مستقبل حسنية أكادير

خطا فريق حسنية أكادير خطوة كبيرة، نحو الحفاظ على مكانته ضمن حظيرة القسم الوطني الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
جاء ذلك بعد تحقيقه لفوز ثمين مساء أول أمس السبت بميدانه على حساب الفتح الرباطي بهدفين لواحد برسم مؤجل الدورة الـ26 ، سجل هدفي الحسنية أمين الصادقي (د14) ويوسف الفحلي (د90)، بينما وقع 0هدف الفتح نوفل الزرهوني (د76).
لم يكن الانتصار سهلا بالنسبة للفريق السوسي، خصوصا أمام فريق فتحاوي منظم، قدم الكثير من القناعات، بفضل توفره على عناصر شابة واعدة، لم تكن تستحق الهزيمة، لولا الثواني الأخيرة التي أرادت أن تمنح نصف فرصة، وقع منها الفلحي.
هدف الثواني الأخيرة يعتبر بالفعل هدية من السماء لفائدة فريق لا يستحق كل هذه المعاناة التي عاشها طيلة الموسم.
انتصار ليلة السبت المثير، سيظل عالقا بأذهان عشاق هذا الفريق المرجعي، لسبب وحيد يتجلى في تمكينه من جمع 31 نقطة، على بعد نقطة أو نقطتين، أو حتى ثلاثة على ابعد تقدير من المعدل الضامن للبقاء، وهو الهدف الأغلى الذي اشتغلت عليه كل مكونات النادي.
هذا الفريق المتألق قاريا، بحضور لافت ضمن المربع الذهبي لكأس الاتحاد الإفريقي (الكاف)، والذي يتوفر على لاعبين متألقين بمختلف الخطوط، فاجأ هذا الموسم كل المتتبعين على الصعيد الوطني بتواضع غريب بالدوري المحلي، وذلك بملازمة الصفوف الأخيرة، الشيء الذي لا يليق بفريق يمثل منطقة غنية بتاريخها ورجالاتها وإمكانياتها الاقتصادية الهامة.
مع الأسف كل هذه المميزات التي تتوفر عليها منطقة سوس العالمة، لا تنعكس بالإيجاب على فريقها الأول، والدليل الخصاص المالي المزمن الذي يعاني منه منذ مدة ليست بقصيرة، رغم المجهود المالي المبذول من طرف مسؤوليها، إلا انه فوق طاقتك لا تلام.
فالمطلب الملح بالنسبة للحسنية ومستقبلها، هو مطلب مؤسساتي، أي انخراط أساسي لرؤوس الأموال الخاصة في توفير الدعم المطلوب، عبر مجال الاستثمار المفتوح، وفق مخطط بعيد الأمد، وهيكلة ضامنة للاستمرارية، على أسس تدبير حداثي مقاولاتي، وهذا هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يعفي مسؤولي الفريق من الاستجداء، والبحث المضني والاقتراض من أجل تكلفة المشاركة ببطولة تزداد مصاريفها موسما بعد آخر.
أربع مقابلات تنتظر الحسنية قبل ختام البطولة، وليس هناك أي تخوف على مكانها ضمن حظيرة الكبار، لكن هناك موعد قاري هام ينتظرها، حيث المباراة الحاسمة أمام نهضة بركان في كأس (الكاف)، كنا نأمل أن لا تكن المواجهة بين فريقين مغربيين في هذا الدور، إلا أن القرعة هذا حكمها، والمطلوب هو تقديم مستوى لافت يشرف كرة القدم الوطنية.

>محمد الروحلي

Related posts

Top