على غرار ما يحصل بالنسبة للتحكيم، تطفو على السطح بين الفينة والأخرى احتجاجات تهم برمجة مباريات كرة القدم، وهما قطاعان عادة ما يثيران ردود فعل منتقدة من طرف الأندية بمختلف الأقسام.
فعلي مستوى القسم الأول من البطولة الاحترافية، نجد العديد من الفرق تطالب الجامعة بما تسميه “تكافؤ الفرص” من خلال سن برمجة معقولة تتسم بالتوازن، وتفادي تقديم خدمة لفرق معينة على حساب أخرى سواء عن قصد أو غير قصد.
مطالب واحتجاجات تبدو في بعض الحالات منطقية، بينما يمكن وصف حالات أخرى أنها بغير موضوعية، وغالبا ما تدخل في إطار المزايدات والسعي لاستمالة محبي الفرق، والظهور بمظهر الضحية والإصرار على ترويج خطاب المظلومية ليس إلا…
منطقيا وأمام حالة الارتباك التي تطبع البرمجة، قد تكون هناك أخطاء بشرية في حالات معينة، لكن هناك أيضا الأسباب الموضوعية التي تربك بالفعل المكلفين بهذه اللجنة الأساسية في تركيبة الجامعة، ومن أبرزها نجد مشاركة الأندية بالمنافسات القارية، وإكراه النقل التلفزي، وبرمجة مباريات كأس العرش، والتزامات الفريق الوطني بحرفيه ألف وباء.
وحتى عندما تبرمج بعض المباريات أو الدورات أيام الأربعاء، فان هذا الحل يحمل مجوعة من السلبيات التي تتجلى في ضعف الحضور الجمهوري، وهذا المشكل يطرح بإلحاح بالنسبة للتلاميذ والطلبة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من رواد الملاعب، وقد لاحظت إدارات المؤسسات التعليمية سواء في التعليم العمومي أو الحر بالمدن التي تجرى فيها مقابلات كرة القدم وسط الأسبوع، غيابات غير مبررة للتلاميذ، الشيء الذي يشجع على الهدر المدرسي الذي تتجند الوزارة الوصية على هذا القطاع لمحاربته.
بالنسبة للجانب الأمني، فالمشكل مطروح أيضا وبإلحاح، فإجراء المقابلات وسط الأسبوع يفرض بذل مجهود إضافي، نظرا لكون أغلب المدن تعرف عادة اكتظاظا في حركة السير.
كل هذه الإكراهات وغيرها تربك عمل لجنة البرمجة، وتثير احتجاجات الأندية “المتضررة”، وبالتالي فإن الجامعة مدعوة لإيجاد السبل الكفيلة التي تمكنها من الاضطلاع بمسؤوليتها على نحو يضمن هذا التكافؤ الذي تطالب به كل الأندية وبدون استثناء.
ومن بين الحلول التي تبدو عملية، السعي إلى التخفيف من الضغط الذي تعرفه البرمجة كل سنة مع بداية الموسم، وذلك من خلال إعادة برمجة منافسات كأس العرش وتحويلها من بداية الموسم لتتحول إلى منافسات تجري بتزامن مع البرنامج السنوي للبطولة.
هذا حل من الحلول المطروحة التي تبدو إستعجالية، وهذا من شأنه التخفيف من ضغط الذي تعرفه عادة بداية كل موسم، أما معالجة جذرية للمشاكل المتكررة، فالحل لا يكمن فقط بمكاتب الجامعة، بل لدي الشريك الآخر في العملية كذلك، أي الأندية المفروض أن تكون لديه وجهة نظر موضوعية تراعي المصلحة العامة دون الاقتصار على رؤية أحادية الجانب…
محمد الروحلي