الشباب رهينة بيد أيت منا

يعيش فريق شباب المحمدية لكرة القدم وضعية مرتبكة، تؤثر بدرجة كبيرة على استعداداته للموسم المقبل، على غرار باقي الأندية الوطنية.

سبب هذا الارتباك يعود للرئيس المستقيل/المستمر هشام أيت منا الذي أعلن منذ حوالي شهر على أمواج محطة “راديو مارس” مغادرته منصب المسؤولية، كمسؤول أول عن الشباب، وتسليم المهمة لمكتب جديد، كما تعهد بإحداث توازن مالي، وتصفية الديون المتراكمة، وطي ملفات النزاعات العالقة مع اللاعبين والمدربين.

إلا أن هذه الاستقالة، لازالت موقوفة التنفيذ، فبعد تكليف أحد الشخصيات الرياضية المعروفة بالمدينة، وتحميله مسؤولية الرئاسة، وهو محمد لحلو، ترك الأخير بدون صلاحيات قانونية، فلا يحق له توقيع أية وثيقة رسمية، ولا اتخاذ قرارات ضرورية، تضمن السير العادي لفريق ينتمي للبطولة الاحترافية.

ورغم هذا السلوك الملتوي، باشر لحلو مهمته.. تعاقد مع طاقم تقني متكامل، متكون من أبناء الفريق، سطر برنامجا إعداديا، وذلك ببرمجة مقابلات ودية ومعسكرات تدريبية، كما تدخل لإنهاء بعض المشاكل العالقة مع بعض اللاعبين، وتحمل بعض التكاليف اليومية.

ووسط انشغال لحلو ومن معه من تقنيين، في إعداد الفريق للموسم القادم، يحدث بين الفينة والأخرى ارتباك، وسببه تدخلات  الرئيس غير المستقيل بصفة رسمية، إذ يفاجئ الجميع بسحب هذا اللاعب أو ذاك، وأقدم على تفويت كوكبة من العناصر الرسمية لأندية أخرى، وعلى رأسها فريق الوداد البيضاوي، مع الإبقاء على الأمور الإدارية والقانونية في وضعية جد غامضة.

فماذا يريد أيت منا بالضبط من فريق شباب المحمدية؟

سؤال يطرحه أي متتبع لما يقع داخل هذا الفريق المرجعي، والذي لا يستحق كل ما يحدث داخله من عبث، يتسبب فيه، شخص، وعد بإحداث ثورة رياضية حقيقة داخل المدينة، وقيادة الفريق نحو البطولات، واللعب على الساحة الإفريقية، ومنافسة كبار الأندية وطنيا، عربيا وقاريا…

إلا أنه بعد سنوات معدودة، تبين أن وعوده مجرد أحلام غير قابلة للتحقيق، بل تحولت إلى كابوس حقيقي، بعد تراكم مجموعة من المشاكل، يتسبب فيه نوع من التسيير يتصف بالتهور، والدخول في صراعات مجانية، وغموض في الانتدابات، وطريقة غير  واضحة في جلب اللاعبين، وتزايد الديون سنة بعد أخرى.

فكل الوعود التي قدمها مؤخرا، وهو يعلن عن مغادرته الفريق، لم تتحقق حتى الآن، فالأمور الإدارية والقانونية عالقة، واللاعبون الرسميون يغادرون تباعا صفوف الفريق، والشخص المكلف من طرفه، يمارس مهامه بدون صلاحيات.

فهل يستحق الفريق كل هذا العبث من طرف شخص، انتظر منه الكثيرون تقديم عطاءات تصل لمستوى ما أعطاه والده رحمه الله، والذي كان بحق نعم المسير ونعم الرجل، قدم الشيء الكثير حتى تبقى “الشباب” قوية، ومصنفة ضمن خانة الكبار، ولم يسجل عليه أن جعل الفريق مطية للوصول إلى أهداف سياسية، وتحقيق مصالح شخصية، ولم يعقد تحالفات لا تخدم أبدا الفريق الأول بعاصمة الزهور، رجل حافظ على اسم شباب المحمدية شامخا معطاء قويا مهاب الجانب، الله يرحم الحاج محمد أيت منا…

محمد الروحلي

الوسوم
Top