الرباط محطة فاصلة لتوحيد أفريقيا

يفتتح اليوم بمركز محمد السادس لكرة القدم، بضواحي الرباط مؤتمر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بحضور كل الدول المنخرطة بأقوى جهاز رياضي على الصعيد القاري، والبالغ عددها 54 دولة.
ويعد المؤتمر الـ43 لـ “الكاف” محطة حاسمة وتاريخية، نظرا للرهانات التي تنتظر المؤتمرين المطلوب منهم، مناقشة مستقبل كرة القدم الإفريقية، وتحديد الخطوط العريضة لبرنامج العمل، والوقوف على أسباب ومسببات جعلت هذا الجهاز القوى يتعثر، بعدما عقدت الكثير من الآمال على عهد الملغاشي أحمد أحمد، إلا أن هذا الرهان خاب، بعد ظهور فضائح فساد، عجلت برحيله، وسمحت بتدخل حاسم للاتحاد الدولي للعبة “فيفا”.
وتبين أن كل الأطراف التي لها علاقة مباشرة بملف “الكاف”، ركزت كثيرا على محطة المغرب، في سعي منها لإيجاد الطرق الناجعة والكفيلة بعدم تكرار ما حدث، سواء أيام الكاميروني عيسى حياتو، أو خليفته أحمد أحمد، أهمية تجلت في تعدد الاتصالات وكثرة المشاورات، أفضت في الأخير إلى الوصول إلى اتفاق اصطلح عليه بـ “بروتوكول الرباط”، قاد إلى تجنيب أسرة كرة القدم الإفريقية، صراعات وتجاذبات هي في غنى عنها، في هذه المرحلة بالذات.
ولم يكن الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي بالأمر السهل، لولا التدخل الحاسم للمغرب، والاستغلال الأمثل لعلاقات الواسعة وتأثيره القوى، على مختلف الأطراف، مما سهل على الأفارقة الخروج بموقف موحد، توج بسحب ترشيحات ثلاث أسماء، والتقدم أمام المؤتمر بمرشح واحد للرئاسة، مصحوب بخطة عمل منبثقة من تصور جماعي، نوقش بتمعن على محطتين، الأولى بالرباط والتي قادت مباشرة نحو صياغة نهائية، صودق عليها بنواكشوط، على هامش المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية لأقل من عشرين سنة.
يفيد البروتوكول المعتمد بأن رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو، ورئيس دائرة الاتحادات الأعضاء فيرون موسينجا، ومساعد إنفانتينو، السويدي ماتياس جرافشتروم، قد توصلا لاتفاق تحت اسم “بروتوكول الرباط” مع المرشحين الأربعة الأسبوع الماضي، يقضي بتولي موتسيبي رئاسة كاف للأربع سنوات المقبلة.
ويكمل التقرير، بأن الاتفاق أيضا يقضي بأن يكون سينجور هو النائب الأول لموتسيبي، بينما يصبح ولد يحيى النائب الثاني لرئيس “الكاف”، أما أنوما، فبحسب التقرير، سيتم تعيينه مستشارا خاصا لموتسيبي.
ومباشرة بعد صدور هذا الاتفاق، أشادت كل التصريحات والتقارير الصادرة في حينه، بالدور الإيجابي الذي لعبه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، والذي قرب وجهات النظر، وضمن وحدة إفريقية، لم تكن ممكنة بالعديد من المحطات السابقة، والتي شهدت تطاحنات وتكتلات، لم تخدم القارة، بل زادت في درجة تشرذمها وافتقادها للقدرة على الفعل الايجابي.
يركز برنامج موتسيبي المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة، في عشر نقاط، وتتجلى في الاستثمار في تطوير وتنمية كرة القدم في كل دولة إفريقية، عن طريق الرعاية والقطاع الخاص وإيجاد شركاء آخرين، والرفع من احترافية مسابقات “الكاف” وكفاءة موظفيها، تطبيق أفضل لممارسة الحكامة والالتزام بها، الاستثمار في البنية التحتية، والاستثمار أيضا في الشباب الذي هو مستقبل كرة القدم الإفريقية.
كما تعهد الملياردير الجنوب أفريقي بتطوير كرة القدم النسائية وتنميتها، وضمان حماية الحكام ونزاهتهم واحترافهم، وتخصيص حكام مساعدين لتقنية فيديو، وبعض الإصلاحات القانونية، وعقد شراكات مع “الفيفا” وباقي الاتحادات القارية الأخرى.
برنامج طموح يسمح بمساهمة كل كفاءات القارة، بدون إقصاء أو تهميش، ما دامت مساحة الاشتغال واسعة، عكس ما عليه الأمر خلال العهود السابقة، وعليه سيذكر التاريخ أن محطة المغرب كان مفصلية، بعد أن استطاعت توحيد الأفارقة، وراء برنامج مندمج يطمح إلى تطوير كرة القدم الأفريقية، وتكريس العدالة الكروية.

>محمد الروحلي

Top