وداعا السي حسن أقصبي .. لن ننساك
< محمد أبوسهل
ودعت الرياضة الوطنية، أول أمس السبت، الدولي السابق حسن أقصبي أحد نجوم الرعيل الأول لكرة القدم المغربية.
ترجل أقصبي عن صهوة الحياة بعد صراع مرير مع المرض وسلم الروح لباريها عصر السبت عن 89 سنة، مخلفا مسارا مميزا في الملاعب وطنيا ودوليا.
السي حسن رأى النور في 5 دجنبر 1934 بحي دار البارود بحومة السانية في مدينة طنجة من عائلة تنحدر من فاس.
وكأي فتى من جيله، تعلق أقصبي بكرة القدم ودخل عالمها من نادي سيفيانا الإسباني في المدينة، وبرزت موهبته سريعا في منافسات دوري الدرجة الثالثة في ملعب مرشان.
وبعد وفاة والده، انتقل حسن إلى الرباط لمواصلة الدراسة في ثانوية مولاي يوسف وهناك رصدته فعاليات فريق الفتح الرباطي في شخص المحترف والمربي أحمد الشهود.
والتحق بالفريق الرباطي لأربعة مواسم تخللتها مشاركات مع المنتخب الوطني، وساهمت هذه الفترة في صقل موهبته ومنحته مكانة أهلته لخوض تجربة الاحتراف.
انتقل إلى نادي أولمبيك نيم الفرنسي وقضى به ستة مواسم ساهم في إحراز لقب “شارل دراغو” وبلوغ نهائي كأس فرنسا سنتي 1958 و1961.
وبعد ذلك تألق أكثر في نادي ريمس ثم موناكو، وأصبح واحد من أفضل الهدافين في الدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى، بما مجموعه 173 هدفا في 293 مباراة.
وأحرز الراحل أيضا لقب كأس محمد الخامس في الدار البيضاء، في نسخته الأولى 1962 بالفوز (5-0) في نصف النهائي على فريق الجيش الملكي، وسجل هدفا في الدقيقة 38.
وشارك حسن أقصبي مع المنتخب المغربي في مباراة ذهاب الدور الحاسم في الإقصائيات المؤهلة إلى مونديال شيلي 1962، حيث انهزم أمام إسبانيا (0-1) بالدار البيضاء
وفي سنة 1967 أحرز أقصبي لقب كأس العرش مع فريق الفتح الرباطي بالفوز (2-1) في النهائي على نهضة سطات.
وكان الراحل مهاجما استثنائيا، متفوقا بأدواته التقنية الفريدة ومؤهلاته الخارقة التي تجعله يتجاوز منافسيه ويسجل الأهداف، كان لاعبا أنيقا يحب الفوز ويبذل الجهود من أجله بسخاء، واتسعت في المسار مساحة شهرته.
وبعد الاعتزال تحول إلى التدريب وأشرف على تأطير مجموعة من الفرق كالفتح وحسنية أكادير ونهضة سطات والاتحاد الزموري للخميسات والمغرب التطواني وتتحاد طنجة.
وساهم الراحل في تأسيس الودادية الوطنية لمدربي كرة القدم بهدف تنظيم المهنة، وكانت له أحلام ترمي إلى اعتماد نظام الاحتراف في الكرة الوطنية مع كسب رهان تنظيم المونديال، وكم كان الرجل سعيدا مبتهجا عند تحقيق الرهان.
ورغم تقدم السن والمرض ظل السي حسن أقصبي حاضرا في مختلف المناسبات مع قدماء لاعبي الفتح وجمعية رياضة وصداقة داعما ومؤطرا يجسد القدوة كرياضي محملا بالقيم الإنسانية وحكيم بوطنيته الجامحة.
بقي الراحل متفردا بطلعته البهية عاشقا للحياة، وظل حضوره الوازن، و حتى خلال معاناته مع المرض واجه الألم بإيمان قويا حتى حانت ساعة الرحيل.
السي حسن، عشت شامخا وغادرت شامخا، وداعا أيها الرياضي الفنان والإنسان، لن ننساك…
*******
عبد القادر لشهب.. اللاعب والعميد والدبلوماسي المحنك
< صلاح الدين برباش
رزئت كرة القدم المغربية، أمس الأحد، برحيل الدولي المغربي السابق والدبلوماسي عبد القادر لشهب، بعد أكثر من 70 عاما عرفه خلالها المغاربة كسفير أكثر من كونه لاعبا.
ولد الراحل في الـ13 يوليوز 1954 بمدينة وجدة، وبدأ -كباقي أقرانه- ممارسة كرة القدم رفقة فرق أحياء عاصمة الشرق.
في سن الثامنة عشرة، انضم لشهب إلى فريق الاتحاد الإسلامي الوجدي، قبل أن ينتقل سنة 1973 إلى الممثل الأول للمدينة مولودية وجدة، حيث لعب طيلة موسمين.
وتمسكا منه بمساره الدراسي، غير الراحل وجهته إلى الدار البيضاء مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، والجميل أن ذلك لم يبعده عن الكرة، فالتحق بفريق الوداد البيضاوي.
وفي موسم 1975-1976، سجل لشهب 23 هدفا ليقود الفريق الأحمر إلى لقب البطولة الوطنية، ومجاورا أسماء كبيرة كعبد المجيد اسحيتة وبادو الزاكي والعربي أحرضان.
لاحقا، شد عبد القادر لشهب الرحال صوب الأراضي السويسرية، حيث مارس اللعبة في الدوري الممتاز.
وفي عز الشباب والتألق، قرر الراحل الذي دافع عن قميص المنتخب الوطني في 15 مباراة، اعتزال الساحرة المستديرة والتفرغ بصفة نهائية للتحصيل العلمي.
وحصل لشهب على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة جنيف، بعدما نال سابقا شهادتي الإجازة والدراسات المعمقة في القانون بكلية الحقوق بالدار البيضاء.
سينطلق مسار في السلك الدبلوماسي في التسعينات ممثلا لوزارة الخارجية المغربية في سويسرا، قبل أن يعين مديرا لديوان رئيس الوزراء آنذاك عبد اللطيف الفيلالي.
وفي سنة 1998، سيرتدي عبد القادر لشهب رسميا القميص الدبلوماسي، بتعيينه من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، سفيرا للملكة المغربية بكندا.
بعدها بـ 5 سنوات، عينه جلالة الملك محمد السادس سفيرا للمغرب في اليابان، ثم سفيرا للملكة بروسيا سنة 2008، واستمر في هذا المنصب إلى غاية يونيو 2019.
وبتاريخ 10 نونبر 2024، ودعنا عبد القادر لشهب بعد صراع طويل مع المرض، مخلفا وراءه مسارا مميزا كلاعب، ومسيرة أكثر روعة كسفير أحب وأخلص لوطنه الحبيب.
وبهذه المناسبة يتقدم القسم الرياضي لـ “بيان اليوم” بأحر التعازي وخالص عبارات المواساة لعائلة الراحل، آملين من الله العزيز القدير أن يتغمده بواسع المغفرة والرحمة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.