قدم هشام أيت منا ظهر أول أمس الأربعاء، استقالته بصفته رئيسا للشركة المسيرة لنادي شباب المحمدية فرع كرة القدم.
جاءت تقديم هذه الاستقالة، خلال برنامج “المريخ الرياضي” بمحطة (راديو مارس)، حيث أعلن عن القرار في بداية الحلقة التي كانت تذاع بصفة مباشرة…
من المفروض أن أي قرار مسؤول، يقتضي صدره عن طريق بلاغ رسمي، وأن يسبقه عقد إجماع تشاوري مع باقي المكونات، وأن يتم التحضير له بطريقة مسؤولة، وغيرها من الترتيبات العادية والمنطقية، إلا أن صاحبنا اختار الخرجات الإعلامية، قصد إعلان عن القرارات، سواء كانت صغيرة، أو مؤثرة بحياة النادي ككل.
وليست هذه المرة الأولى التي قدم فيها “مول الفرقة”، مثل هذه الاستقالة، فالصيف الماضي قدم أيضا استقالته، إلا أنها لم تنفذ، ليواصل تحكمه في مجريات الأمور كيفما شاء، وبالطريقة التي تروقه، وفي الوقت الذي يراه مناسبا له…
ويتحدث أكثر من مصدر من محيط النادي، على أن تقديم هذه الاستقالة، يأتي في ظل وجود أزمة مالية خانقة، إلى درجة أصبح عاجزا عن تسديد مستحقات اللاعبين، وأعضاء الطاقمين التقني والإداري، كما قدم مجموعة من اللاعبين طلبات للجامعة، قصد فسخ الارتباط من طرف واحد، وهي الخطوة التي تهدد برحيل الأغلبية الساحقة من لاعبي الفريق الشبابي.
هذه الأخبار غير السارة تماما بالنسبة للجمهور المحلي، جمهور لا يتردد الرئيس في انتقاده، وسبق أن صدق كل ما قاله أيت منا، بأن الشباب سيستعيد شبابه الضائع، وبأنه سينافس الأندية الكبرى على لقب البطولة، ومن الممكن أن يشارك خلال المواسم القادمة، بعصبة الأبطال الإفريقية، على غرار الأندية التقليدية الوداد، الرجاء والجيش الملكي.
طموحات وأهداف كبيرة، رافقها صرف مبالغ مالية مهمة، جعلت الشباب يستعيد مكانه الطبيعي، ضمن صفوة كرة القدم الوطنية في زمن قياسي، إلا أنه على مستوى البناء المؤسساتي، فلا شيء يستحق الذكر، والدليل أن مقر النادي، يقع في شقة ليست في ملكيته، ويمكن مغادرتها في أية لحظة، كما أن الحافلة مهددة بالحجز بسبب عدم اكتمال الشروط القانونية…
فانطلاقا من قسم الهواة، حقق الشباب، مسارا سريعا بالوصول إلى الهدف الذي تم التخطيط له، وكان النجاح حليفه، لكن بكثير من الهالة الإعلامية والخرجات في كل الاتجاهات، والبحث بشتى الطرق عن “البوز”، وهذا ما أضر الفريق أكثر مما أفاده…
لحد الآن، علينا انتظار المستجدات القادمة من مدينة الزهور، وأن نسلك أسلوب التحفظ ما دامت الأمور غامضة، ولم تتبين حقيقتها، وما يحاك في الخفاء، مع العلم أن اللاعبين والطاقم التقني ينتظرون مستحقاتهم منذ عدة شهور، ونفس الوضع تعشيه باقي الفروع والفئات ومن الجنسين…
فهل انهار بسرعة مشروع أيت منا؟ سؤال محير حقيقة، لا يمكن الإجابة عنها بنفس سرعة هذا الانهيار الشبابي، إلا أن هناك حقيقة مفيدة نستخلصها من تجربة فريق سي أحمد فرس – أطال الله في عمره-، وهي أن أسلوب المغامرة، والتسيير الفردي، غالبا ما يقود إلى حدوث نتائج كارثية، وفريق الشباب لا يستحق هذا المصير الغامض الذي يتهدده.
المؤكد أن المصلحة تقتضي بناء المشروع خطوة خطوة، والحرص وعلى ضمان أسس صلبة، عوض اعتماد طريقة “الدوباج” وحرق المراحل بسرعة كبيرة، وهذه الطريقة محفوفة بالمخاطر، لأن السرعة كما هو معروف “تقتل”، وحرام أن تتعرض الشباب للقتل، بسبب وجود سائق متهور…
>محمد الروحلي