تتعاظم حملة التضامن والتأييد اتجاه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، حملة وطنية انخرطت فيها تلقائيا جامعات رياضية وأندية وجمعيات وصحافة رياضية، جماعات وأفراد .. الكل يعبر عن مساندة مطلقة للرجل الذي يطمح لاحتلال منصب داخل الجهاز التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وهو أهل لذلك.
حملة ما كان لتعرف كل هذا الزخم، لولا الخروج الخاطئ للدولي المغربي السابق عبد السلام وادو، بإعلانه مساندة المرشح الجزائري خير الدين الزطشي، في منافسته للمغربي لقجع والمصري هاني أبو ريدة.
لم يكن ترشيح لقجع لهذا المنصب الدولي الرفيع، ليشكل الحدث على الصعيد الوطني، ما دام الكل متيقنا أن له من الوزن والثقل والكفاءة والكاريزما، ما يؤهله لفوز بالمنصب بسهولة كبيرة، كيفما كان وزن خصومه، إلا أن حالة الشرود التي وقع فيها المدافع السابق، فجرت تعاطفا وطنيا كبيرا مع رئيس جامعة كرة القدم بالمغرب.
حظوظ لقجع لا يمكن مناقشتها، حتى بحضور المرشح الجزائري، ولنا في النتيحة الكبيرة التي سبق أن فاز بها على محمد روراوة الجزائري خلال انتخابات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” بأثيوبيا، خير دليل على ذلك.
فقد حدث هناك بأديس أبابا اكتساح كبير، رغم أن لقجع كان حديث العهد بكواليس “الكاف”، ورغم النفوذ الذي كان يتمتع به روراوة، والذي اكتسبه من ملازمته للرئيس السابق لـ “الكاف” الكامروني عيسى حياتو، فقد خرج العضو الجزائري منهزما بطريقة مذلة، فما بالك بالزطشي الذي لا وزن له محليا وعربيا وقاريا.
كنا ننتظر أن يتراجع وادو عن موقفه، أو يفسر رأيه، أو يصحح العبارات، إذا كان هناك سوء فهم، أو تفسير خاطئ، إلا أن صاحبنا تمادى في تدويناته المتتالية، وذهب إلى حد افتخاره بإمكانية تحوله إلى مواطن جزائري.
المؤكد أن لا أحد بالمغرب الآن، يمكن أن يطلب من وادو التراجع عن مواقفه أو خرجاته أو انفعالاته، كما لا يمكن التدخل للحيلولة دون تماديه في تصفية حساب، من جراء ملف هو خاطئ فيه مائة في المائة، والغريب أنه وصل إلى حد مهاجمة لقجع ووصفه بنعوت لا يمكن أن يتفق بشأنها معه أي أحد، فهناك جزائريون وما أكثرهم، يقدرون كثيرا شخص رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل يشيدون بشخصيته وطريقة عمله، فكيف لرياضي مغربي، يسمح لنفسه بقول العكس، والنتائج واضحة للعيان.
يمكن للإنسان أن يخطىء، ويمكنه أيضا أن يتراجع أو يعتذر، والاعتذار من شيم الرجال، لكن أن يتمادى ويبالغ ويتعنت، بل يصل إلى حد الإساءة والتجريح، اتجاه مواطن ينتمي لبلده، في مواجهة خصم ينتمي لجهة أخرى لا تخفي عداءها وحقدها، اتجاه بلده الأصلي، فهذه قمة الحماقة التي لا يمكن أن تبرر، أو يمكن التسامح مع درجة قساوتها وحدتها.
فعبد السلام وادو لم يعط حتى الآن فرصة، لإمكانية تدخل ذوي النيات الحسنة، وفسح المجال للعمل على تذويب الخلاف، ورأب الصدع، والقيام بمحاولات لإصلاح ذات البين، فهو للأسف يصر على الاستمرار في الإساءة.
فليتحمل مسؤولية كاملة، في حدوث تبعات لا أحد يمكن أن يعرف مداها أو أبعادها…
>محمد الروحلي