بنعبد الله يعلن الإحجام عن المشاركة في حفل “لومانيتيه” ويقدم درسا لقادة الحزب الشيوعي الفرنسي وجريدته

قادة الشيوعي الفرنسي والقائمون على حفل “لومانيتيه” يمنعون التقدم والاشتراكية والبيان من المشاركة بسبب قضية الصحراء المغربية.. بعد منع حزب التقدم والاشتراكية وصحيفتيه “بيان اليوم” و”البيان” من المشاركة في حفل الإنسانية Fête de l’Humanité، الذي ينظمه الحزب الشيوعي الفرنسي وجريدته “لومانيتيه” بشكل سنوي، لأسباب واهية بررها في يونيو الماضي بعض المسؤولين بالحزب الشيوعي الفرنسي وجريدته بضيق المساحة وصعوبات تنظيمية وأشياء أخرى، (بعد المنع) طفت على السطح الأسباب الحقيقية للإبعاد وافتضح أمر القائمين على الحفل. الأسباب الحقيقية كشف عنها مدير فضاء “قرية العالم” فلاديمير كامنكا، الذي وجه رسالة إلى محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، موقعة باسمه والتي انكشفت فيها حقيقة الحزب الشيوعي الفرنسي والقائمين على حفل الجريدة السنوي. ولم يكن السبب الرئيسي سوى قضية “الصحراء المغربية” التي يتشبث بها حزب التقدم والاشتراكية وصحافة البيان، حيث أن المسؤول بـ “قرية العالم” حاول في نص رسالته تبرير أسباب المنع وربطها بشكل مباشر بالخلافات حول قضية الصحراء التي أدت، بنظره، إلى بعض التوترات. هذه التوترات في قضية الصحراء، التي تطرح لأول مرة بعد أزيد من 50 سنة لحضور ومشاركة كل من حزب التقدم والاشتراكية وجريدة البيان في الحفل السنوي لـ “لومانيتيه”، تكشف الوجه الآخر وازدواجية مواقف الحزب الشيوعي الفرنسي وجريدته. هذه المعاملة المشينة رد عليها محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بقوة، في رسالة جوابية موجهة لقيادة الحزب الفرنسي ومسؤولي الحفل، حيث اعتبر تصرف الحزب الشيوعي الفرنسي وصحيفته مستفزا، خصوصا في طريقة تبرير قرار المنع وربطه بالقضية الأولى للوطن والحزب وصحافة “البيان”. واستغرب بنعبد الله في رده لأسلوب الرسالة والطريقة الاستفزازية في محاولة مسؤولي “قرية العالم” والحزب الشيوعي الفرنسي وجريدته الدفاع عن قرارهم وتبرير هذا السلوك الذي وصفه بالمتحجر والمنغلق بخصوص مشاركة حزب التقدم والاشتراكية وصحيفة “البيان” في حفل “لومانيتيه”. وقال بنعبد الله إنه من غير المقبول أن توجه لحزب التقدم والاشتراكية دعوة موقعة من قبل مدير صحيفة “لومانيتيه” نفسه ليطلب انتداب وفد لحضور المهرجان وإقامة جناح قبل أن يلجأ نفس المسؤول في رسالة لاحقة لإخبار الحزب والجريدة أنه لا يمكنهما إقامة جناح في الحفل المذكور، إذ حاول المسؤول الفرنسي تبرير الرسالة الثانية المتضمنة لقرار المنع بأسباب متناقضة ومتضاربة. وعبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن أسفه إزاء الرسالة الثالثة الأخيرة التي توصل بها هذا الأسبوع من مدير “قرية العالم” المشرف على الحفل المرتقب شتنبر المقبل، والتي كشفت السبب الحقيقي للمنع المرتبط بقضية الصحراء المغربية، حيث قال إن رد قرار المنع لقضية الصحراء المغربية مؤسف لكون الاختلاف في هذه القضية لا يعود إلى اليوم خصوصا وأن الحزب والجريدة دأبا على المشاركة لما يربو عن 50 سنة. وبعدما لفت إلى المشاركات السابقة التي قال إنها لم تتعرض للمنع، ذكر بنعبد الله بمحاولات استفزازية للمنظمين من قبيل تجنب الإعلان عن مكان وجود جناح حزب التقدم والاشتراكية وجريدة “البيان” السنة الماضية، “والتي لم يجرؤ حينها المنظمون عن الإعلان عن نفس الأسباب التي جرى التعبير عنها هذه المرة بلا حياء”، وفق تعبير بنعبد الله. وانتقد بنعبد الله مسؤولي الحزب الشيوعي الفرنسي والقائمين على الحفل في الرسالة الموجهة إليهم، حيث قال، ردا على تبرير المنع وربطه بقضية الصحراء بشكل مباشر، إنه يأتي في مسعى استبدادي متعال وغير محترم ولا يشرف المنظمين إطلاقا. وتابع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “لو كان هناك اختلاف بيننا فيما يتعلق بقضية الصحراء كما هو الحال في قضايا أخرى، فإنه من الواضح أن هناك أحزابا أخرى كثيرة مشاركة لديها اختلافات معكم في بعض القضايا دون أن يؤدي ذلك إلى نفس السلوك الذي تظهرونه تجاه حزبنا وصحيفتنا”. إلى ذلك، سجل بنعبد الله أن موقف حزب التقدم والاشتراكية بشأن مغربية الصحراء يرتبط بشكل لا يمكن فصله عن النضال الوطني من أجل الاستقلال والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، مؤكدا على أن موقف الحزب بهذا الخصوص لا يمكن أن يتزعزع وسيبقى دائما قويا ومرتبطا بمرجعية الحزب ومواقفه كما كان دائما. إلى ذلك، أعلن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في رسالته لمدير “قرية العالم” والمسؤولين بالحزب الشيوعي الفرنسي وجريدة “لومانتيه”، عن رفضه ورفض المكتب السياسي للحزب دعوة الحضور لحفل “لومانتيه”، حيث دعا في ختام رسالته الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي ومدير جريدة “لومانيتيه”، أن يتعاملا بأدب واحترام مع حزب “التقدم والاشتراكية” وأمينه العام. يشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية وصحيفة “البيان” استمرا يشاركان في حفل الإنسانية الذي يقام بضواحي باريس وتسهر عليه صحيفة “لومانيتيه” وذلك منذ حوالي 50 سنة، وكانا دائما يستحضران في مشاركتهما قضية مغربية الصحراء في اللقاءات التي تجمع الأحزاب اليسارية العالمية بجناحهما في الحفل. كما تجدر الإشارة إلى أن مناضلات ومناضلي الحزب دأبوا على وضع قضية الصحراء المغربية على رأس الأنشطة الرسمية لجناح الحزب وصحافة “البيان” بهذا الحدث السنوي لتعريف الحاضرين والمشاركين من أحزاب يسارية وغيرها بقضية الصحراء المغربية وتكذيب مزاعم أعداء الوحدة الترابية بهذا الخصوص.

  توفيق أمزيان

Top