وادو مرة أخرى…

في عز ردود الفعل الغاضبة التي تعبر عنها فئات واسعة من المغاربة، وتطور الأمر إلى حدود، رفع دعاوى قضائية من طرف أوساط حقوقية، بسبب تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف، من طرف المعلق الجزائري حفيظ الدراجي، مما فرض مواجهته، خاصة بعد وصول الاستهتار إلى تطاوله على المرأة المغربية.
الدراجي هذا وصف المغربيات، بنعوت غير صحيحة وغير لائقة تماما، وصلت إلى حد المس بكرامة عموم المغاربة، هذا دون نسيان استهدافه المتكرر لقضاياهم الوطنية، وتدخله في شؤون داخلية، والتعبير عن انتقاد لمواقف سيادية مغربية لا تعنيه، لا من قريب ولا من بعيد، وفي هذا الوقت بالذات، يبرز مرة أخرى موقف مواطن مغربي نشاز.
فقد عبر الدولي المغربي السابق عبد السلام وادو من خلال تغريدة على حسابه الخاص بـ (تويتر) عن تضامنه مع المعلق الجزائري.
قال وادو: “أخي حفيظ الدراجي نحن نعرف أساليب هذه المجموعة المغربية العنصرية والمعادية للأجانب، كما أنني أعاني من كراهيتهم، كل يوم حرب إلكترونية يتم شنها على كل من لا يشاركونهم إيديولوجيتهم”.
وليست هذه المرة الأولى ولا الثانية أو حتى الثالثة، التي يبرز فيها وادو بمواقف وآراء، تعود من خلالها على معارضة كل ما هو مغربي، مع الإصرار على تأييد كل ما يأتي من الجارة الجزائر.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، سبق أن أيد الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي خلال ترشحه لانتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، بالرغم من ترشح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع لنفس المنصب، كما سبق أن افتخر بانتصار منتخب الجزائر على حساب المنتخب المغربي الرديف بكأس العرب بقطر.
صراحة ليس هناك تفسير منطقي، لكل ما يصدر عن دولي سابق، منحه المغرب شرف الانتماء للفريق الوطني، والاستفادة من الصفة الدولية، وبعد الاعتزال منح أيضا فرصة التحول إلى مدرب، من خلال الإشراف على تدريب فريق المولودية الوجدية، بعقد سخي يمتد لأربع سنوات، وبعد أن فشل فشلا ذريعا في مهمته، وعوض أن يعترف بقصوره، راح يهاجم كل من له علاقة بكرة القدم الوطنية، ويخبط خبط عشواء، وفي كل الاتجاهات.
من غير المقبول أن يكون التنكر بهذه الدرجة من القسوة، والتأييد المطلق لكل ما يأتي من بلد جار، لا يخفي عداؤه التاريخي للمغرب وقضاياه الأساسية ورموزه ومقدساته الوطنية، لا أحد طلب من وادو أن يبرز عداءه للجزائر، أو يؤيد بطريقة عمياء كل ما هو مغربي، لكن العيب وكل العيب، التحول إلى معارض يائس لكل من يأت من بلده الأصلي وتأييد تلقائي، والإشادة ببلد لا يخفي عداءه لبلده الأم.
مصطفى حجي، النجم السابق للفريق الوطني، والذي أعطى الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية، كان له رد سريع على وادو، إذ قال: “عندما ترتدي قميص المنتخب الوطني، ترتديه مدى الحياة، وليس فقط أثناء المعسكرات أو المنافسات!!”.
وهذا أفضل رد، بكل ما يحمله من أبعاد وبلاغة ودروس وعبر، على حالة عبد السلام وادو الرياضي الذي كان الجميع ينتظر أن يتحول إلى إطار يخدم بلده الأم، عوض أن يصبح بيدقا لدى أعدائه…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top