تراجع مستوى فريق الدفاع الحسني الجديدي بشكل ملحوظ في مرحلة الإياب من البطولة الاحترافية لكرة القدم على مستوى الأداء والنتائج، آخرها الهزيمة القاسية أمام مضيفه الرجاء البيضاوي بهدفين نظيفين.
وفقد الفريق الدكالي هبته وقوته السابقة حين كان يحرج فرق البيضاء في عقر دارها وطالما عاد بنتائج إيجابية من مركب محمد الخامس على حساب الرجاء أو الوداد، بيد أن أداء الفريق الجديدي في السنوات الأخيرة ي تراجع بشكل مقلق للغاية، ولازال إلحدود الدورة 23 لم يؤمن بعد مكانته في القسم الأول، إذ لم يذق الفريق طعم الفوز منذ سبع دورات خلت، وهو ما جعل أنصار الفريق يطالبون برحيل المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة الذي عجز إلى حد الآن على إخراج الفريق من دوامة النتائج السلبية.
ولا شك أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق الدكالي، وفي ما يلي أبرزها:
1 – انتدابات فاشلة
يبدو أن بنشيخة يعتمد بشكل مستمر على نفس العناصر الرسمية المكونة لتركيبة الفريق في المباريات الماضية، بالنظر للانتدابات التي فشلت في تقديم الإضافة المرجوة، إذ أدى اعتماده على نفس العناصر إلى دخولهم في حالة إرهاق وإجهاد كبير، وتعرضهم إلى إصابات متتالية، وهو ما حدث مع شعيب المفتول والأخوين حذراف زكرياء وعبد الفتاح اللذين تراجع مستواهما بشكل واضح، في وقت خيب الملتحقون الجدد أمثال معاد شكاك ومحمد الجعواني وجمعة مسعود وأيوب الكعداوي آمال فئة عريضة من الجماهير الدكالية، بينما شكل الكونغولي مكوكو أمالي نقطة الضوء الوحيدة، لكن اليد الواحدة لا تصفق في خط دفاع مفكك أساسا.
2 – التفريط في نجوم الفريق
لم يحافظ المكتب المسير على ركائز الفريق، بل فرط في أبرز النجوم الذين شكلوا إلى وقت قريب مجموعة صلبة وعنيدة، أمثال محمد علي بامعمر وطارق أستاتي وعادل الحسناوي وأيوب نناح، واللائحة طويلة، في وقت لم يغط مراكز الخصاص بلاعبين من طينة المغادرين، وهو الأمر الذي أجج غضب الجماهير الجديدية التي طالبت أكثر من مرة برحيل المكتب المسير.
3 – الإرهاق والضغط
أرجع بعض اللاعبين تواضع الفريق في الدورات الأخيرة إلى كثرة المباريات التي أرخت بظلالها على الطراوة البدنية، حيث وجدوا أنفسهم غير قادرين على مسايرة المقابلات بنفس الإيقاع إلى نهايتها. وإذا كان البعض قد أرجع سوء النتائج إلى العياء الذي دب في أقدام اللاعبين، فإن البعض الآخر عزا ذلك إلى الضغط النفسي بسبب توالي النتائج السلبية والخروج مبكرا من منافسات كأس العرش، وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: ما جدوى تواجد المعد الذهني إذا كان اللاعبون يتأثرون بالهزيمة، ولا يستطيعون الخروج من دوامة هذا الضغط بالسرعة المطلوبة.
4 – انعدام الروح لبعض اللاعبين
خلق تركيز بنشيخة على مجموعة واحدة من اللاعبين ومشاركتهم في أغلب المباريات، وتجاهل عدد ليس بالقليل من اللاعبين خاصة بفريق الأمل، حالة من انعدام الروح والرغبة في المشاركة، والظهور بمستواهم المعهود في الملعب، علما أن اللاعبين الشباب الذين يطعمون الفريق، كانوا قد التحقوا بالفريق الأول فترة تواجد سعيد بهلول على رأس العارضة التقنية، حين كان بنشيخة عالقا في فرنسا.
5 – كثرة الفرص الضائعة
أظهرت المباريات الأخيرة للدفاع الحسني الجديدي وجود أزمة كبيرة في خط الهجوم، بسبب إهدار المهاجمين لفرص كثيرة أمام مرمى المنافسين وغيابهم عن التهديف. في مقابل ضعف خط دفاع الفريق الذي تلقى مرماه 30 هدفا وبات من بين أضعف خطوط الدفاع في البطولة، وهنا يتساءل المتتبع الرياضي المحلي ما الدور الذي يقوم به المدرب في ظل استمرار الأخطاء الكارثية على مستوى خط الدفاع؟
6 – كرسي البدلاء
في ظل عدم الاعتماد على خدمات مجموعة من أبناء الفريق الذين يقدمون مستويات طيبة رفقة الفريق الرديف، بات كرسي احتياط الدفاع الجديدي يثير سخط الجماهير ويخيب تطلعاتهم خاصة بعد انتدابات غير موفقة أججت غضب الأنصار ولاقت احتجاجا قويا، بدعوى أن العناصر الملتحقة بالفريق لم تعط الإضافة المرجوة، كالمدافع محمد الجعواني، كما أن المهاجم الكيني جومعا مسعود وأيوب الكعداوي لم يقدما المنتظر منهما، بل شكلا عاملا معيقا في الخط الأمامي بمواصلتهما ضياع فرصا سانحة للتهديف بغرابة.
< الجديدة: عبد الله مرجان