وقفة للشعب المغربي أمام السفارة الفلسطينية بالرباط للتنديد بالعدوان على غزة

من أمام مقر السفارة الفلسطينية بقلب العاصمة الرباط، ارتفعت صباح يوم السبت أصوات قيادات وأعضاء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني تنادي بوقف العدوان على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني وكل الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل بذريعة الدفاع عن النفس، مؤكدين بذلك ثبات موقف المغرب ملكا وحكومة والشعب المغربي قاطبة بمختلف أطيافه وهيئاته السياسية والمدنية، دائما وأبدا بالدفاع المبدئي والعملي عن قضية فلسطين وتقديم الدعم غير المشروط حتى تتحرر فلسطين وينال الفلسطينيون حقوقهم وتعود القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وأطلق نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الذي أبى إلا أن يشارك في هذه الوقفة الرمزية التي دعت إليها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، نداء من أجل وقف الحرب على قطاع غزة، قائلا في صرخة مدوية: “أوقفوا هذه الحرب الغاشمة على غزة وعلى عدد من مدن الضفة، أوقفوا هذا الهجوم الهمجي الذي لا يمت بصلة للإنسانية وللقوانين الدولية ولحقوق الإنسان”.
ووصف العدوان بأنه “لا علاقة له بالدفاع عن النفس كما تقول إسرائيل، بل هو محاولة واضحة يتم القيام بها اليوم لتهجير شعب فلسطين وإبادته والقضاء على غزة، بل محاولة لإيقاف صوت ونضال فلسطين، وأطفال، ونساء ورجال وشيوخ فلسطين”.
وعبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن تنديده بما يجري، معبرا بما حملته كلمته من مضامين عن الخيبة الكبيرة التي تخيم على محبي السلام والقوى التي تؤمن بالقضايا العادلة للشعوب، وذلك اتجاه الموقف الذي أبداه المنتظم الدولي اتجاه هذا العدوان، قائلا: “كيف للعالم أن يقبل هذا الأمر، كيف للعالم والمنتظم الدولي والغرب الذي يتغنى بحقوق الإنسان، والذي أعطانا بهذا الشأن الأوامر والنصائح والتعليمات لمدة عقود من الزمن، كيف له أن يقف اليوم ليس فقط متفرجا بل مساندا لهذه الجرائم، التي هي جرائم حرب ترتكبها إسرائيل وقواتها المحتلة”.
وفيما يمكن اعتباره إعادة الأمور إلى نصابها، ودحض بعض المغالطات التي يتم ترويجها، أوضح بنعبد الله “إن المشكل ليس أن يقوم الشعب الفلسطيني بعمليات من أجل المقاومة والدفاع عن النفس، المشكل هو استمرار الاحتلال منذ 75 سنة، وتهجير شعب فلسطين والهجمات المتتالية على الشعب الفلسطيني، وتعريضه للتنكيل التقتيل وحصاره داخل معسكرات حيث يعيش في ظروف قاسية غير إنسانية، فضلا عن بناء المزيد من المستوطنات التي التهمت غصبا أراضي فلسطينية من أصحابها”.
وخاطب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الإنسانية والضمير الدولي، داعيا إياهما إلى التعبئة من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني بإيقاف هذه الحرب القذرة وإعطاء فرصة حقيقية للسلام من خلال إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والانعتاق والعيش الكريم، وذلك في إطار دولة مستقلة، قائلا: “هذا هو المطلب وعلينا أن لا نتردد كما يفعل البعض في تقديم دعمنا ومساندتنا والتعبير بكافة الأشكال عن تضامننا والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يوجد اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة ماسة إلى هذا الدعم والتضامن وإيقاظ الضمير العالمي من أجل إيقاف هذه الحرب”.
وشدد نبيل بنعبد الله “نحن مع فلسطين وسنظل نعمل من أجل أن يستمر المغرب كما كان دائما مساندا واقفا إلى جانب الشعب الفلسطيني بغزة، بالضفة بل بجميع المناطق الفلسطينية حتى إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
ومن جانبه، أطلق جمال الشوبكي السفير الفلسطيني بالرباط، صرخة مدوية قال فيها إن “الشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة على مسامع ومرأى العالم تشجيع من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة يتعرض للإبادة الجماعية، كل دقيقة تمر يسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وذلك نتيجة إعطاء الحكومة الإسرائيلية حق الدفاع عن النفس، قائلا: “إن هذا لا يمكن اعتباره إلا إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني”.
وفيما يمكن اعتباره بمثابة نداء استغاثة، توجه السفير الفلسطيني إلى المنتظم الدولي قائلا: “نتطلع للعالم أن يتحرك على الفور لوقف هذه المجزرة البشعة ووقف هذا العدوان، ما يجري على الشعب الفلسطيني لا يمكن قبوله في هذا الزمن وفي هذا القرن”، مشيرا إلى الازدواجية في المعايير التي يتبناها المنتظم الدولي حيث يعلن عاليا أنه ضد الاحتلال ويتخذ مئات الإجراءات العقابية ضد دولة مثل روسيا، بينما يعطي كل الدعم لإسرائيل رغم أنها تحتل أراضي وتقود عدوانا على شعب”.
هذا وأشاد السفير الفلسطيني في كلمته بالمساندة والدعم الدائم للقضية الفلسطينية من قبل الشعب المغربي والذي تترجم جزءا منه مبادرات الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي دعت لهذه الوقفة، مصرحا “نحن متأكدون أن كل الشعب المغربي بكل أطيافه وأحزابه ومواطنين يقف مع الشعب الفلسطيني”.
وأضاف، مردفا بالقول ” ن المغرب ملكا وحكومة وشعبا يقف ضد ما يجري من مجزرة في حق الشعب الفلسطيني، ونحن نشكركم، ونحن بحاجة لكم وإلى صوتكم لأن العالم ضلل الصورة وقدم الفلسطيني على أنه مجرم يقتل الأطفال والنساء وثبت بعد ساعات أن ذلك غير صحيح، ولكن للأسف رغم ذلك أعطوا للإسرائيليين الضوء الأخضر لشن العدوان”.
ومن جهته، قال عبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إن الجمعية من خلال هذه الوقفة الرمزية التي شاركت فيها قيادات سياسية من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهيئات مدنية من مختلف الأطياف، تريد أن تبعث برسائل للجميع للرأي العام الدولي، مفادها أن الشعب الفلسطيني لا علاقة له بداعش ولا بالإرهاب كما تقول بذلك الإدارة الأمريكية، ونؤكد مرة أخرى وكل مرة أننا مع الشعب الفلسطيني الذي يقاسي من الاحتلال منذ تقسيم فلسطين سنة 1947 ومنذ نكبة 1948″.
وأكد نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني “إننا أمام نكبة أخرى، تتمثل في محاولة تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر”، معلنا عن الرفض القاطع لهذا الأمر، وقائلا “هذا أمر مرفوض من الجميع، واليوم من خلال هذه الوقفة نرفع صوت المغرب لننادي بوقف العدوان الصهيوني على الضفة والقطاع وعلى القدس ونطالب بإنهاء الاحتلال وبحماية الشعب الفلسطيني حتى تحقيق المشروع الوطني المجتمعي وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

< فنن العفاني

Top