أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أمس الثلاثاء أن 31184 شخصا على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال، قتلوا في قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل والحركة.
وتشمل الحصيلة الأخيرة 72 شخصا على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، حسب الوزارة، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 72889 شخصا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وقالت الوزارة إن “72% من الضحايا هم من الاطفال والنساء”، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا “ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني إليهم”.
وأشارت من جهة ثانية إلى “ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف الى 27”.
ولا تدخل سوى كميات شحيحة من المساعدات التي لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية في غزة حيث تحذر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون، مهد دون بالمجاعة، لا سيما في شمال القطاع.
من جهة أخر، طالت ضربات إسرائيلية مجددا أمس الثلاثاء محيط بلدتين في شرق لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت “مقري قيادة” تابعين لحزب الله، وأوقعت وفق مصدر أمني قتيلا على الأقل وعشرة جرحى.
وجاءت الضربات الإسرائيلية بعيد إعلان حزب الله إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ردا على قصف طال ليلا محيط مدينة بعلبك، أبرز معاقله في شرق لبنان.
واستهدف القصف الإسرائيلي ظهر أمس الثلاثاء، وفق مصدر أمني، مبنى عند مدخل بلدة سرعين، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترا عن مدينة بعلبك، أبرز معاقل حزب الله في شرق لبنان، ما أدى الى تدميره بالكامل.
وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة اسرائيلية ثانية، وفق المصدر ذاته، مبنى في بلدة النبي شيت المجاورة، التي تعد مركز ثقل لحزب الله.
وأسفر القصف على محيط سرعين عن مقتل شخص، لم يتضح ما إذا كان مدنيا أم مقاتلا، وإصابة تسعة آخرين بجروح، وفق المصدر. كما أصيب شخص آخر بجروح في النبي شيت.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته شنت ضربات على “مقري قيادة لحزب الله في منطقة بعلبك في عمق لبنان”، قال إن الحزب يخزن داخلهما “وسائل بارزة يستخدمها لتعزيز ترسانة أسلحته”.
وأعقب القصف ضربات اسرائيلية ليلا قرب مدينة بعلبك، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت “موقعين” تابعين لـ”القوات الجوية” لحزب الله، “ردا على هجمات جوية شنها حزب الله في الأيام الأخيرة باتجاه الجولان”، الهضبة السورية التي تحتلها إسرائيل.
وأسفرت الضربات الإثنين عن مقتل لبناني وإصابة ستة آخرين بجروح.
وكان حزب الله أعلن صباحا استهداف مقاتليه “مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا”.
وقال إن الضربات على المواقع العسكرية جاءت “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك”.
ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيدا بين حزب الله وإسرائيل.
ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعما لغزة و”إسنادا لمقاومتها”، فيما يرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ومنذ بدء التصعيد، بقيت الضربات محصورة الى حد كبير في المنطقة الحدودية في البلدين، على الرغم من أن إسرائيل تنفذ أحيانا ضربات في العمق اللبناني.
واستهدفت اسرائيل محيط مدينة بعلبك، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود الجنوبية، للمرة الأولى في 26 فبراير، ما أسفر عن مقتل عنصرين في حزب الله.
إلى ذلك، أعلن حزب الله أمس الثلاثاء أن أمينه العام حسن نصرالله استقبل القيادي في حركة حماس خليل الحية وبحثا في “التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الاسناد المتعددة”، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها أطراف في المنطقة حليفة لحماس لمساندتها في حرب غزة. ومن المقرر أن يلقي نصرالله خطابا متلفزا اليوم الأربعاء.
ويؤكد الحزب أن وقف هجماته ضد إسرائيل مرتبط بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت شدد مؤخرا على أن أي هدنة في غزة لن تحيد إسرائيل عن هدفها إبعاد حزب الله من جنوب لبنان، محذرا من أنه إذا تعذر إيجاد حل دبلوماسي للوضع “فسنفعل ذلك بالقوة”.
ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قتل 318 شخصا على الأقل، معظمهم من عناصر حزب الله إضافة الى 54 مدنيا في لبنان، بحسب حصيلة أعد تها وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وقضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب بيانات رسمية.
< أ.ف.ب