراكز التشكيلة. نتمنى عبور المرحلة وتشافي المصابين لكي نكون أفضل ونفوز في الموعد القادم في لقاء المنافس المباشر منتخب العراق و نقوي حظوظنا أكثر.
كرة القدم المغربية تعيش توهجا مميزا وهذا يخدم الأطر الوطنية في الاشتغال في المهجر، ما رأيك؟
بالفعل .. تعاقد مسؤولي كرة القدم الأردنية معي يعود لاقتناعهم بقيمة عمل أخي الحسين عموتة في الفترة السابقة رغم الصعوبات التي واجهها في البداية. لاحظنا كيف ساهم تألق منتخب الأردن في كأس آسيا في جعل الإطار المغربي يحظى أكثر بالثقة لدى مختلف المكونات. وما حققه المنتخب الوطني مع المدرب وليد الركراكي في المونديال زاد في قيمة المدرب المغربي، وهناك مجموعة من المدربين المغاربة يسجلون حضورا محترما في المهجر كهشام الدميعي وبادو الزاكي ورشيد لوستيك والحسين عموتة ورشيد الطاوسي وآخرين. وبدوري أتمنى أن أساهم في الحفاظ على هذا الإشعاع، وأزيد من إبراز مستوى الإطار المغربي دوليا. هذه مسؤوليتنا ونحن نعاين التطور المستمر لمنتخبنا وهو يتجدد ويعتمد مواهب شابة رفيعة القيمة، والبحث عن الإنجازات متواصل والرهان كبير على إنجاح الشراكة الموقعة مؤخرا في مجال تكوين الأجيال. المبادرة هامة ضمن مشاريع جامعتنا الهادفة إلى النهوض بكرتنا.
العمل مكثف ويرمي حاليا إلى إنجاح تنظيم كأس أمم إفريقيا والفوز باللقب وتسجيل حضور وازن في المونديال؟
الأهم في هذه المشاريع والاستراتيجية القائمة جودة النتائج الرياضية والتواجد مع الكبار دوليا. نحن ندرك أن النتائج تتداخل فيها جزئيات ولابد من الصبر ومثالا لذلك ألمانيا نظمت كأس العالم سنة 2006 وتعذر عليها إحراز اللقب وواصلت العمل وتوجت بالكأس في سنة 2014. الأمر يتعلق بمشاريع تعتمد تصورا واضحا. فنحن نتوفر على لاعبين شباب وآخرين من ذوي التجارب. ومبادرات التنقيب عن المواهب والإيمان بالتكوين أمر هام جدا في بلوغ الإنجازات، لأن العمل الجاد وحده أساس النجاح.
كيف تشتغلون ضمن الطاقم التقني؟
نشتغل في طاقم تقني بعمل جماعي، إذ يرافقني عمر نجحي واحمد محمدينا وجواد صبري وكريم مالوش وكريم الإدريسي إضافة إلى الإداريين وطاقم طبي وأحييهم جميعا على العمل الجيد في إطار فريق. وقد اكتشفت في هذه التجربة السي أحمد محمدينا وهو اكتشاف رائع. عرفته حارسا للمرمى وفي العمل حاليا هو شخص مجتهد مكون يشرف على مدربي حراس المرمى و الأطر الأخرى معروفة. ونشتغل في ظروف جيدة بانسجام وتعاون.
وماذا عن التفاعل مع المحيط؟
بعد كل موعد (فيفا) نقضي أسبوعا في تحضير التقارير ونتحول إلى المغرب لمدة عشرة أيام وبعدها نعود للعمل في الأردن، لكي نعاين المباريات ونهيئ الموعد الموالي. نحن في طور الاشتغال على منصة تساعد على التواصل مع اللاعبين والحفاظ على أرشيف يبقى للاتحاد الأردني وحتى نخلف آثارا إيجابية لعملنا. وقد طلبنا إقامة دورات تكوينية لمحللي الفيديو وكذا تحليل الأداء في المباريات خاصة وأن معنا مهندسين يشتغلان معنا: مروان لطفي وكريم الحسني.
ما هي رسالة جمال السلامي وقد بصمت على مسار إيجابي بالعمل الجيد والجاد؟
كرة القدم عالم خاص. عشقتها منذ الصغر. تدرجت في الفئات السنية. لعبت للمنتخب الوطني. أحرزت ألقابا. شاركت في كأس العالم. فزت بالبطولة الوطنية لاعبا ومدربا. وأتمنى من الله أن أشارك في المونديال مدربا بعد مشاركتي كلاعب. أتمنى النجاح للكرة المغربية ونظيرتها الأردنية. تاريخ الكرة المغربية شاهد على تألقها وفي كل محطة إيجابيات. والعمل الحالي إيجابي بفضل اهتمام ودعم جلالة الملك محمد السادس والعمل الذي تقوم به الجامعة في شخص رئيسها فوزي لقجع والأمل تحقيق نتائج أرقى بعد مونديال قطر وأولمبياد باريس.
حاوره: محمد أبو سهل