أظهرت آخر المعطيات الرقمية التي تخص داء السيدا بالمغرب، عن إصابة 3 أشخاص كل يوم بفيروس نقص المناعة المكتسب، حيث تسجل سنويا 1200 حالة جديدة، كما كشفت عن وجود نحو 24 ألف شخص يتعايش مع الفيروس، نسبة 51 في المائة منهم يجهلون إصابتهم بالفيروس، فيما تصل نسبة النساء بين مجموع المصابين إلى 37 في المائة.
وكشفت عزيزة بناني ممثلة وزارة الصحة، خلال ندوة صحفية نظمها كل من كمال العلمي ممثل برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة السيدا بالمغرب، وإيف سانتيرو ممثل منظمة الصحة بالمغرب، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا الذي يتزامن مع فاتح دجنبر من كل عام، “أن عدد حالات الإصابة التي سجلت منذ سنة 2000 إلى حدود اليوم(2016) تجاوزت 12 ألف شخص.
وأشارت أن وضعية الوباء بالمغرب رغم ذلك تبقى مستقرة، ولم يسجل تطور مستمر في عدد المصابين وسط الساكنة بشكل عام حيث لاتتعدى النسبة 1 في المائة، مقارنة بما تم رصده خلال سنوات سابقة، حيث يبقى الداء متمركزا لدى الفئات الأكثر تعرضا ممثلة في ممتهني الجنس من النساء والرجال، ومتعاطي المخدرات عبر الحقن، والتي تصل نسب الإصابة وسطها ب5 في المائة.
و تحدثت ممثلة وزارة الصحة في هذا الإطار بنوع من التفاؤل في إمكانية تحقيق المغرب لأحد الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، بالقضاء على الداء بالبلاد في أفق 2030،إذ سيتم تكثيف الجهود من أجل ذلك، فضلا بصفة خاصة لمختلف الجهود التي يتم بذلها لحد الآن على المستوى الوطني لمواجهة انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة، حيث وضعت الوزارة بشراكة مع شركائها الاستراتيجية الوطنية لمحاربة السيدا المبنية على أسس حقوق الإنسان، والتي تهدف إلى تحقيق الولوج الشامل لخدمات الوقاية و العلاج والتكفل و الدعم ،والعمل في هذا الصدد أيضا على رفع كل العراقيل التي تمنع من الوصول إلى العلاجات التي توفرها وزارة الصحة مجانا، وهي العراقيل يواجهها بشكل أخص الفئات الهشة من المصابين بهذا الداء ممثلة في ممتهني الجنس والمتعاطين للمخدرات عبر الحقن.
وأبرزت أن تمركز الداء لازال يرصد في ثلاث جهات، وهي جهة سوس-ماسة، التي تسجل بها أكثر من 24 في المائة في نسب الإصابة بالفيروس، تليها جهة مراكش-آسفي بنسبة تفوق 21 في المائة، ثم جهة الدار البيضاء الكبرى –سطات بأكثر من 18 في المائة من نسب الإصابات، قائلة في رد على سؤال لبيان اليوم حول “الجهود التي ينبغي بذلها حيال مكافحة الداء بهذه الجهات التي تتصدر سنويا رأس لائحة الإصابة بالفيروس في المغرب ،” إلى أن الوضع يتطلب تظافر الجهود بشكل أكبر، وأن وزارة الصحة تسعى لتكثيف العمل مع كافة الشركاء محليا خاصة في مجال التحسيس والوقاية”.
ومن جهته اختار كمال العلمي ممثل برنامج الأمم المتحدة لمحاربة داء السيدا بالمغرب، تقديم التصريح الذي ألقاه المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة السيدا، ميشال سيدييي المدير التنفيذي ،بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا، والذي وجه فيه تحذيرا للمجتمع العالمي من الخطر الذي يمثله داء السيدا بالنسبة للصحة العامة، وأكد العلمي إن كان يحق للعالم بعد مرور نحو 35 عاما على ظهور الفيروس، الاعتزاز بما أحرزه من تقدم على مستوى التصدي للمرض، فإنه مع ذلك لازال يجب القيام بالكثير خاصة في وسط الفئات الأكثر تعرضا للداء.
وأوضح بهذا الخصوص مقدما خارطة انتشار الداء عبر مناطق العالم، بالقول”إن المكاسب لاتزال هشة، فالنساء الشابات معرضات بصفة خاصة لخطر الإصابة في البلدان التي يرتفع فيها معدل انتشار الفيروس، ولاسيما في بلدان إفريقية جنوب الصحراء ، فضلا عن حالات الإصابة الجديدة الآخذة في الازدياد في صفوف متعاطي المخدرات بالحقن، والمثليين من الذكور، وغيرهم من الذكور الذين يمارسون الجنس مع الذكور، هذا بالإضافة إلى تزايد الوباء في بلدان أوروبا الشرقية والوسطى نتيجة تفاقم وصمة العار ومظاهر التمييز والقوانين العقابية .
فيما في باقي بلدان العالم يتعرض الأشخاص المحرومون اقتصاديا لمصاعب عدم إمكانية الحصول على الخدمات والرعاية الصحية، والتي تنضاف إلى مصاعب المعاناة مع المرض، مشيرا أن عدد الأشخاص الذين يموتون لأسباب مرتبطة بالإيدز أخذ يقل كل سنة، وأصبح المصابون بالفيروس أمد حياتهم أطول.
هذا، وتنظم وزارة الصحة، بتعاون مع شركائها من القطاعات الحكومية والمجتمع المدني، من فاتح إلى تاسع دجنبر 2016، حملات الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية (السيدا) والتحسيس بمخاطر الإصابة به لفائدة الشباب والنساء في طور الإنجاب، إلى جانب دورات توعوية لفائدة مهنيي الصحة من أجل مكافحة الوصم والتمييز في المرافق الصحية.
وأوضح بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي في سياق تخليد المغرب، على غرار باقي دول العالم، في فاتح دجنبر من كل سنة، لليوم العالمي للسيدا الذي يحمل شعار “لنضع حدا للسيدا”، مع التأكيد على أهمية الوقاية وتقليص مخاطر التعرض للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، والولوج إلى العلاج ومكافحة الوصم والتمييز.
وذكرت الوزارة، بالمناسبة، أن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية يظل منخفضا بالمغرب (بنسبة 0.1 في المئة) بين الساكنة العامة، مشيرة إلى أن آخر التقديرات تظهر أن العدد الإجمالي للأشخاص المتعايشين مع الفيروس يناهز 24 ألف وعدد الإصابات الجديدة 1200 سنويا.
وأكدت أنه تم تحقيق تقدم كبير في مكافحة هذا الداء، وذلك بفضل الجهود المبذولة من طرف مختلف المؤسسات الوزارية ودعم الشركاء الدوليين وكذا جمعيات المجتمع المدني.
فنن العفاني