في اليوم العالمي للكلي..

سميرة الشناوي

نظم المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، بمعية الجمعية المغربية لأمراض الكلي، أول أمس الخميس، تظاهرة أبواب مفتوحة للتحسيس حول أمراض الكلي والتعريف بجهود المركز الاستشفائي في تطوير الخدمات المقدمة للمرضى.
التظاهرة التي دأب المستشفى على تنظيمها سنويا في إطار إحياء اليوم العالمي للكلي، اختير لها كموضوع رئيسي هذه السنة “أمراض الكلي عند الأطفال”، رغبة من المنظمين في تسليط الضوء على خصوصيات أمراض الكلي عند الطفل وكذا التحسيس بسبل الوقاية والحماية من المرض وجهود التكفل بالحالات التي تصل إلى المرض الكلوي المزمن أو القصور الكلوي.
وقال مدير المستشفى الجامعي ابن رشد، هشام عفيف، في كلمة بالمناسبة، إن أمراض الكلي المزمنة تعتبر من الأمراض المكلفة والصعبة بالنسبة للكبار، فما بالك بالأطفال الصغار، خاصة عندما يصل المرض إلى مرحلة التصفية، حيث يؤثر المرض على صحة الطفل ووتيرة حياته اليومية وخاصة الدراسية.
وأكد عفيف على أهمية التشخيص المبكر للمرض، للتمكن من ضمان تكفل أفضل بالحالة يشمل سهولة العلاج ونجاعته وانخفاض التكاليف المادية والمعنوية.
ونوه عفيف بالتقدم الذي أحرزه المغرب في مجال التكفل بأمراض الكلي عموما وعند الطفل خصوصا، إذ يعد جناح أمراض الكلي بالمستشفى الجامعي ابن رشد، حسب قول عفيف، مرجعا في المجال، حيث عرف 20عملية زراعة للكلي لفائدة الأطفال، كللت جميعها بالنجاح.  
من جهته، اعتبر البروفيسور بنيونس الرمضاني، رئيس جناح طب الكلي بمستشفى ابن رشد، في كلمة بالمناسبة، أن هذه التظاهرة السنوية تشكل فرصة هامة لتعزيز جهود الوقاية والتحسيس من أمراض الكلى في صفوف عموم المواطنين والآباء والأمهات، من أجل تفادي أسباب الإصابة بأمراض الكلي، وكذا الإسراع بعرض الحالات على الطبيب من أجل التشخيص المبكر والبدء في العلاج.
وشدد البروفيسور الرمضاني أيضا على أهمية مثل هذه الأنشطة في التحسيس بالتقدم المحرز في مجال زرع الأعضاء بالمغرب، ومن بينها عمليات زرع الكلي للأطفال التي تصبح في كثير من الأحيان الحل الأمثل والوحيد ليستعيد الطفل عافيته وحياته الطبيعية.
وقد تم خلال اللقاء عرض عدد من الحالات والشهادات لأطفال تمكنوا من تجاوز صعوبات المرض والاستمتاع بطفولتهم بفضل عمليات الزرع.
البروفيسور كنزة السلمي، اختصاصية أمراض الكلي عند الأطفال والرضع، والتي قدمت عروضا مستفيضة حول الموضوع، أفادت أنه ليست هناك أرقام دقيقة حول عدد الأطفال المصابين بأمراض الكلي بالمغرب، لكنها أشارت إلى أن العالم يسجل سنويا حوالي 4 إلى 15 حالة في كل مليون طفل.
وأضافت أن مضاعفات عدم التشخيص المبكر وعدم التكفل بالحالات في الوقت الملائم يجعل نسبة الوفاة بين الأطفال مرضى القصور الكلوي تصل إلى 20 بالمائة في المغرب والعالم، وهو رقم مرتفع للأسف، علما أنه يمكن خفض هذه النسبة باتخاذ عدد من التدابير والاحتياطات من قبل أهالي الأطفال حتى لا تتطور وضعية الطفل المريض إلى ما لا يحمد عقباه.    
يذكر أن تظاهرة الأبواب المفتوحة عرفت حضور ممثلي المصالح المركزية لوزارة الصحة وعميد كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، ومثلي جمعيات الأطباء وجمعيات أمراض الكلي التي ترافق المستشفى في عملية دعم ومساندة المرضى.
وشمل البرنامج مجموعة من العروض التي تلتها نقاشات مفتوحة مع الحضور الذي تشكل أساسا من آباء وأمهات الأطفال المرضى.
كما كان اللقاء فرصة لتوزيع مجموعة من الهدايا على الأطفال الذين يتابعون علاجهم بمصلحة أمراض الكلي بالمستشفى وكذا أولئك الذين استفادوا من عمليات زرع الكلي.

Related posts

Top