تشهد الحالة الوبائية الوطنية هذه الأيام ارتفاعا في أعداد حالات الإصابة بمتحور»أوميگرون»، والذي يعرف بسرعة انتشاره، ويصنف الخبراء بلادنا اليوم ضمن المنطقة الحمراء، ويتوقعون مرحلة الذروة هذا الأسبوع.
ندرك أن سجالا يتصل بتطور الحالة الوبائية، ينادي عبره عدد من الفاعلين والمختصين بضرورة فتح المملكة لحدودها، وذلك على غرار ما أقدمت عليه بلدان أخرى بهذا الشأن، وندرك كذلك كون المتحور الحالي، وهو المهيمن اليوم، لا يحمل مخاطر أكبر من المتحورات التي سبقته، عدا كونه سريع الانتشار، كما نسجل أن عدد الإصابات المعلن عنها يوميا هو أقل من الموجود فعلا، وذلك لضعف عدد التحليلات المنجزة، ولكن، بالرغم من كل هذا، فإن وضعنا الوبائي الوطني وما ينجم عنه من تداعيات مختلفة، يفرض الكثير من اليقظة والتعبئة، والسعي لحفظ الصحة العامة وسلامة شعبنا، وللحد من انعكاسات ذلك على الحياة الاقتصادية والمجتمعية.
اليوم، هناك تزامن بين انتشار متحور»أوميگرون» وانتشار الزكام والأنفلونزا الموسمية، وهو ما يجعل التشخيص صعبا، ويجعل الناس تخلط بين الأمرين، كما أن هيمنة «أوميگرون « الواسع الإنتشار، يساهم في إرباك السير العادي للدراسة، وقد جرى إغلاق عدد من المدارس في جهات مختلفة، وحتى إن كانت الأعراض التي يتسبب فيها «أوميكرون» أخف من تلك الناجمة عن المتحورات الأخرى، فإن إرباكات عديدة يحدثها، وتتأثر بها العديد من القطاعات والفئات والمهن.
المطلوب اليوم، تقوية التواصل مع شعبنا، وتعزيز التنوير والتوعية عبر وسائل الإعلام، ومن خلال نقاش عمومي رصين وجدي، وذلك بغاية جعل المواطنات والمواطنين يدركون ما يجري تداوله عبر العالم، بشأن الأوضاع الوبائية ومستقبل التعامل مع التطورات الصحية والمجتمعية، وأيضا من أجل تقوية الالتزام المواطن، الفردي والجماعي، بالتدابير الاحترازية، والإقبال على التلقيح.
الكل يلاحظ اليوم تراخيا كبيرا وواضحا في التقيد بالتدابير الوقائية «ارتداء الكمامة، التباعد الجسدي…»، كما يتراجع مستوى الإقبال على التلقيح «وخصوصا تلقي الجرعة الثالثة المعززة»، وفي نفس الوقت، هناك ضعف كبير أو شبه غياب لتواصل حكومي جدي مع الشعب بهذا الشأن.
بعض المعطيات العلمية أو التدبيرية أو العامة ذات الصلة بالفيروس أو بالحالة الوبائية، لا يجب أن تصل إلى الناس عبر تسريبات فردية من هنا أو هناك، ولكن يجب أن تكون منتظمة ضمن رؤية تواصلية متكاملة ومحكمة، وأن تتم إتاحة الفرصة لمختلف الفاعلين للإسهام الوطني في توعية شعبنا وتعبئته للانخراط في معركة حفظ سلامة وصحة البلاد.
محتات الرقاص