كشفت بيانات صادرة عن نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف “RASFF”، أنه منتصف فبراير الجاري، عن وجود فيروس (نوروفيروس GII) في فراولة مغربية موجهة إلى الأسواق الهولندية.
ووفقا لملف RASFF رقم 2024.1047، تم اكتشاف فيروس نوروفيروس في الفراولة المغربية خلال مراقبة الحدود المغربية الإسبانية، دون حجز الشحنة، حيت تم السماح بإكمال الوجهة إلى هولندا.
وفي سياق متصل، انتشرت رسائل على فيسبوك وX تحذر من وجود النوروفيروس في الفراولة القادمة من المغرب، وتفيد بأنها وصلت بالفعل إلى المستهلكين. “تم تلقي تنبيه صحي بشأن وجود النوروفيروس في الفراولة القادمة من المغرب مع احتمال وجود خطر جسيم على الصحة، كن حذرا واقرأ بعناية مصدر المنتجات”، يكتب أحد المستخدمين على فيسبوك.
ومع ذلك، وفقا للإخطار الرسمي وكما أكدت المفوضية الأوروبية، فإن المنتج المتأثر لم يعد موجودا في السوق، علاوة على ذلك، فإن وجهة الفراولة لم تكن إسبانيا. وكانت الوكالة الإسبانية لسلامة الأغذية والتغذية (إيسان) هي التي رصدت الفيروس في هذه الفراولة أثناء عبورها الحدود مع المغرب، لكنها كانت متجهة نحو هولندا.
وأوضح دييغو غارسيا مارتينيز دي أرتولا، المتحدث باسم الجمعية الإسبانية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة السريرية (SEIMC)، أن هذا الفيروس يسبب أمراض الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى الإسهال والقيء الشديد، مبرزا أن “هذا لا يهدد الحياة عادة، باستثناء الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة”.
وأشار غارسيا إلى أن انتقال فيروس النوروفيروس يتم عن طريق البراز والفم، أي “من خلال الهباء الجوي الناتج عن القيء أو بسبب عدم وجود نظافة كافية عند التعامل مع الطعام”. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فهو فيروس شائع وأحد الأمراض الرئيسية التي تنتقل عن طريق الأغذية.
المنشورات التي نقوم بالتحقق منها تشير إلى إخطار أصدرته Aesan إلى المفوضية الأوروبية يوم 14 فبراير بسبب اكتشاف فيروس النوروفيروس في الفراولة القادمة من المغرب. وبحسب التنبيه، فقد تم أخذ العينة التي لوحظ فيها وجود النوروفيروس في 31 يناير.
ومع ذلك، يشير الإخطار إلى أنه لم يصل إلى المستهلكين. وكما صرح Aesan، “نظرا لأن المنتج طازج وقابل للتلف للغاية، فقد اعتبر وقت الإخطار أنه لا يوجد منتج في السوق”. وأضافوا: “لكن تم الاتصال بالمغرب وهولندا للاهتمام”.
وأكدت المفوضية الأوروبية ذلك أيضا: “في الأسبوع الماضي وصل إشعار، وبحلول ذلك الوقت لم يعد المنتج موجودا في السوق”.
علاوة على ذلك، فإن وجهة الفراولة القادمة من المغرب والملوثة بالنوروفيروس لم تكن إسبانيا. وجاء في موقع المفوضية الأوروبية أنه على الرغم من أن الإخطار تم من قبل المؤسسات الصحية الإسبانية، إلا أن وجهة تلك الفراولة كانت هولندا.
هذا، ويشار إلى أن النوروفيروس هو فيروس من عائلة الفيروسات الكاليسية، ويشكل خمس مجموعات جينية (من GI إلى GV)، والتي تنقسم إلى 34 نمطًا وراثيا على الأقل. تصيب الأنماط الجينية GI وGII وGIV البشر مسببة التهاب المعدة والأمعاء، في حين تصيب الأنماط الجينية GIII وGV الحيوانات عادة.
وفقا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA)، فإن النوروفيروس هو العامل الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء الحاد في أوروبا ويؤثر على جميع الأعمار بالتساوي. تبدأ التأثيرات بعد 24 ساعة من الإصابة الأولية، فجأة، مع الغثيان والقيء والإسهال المائي. الأعراض المحتملة الأخرى هي: الحمى، والصداع، وتقلصات في المعدة أو ألم في الأطراف، وفي الحالات القصوى، النوبات.
وتتراوح فترة حضانة المرض بشكل عام بين 12 و48 ساعة، بينما تستمر الإصابة به بين 12 و60 ساعة. يمكن أن تكون العدوى أيضا بدون أعراض، وبالتالي تساهم في انتشار الفيروس في المجتمع.
يمكن أن يصاب المرضى الضعفاء والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل الأطفال أو كبار السن أو المرضى المزمنين، بأشد أشكال المرض خطورة. على وجه الخصوص، يمكن أن يمثل الجفاف مضاعفات خطيرة للأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من التوازن الأيضي أو عدم استقرار القلب والدورة الدموية.
< عبد الصمد ادنيدن