أمسية رائعة عاشها مساء الأحد جمهور فريق الرجاء البيضاوي، بمركب محمد الخامس، أمسية تعددت خلالها كل مظاهر الفرح والتألق وكثير من الإبهار.
فأمام جمهور قياسي ملأ كل جنبات مركب “الرعب”ّ، نجح الرجاء في تحقيق فوز كبير على ضيف صعب المراس ومتعدد مواطن القوة، والأمر يتعلق بنادي فيتا كلوب الكونغولي، وبثلاثية نظيفة لحساب ذهاب نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وبالرغم من كون المهمة كانت صعبة أمام فريق قوي يملك عناصر متميزة، سواء على مستوى حراسة المرمى أو خطوطه الثلاثة، والأكثر من ذلك يقوده فلوران إبينغي المدرب المشهود له بالكفاءة، فقد كان على الفريق الأخضر استغلال مرحلة الذهاب بميدانه على نحو أفضل، تحسبا لإياب محفوف بكل المخاطر بالعاصمة كينشاسا، وبملعب يطلق عليه ملعب “الشهداء”، يرعب كل زواره.
عاش أنصار وعشاق الرجاء، مساء الأحد، يوما استثنائيا بملعب استثنائي، بعد أن حقق الفريق الأخضر، انتصارا عريضا قرب ممثل الكرة المغربية بشكل كبير من حسم اللقب القاري الغائب عن خزائنه طيلة 15 سنة كاملة، إذ خاضت كل المكونات الرجاوية من لاعبين وطاقمين تقني وإداري، المباراة بكثير من الإصرار والتحدي من أجل تحقيق فوز استقبل بالدموع، شاركهم في ذلك جمهور يستحق بالفعل التهنئة نظرا للدور الداعم الذي لعبه طيلة أطوار المواجهة.
خلال هذه المباراة كان الفريق الرجاوي كالعادة وفيا لأسلوبه الكاسح في أغلب المباريات على مستوى خط الهجوم، حيث سجل إلى حدود مباراة الأحد ضد فيتا كلوب، 33 هدفا جعلته يعادل رقم وفاق سطيف الجزائري الذي ظل صامدا منذ نسخة 2009، وأمام الفريق المغربي فرصة كبيرة خلال مباراة العودة لتخطي هذا الرقم ولو بتوقيع هدف واحد.
المؤكد أن سلسلة النتائج الإيجابية التي يحققها الرجاء حاليا تعود بالدرجة إلى حالة الاستقرار التي أصبح يعشيه الفريق منذ التغيير الايجابي الذي طرأ على إدارته التسييرية، إذ عاد الهدوء أخيرا لمحيطه، وأصبح بإمكان مسؤوليه التخطيط والتسيير بعيدا عن حالة الاحتقان الذي عصفت به في السنوات الأخيرة جراء أخطاء قاتلة على مستوى التسيير.
محمد الروحلي