عقدت شبكة الجمعيات الدكالية بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، أول أمس السبت بالجديدة، يوما دراسيا حول موضوع التواصل المؤسساتي تحت شعار “أدوار المجتمع المدني في تنزيل أهداف التنمية المستدامة (الإشكاليات البيئية بمنطقة دكالة نموذجا)”.
ويندرج هذا اليوم الدراسي في إطار برنامج الشبكة العام “نتواصل لنشارك” من خلال الشراكة المبرمة مع الوكالة البلجيكية للتنمية، وضمن مشروع “تضافر”، المكون الثاني لبرنامج المشاركة المواطنة. وحسب المنظمين، فإن هذا المشروع يسعى إلى تفعيل المشاركة المواطنة التي أصبحت مرتكزا أساسيا للمغرب الحديث إلى جانب الديمقراطية التمثيلية، ومكونا رئيسيا في إعداد القرارات والمشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية. وفي هذا الصدد، أكد محمد بنلعيدي رئيس شبكة الجمعيات الدكالية بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى دعم المقاربة التشاركية والتشاورية، وذلك في أفق جعله آلية مندمجة في المنظومة الإدارية وعملية ملازمة لمختلف الجهود التنموية في إطار تنزيل كل السياسات القطاعية.
وأوضح أن هذا اليوم يندرج أيضا في إطار ترسيخ ثقافة الحوار والتشاور العمومي لدعم آليات الترافع وسط المجتمع المدني والتعريف بأهداف ومبادئ والتزامات الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.
من جهة أخرى، تناول محمد الكراتي عن مختبر الماء والبيئة بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي، في تصريح مماثل، إشكالية تدهور البيئة باسطا ملخصا لبعض آليات التدبير البيئي، ومؤكدا في الوقت ذاته على أهمية الجانب التوعوي بالنسبة لجمعيات المجتمع المدني.
وأشار إلى أن القانون يجبر الملوثين على التخفيف من أثار التلوث، وذلك بالمساهمة في خلق فضاءات خضراء والمشاركة في الأعمال الاجتماعية للمواطنين.
بينما سلط إسماعيل الإسماعيلي رئيس مصلحة تدبير الملك العام المائي بمندوبية وكالة الحوض المائي لأم الربيع، الضوء على الوضعية المائية الراهنة بدكالة من خلال المشاريع المنجزة، وخطورة الإجهاد المائي وتأثيرها على المنطقة، موضحا أن سد المسيرة، الذي يساهم في تغذية جهة الدار البيضاء – سطات، يعاني إجهادا مائيا كبيرا.
وعزا عوامل تراجعه، على الخصوص، إلى خمسة أسباب تتمثل في التباين الكبير في التساقطات المطرية، إذ لم تتعد نسبتها خلال الموسم الماضي 157 ملم، وتوالي فترات الجفاف طيلة خمس سنوات الماضية مركزا على سنة 2021 التي كانت أكثر ضررا، مضيفا أن السبب الثالث يتمثل في انجراف التربة مما يؤثر سلبا على حوض السد حيث ترتفع نسبة التوحل، إضافة إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، ومحدودية الفرشة المائية التي تتكون في غالبيتها من جيوب ضعيفة ومتفرقة، وهشاشة العيون التي تأثرت بشكل كبير بالجفاف.
في سياق متصل، توقف عند برنامج تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر ومنطقة المهارزة الساحل، إذ سيتم تخصيص 30 مليون متر مكعب سنويا من الماء الصالح للشرب، و15 مليون متر مكعب من المياه الصناعية، وذلك في أفق استفادة المنطقة السقوية بدكالة مستقبلا من هذا البرنامج.
وشارك في اليوم الدراسي عدد من المهتمين بمواكبة وتدبير الشأن المحلي، وممثلي جمعيات المجتمع المدني بتطارح إشكاليات بيئية بمنطقة دكالة بعيون مدنية. يشار إلى أن المكون الثاني لبرنامج ” دعم المشاركة المواطنة”، الذي تسهر على تنفيذه وكالة التنمية البلجيكية “Enabel”بتمويل من الاتحاد الأوروبي وشراكة مع المديرية العامة للجماعات الترابية، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان “تضافر”، هو جزء من برنامج أوسع نطاقا لفاعلين متعددين لدعم المشاركة المواطنة في المغرب، وهو أيضا جزء من الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
ويهدف إلى دعم 60 جماعة ترابية بخمس جهات على صعيد المملكة، وذلك من أجل تعزيز الحكامة المحلية والديمقراطية التشاركية ومشاركة المواطنين.
أدوار المجتمع المدني في تنزيل أهداف التنمية المستدامة.. موضوع يوم دراسي بالجديدة
الوسوم