الحوز: جني الزيتون في ظروف تشي بوفرة الإنتاج

> محمد أرباع
تعتبر شجرة الزيتون من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان والتي يمكن زراعتها في أغلب أنواع الأراضي لما لها من مقدرة كبيرة على تحمل الظروف البيئية القاسية والأراضي التي تتصف بقلة التهوية وقد أزداد الاهتمام بهذه الشجرة في جميع مناطق المملكة ومنها بالطبع إقليم الحوز. هذا الإقليم الذي تتواصل به عملية جني الزيتون التي انطلقت، مؤخرا، وسط أجواء تشي بوفرة الإنتاج مقارنة مع السنة الماضية. وهي العملية التي لها وقع خاص على الغالبية العظمى من السكان لما يساهم فيه هذا القطاع من انتعاش حيوي بالنسبة للفلاح والعامل على حد سواء، فغلة الزيتون معروفة بتحريكها للرواج الاقتصادي سواء في البوادي والحواضر، لاسيما خلال موسم الجني حيث يعول عليها الفاعلون في القطاع من أجل تسديد تكاليف الإنتاج وجني الأرباح. وتساهم مدة الجني التي تبتدئ كما هو معلوم مع حلول شهر شتنبر إلى غاية آواخر شهر يناير من كل سنة، في التقليل من حدة البطالة وذلك بتشغيل العشرات من المياومين بمائة درهم فئة “السواسة”، و”اللقطات” بخمسين درهما للنساء العاملات في هذا المجال. ويتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من ثمار الزيتون ما بين 4.5 درهم و5 دراهم، أما زيت الزيتون فيختلف ثمنه حسب المناطق ما بين 35 درهما و40 درهما للتر الواحد. وحسب مهتمين بشجرة الزيتون أوالشجرة المباركة كما يحلو للبعض تسميتها، فقد تجاوزت الكمية المحصل عليها أثناء عملية الطحن 20 بالمائة، أي عشرين لترا من الزيت لكل مائة كيلوغرام من ثمار الزيتون وذلك حسب السقي والاهتمام بالشجرة. وتبقى المساحات التي تغطيها أشجار الزيتون مساحات مهمة بجماعات متعددة بإقليم الحوز، ويتألف نوعها من “الحوزية” وهو الصنف الأكثر انتشارا لدى فئات مجتمعية واسعة، وهذا النوع يعتمد في جنيه على العصي وهي طريقة تقليدية تضر بالكثير من الأشجار والثمار وتؤدي لتكسير النموات الجديدة التي تحمل محصول العام الموالي. هناك أنواع أخرى ضيعات تعود ملكيتها للفئات الميسورة من كبار الفلاحين وغيرهم كالبيشولين– والإيرباص، تستعمل فيها آليات عصرية وتقنيات حديثة في كل ما يتعلق بالري بالتنقيط والجني والتشذيب والتسميد. هناك معيقات طبيعية وبشرية تحول دون السير بقطاع الزيتون نحو الأفضل، فبعد موجة الجفاف إبان الأعوام الماضية، فإن مرض عين الطاووس أتى بانعكاساته الوخيمة على مئات الأشجار من الزيتون، زد على هذا اجتثاث عدد لا يستهان به من هذا النبات بفعل زحف الإسمنت المسلح وتأثير النمو العمراني إذ تحولت مناطق عدة كانت حتى وقت قريب مغروسة بأشجار الزيتون بالجهة إلى مركبات سكنية ووو..بدل إستراتيجية المغرب الأخضر الذي تبذل الحكومة مجهودات جبارة لتوطيد أسسها على أرض الواقع.وكيف لا يقع هذا ما دام هناك غياب دائم لإجراءات زجرية لحماية شجرة الزيتون على غرار ما يسري على أشجار النخيل، وكلها عوامل لم تعد معها شجرة الزيتون قادرة على الاستمرار وبالتالي إعطاءها لإنتاج جيد. ويسود قلق وسط بعض الفاعلين في القطاع خاصة من تشكل لديهم شجرة الزيتون المصدر الوحيد لكسب العيش، ومن بينهم الفلاحون الذين اشتكى بعضهم من غياب تشجيع المنتجين وإعدام تثمين المنتوج.

Top