في ردود فعل وطنية ودولية حول الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب

إجماع على أن المغرب يعيش ثورة جديدة

تواصلت أمس ردود الفعل الوطنية والدولية عقب خطاب جلالة الملك محمد السادس، الموجه إلى الأمة يوم الجمعة المنصرم، بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب. وأجمعت ردود الفعل هاته على أن هذا الخطاب يكرس ريادة المغرب ونضج تدبير علاقاته الدولية، وعلى أن المغرب يعيشثورة جديدةموجهة نحو التنمية، وبناء علاقات قائمة على احترام الالتزامات، ومن ضمنها استقرار وتنمية المنطقة الأورومتوسطية

كما أجمعت ردود الفعل على أن المغرب ماض على درب ممارسة الديمقراطية، و إقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح مواطنينه، وتدافع عن قضاياه دوليا، وتشكل حصنا حصينا ضد العمليات العدوانية المقصودة من طرف أعداء وحدته الترابية، الذين ينطلقون من مواقف متجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.

الدكتور هيرنان أولانو*

جلالة الملك يضع أسسعلاقة متجددة” مع إسبانيا

أكد الدكتور هيرنان أولانو، رئيس جامعة يونيكوك في كولومبيا، أن جلالة الملك محمد السادس وضع، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، أسس ” علاقة متجددة ” مع إسبانيا.
وأوضح الخبير الكولومبي أن جلالة الملك، وبعد أن قدم قراءة جيوسياسية ثاقبة للمنطقة وتحدياتها، جدد التأكيد على التزامه ببث دينامية جديدة في علاقات التعاون مع إسبانيا، وكذلك مع فرنسا.
وأضاف أن الخطاب الملكي يعكس وعيا بالتهديدات التي تواجهها المملكة وثقة في قدرتها على الدفاع بحزم عن قيمها وخياراتها في التنمية والبناء الديمقراطي.
وقال إنه على نقيض مزاعم خصوم المغرب ومنتقديه، ومن بينهم بعض البلدان التي “تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة من خلال تقسيم المنطقة المغاربية “، أبدت المملكة عزمها على المضي قدما وإحراز مزيد من التقدم في مجالات حقوق الإنسان والحريات.
كما اعتبر الخبير الكولومبي أن الانتخابات القادمة يجب أن تشكل مرحلة جديدة من التوطيد الديمقراطي والمؤسساتي، وضمانة لنجاح المشاريع والإصلاحات التي تم إطلاقها تحت رعاية جلالة الملك.
وتابع أن جلالة الملك أكد في خطابه السامي أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين “مرحلة غير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين.
وخلص الخبير الكولومبي إلى أن جلالة الملك شدد على أن المملكة تتعرض لعملية عدوانية مقصودة من طرف أعداء وحدتها الترابية، الذين ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.

*رئيس جامعة يونيكوك في كولومبيا

فاعلون سياسيون وجمعويون تشيليون*

” دعوة حازمة ” إلى احترام خيارات المغرب

أكد فاعلون سياسيون ومن المجتمع المدني بالتشيلي أن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، بمثابة ” دعوة حازمة ” إلى خصوم وأعداء المغرب من أجل احترام خياراته وقراراته.
وأبرز هؤلاء الفاعلون التشيليون، في معرض تعليقهم على الخطاب الملكي، دور المغرب كفاعل محوري في إرساء السلام والاستقرار في المغرب العربي ومنطقة البحر المتوسط.
وهكذا، أشاد النائب البرلماني ميغيل أنخيل كاليستو بـ” الطابع بالغ الأهمية ” لمساهمة المغرب في إرساء الحوار والعيش المشترك والسلام بشمال إفريقيا، وذلك بفضل تاريخيه العريق وتقاليده في مجال التسامح وقوة مؤسساته ونجاعة مصالحه الأمنية.
ولفت إلى أن كل هذه العناصر تفسر قدرة المغرب على الحفاظ على استقلاله وضمان حرية شعبه، مع نسج علاقات وثيقة مع باقي الأمم.
من جهتها، أكدت كريستينا أوريانا، عضو مجلس إدارة ” مؤسسة أمريكا اللاتينية وإفريقيا للقرن ال 21″ في التشيلي، أنه ” حتى في أوقات الشدائد، برز صوت المغرب كصوت حازم وملتزم لفائدة الحوار ” مع باقي البلدان.
وأضافت أوريانا أن خطاب جلالة الملك منح ” بارقة أمل ” لإرساء قنوات الحوار والتشاور، مشيدة بمتانة المؤسسات المغربية التي تتيح للمملكة مواجهة أعدائها بثقة وعزم.
وبالنسبة لها فإن ” قيمة المؤسسات ومتانتها، فضلا عن أهميتها في حياة شعب، هي التي تصنع مجد وعظمة البلاد “.
من جانبه، سلط الحقوقي والجامعي روبرتو ليون، رئيس مؤسسة تشيلي – المغرب العالمية، الضوء على الدعوة التي تضمنها الخطاب الملكي من أجل احترام خيارات وقرارات المغرب، البلد الحر وذو السيادة.
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع إسبانيا التي شهدت اضطرابات خلال الأشهر الأخيرة، شدد السيد روبيرتو ليون على أن هذه ” الصفحة تقترب من نهايتها ” وأن البلدين يستعدان لاسترجاع ” الثقة المتبادلة التي كان ينبغي ألا تضيع أبدا “.
وفي نفس السياق، أكد ألفارو روخاس، الأكاديمي ورئيس “مؤسسة إفريقيا وأمريكا اللاتينية القرن الـ21″ ، أن خطاب جلالة الملك أبان، مرة أخرى، أن ” الحوار والدبلوماسية آليتان مركزيتان في العلاقات الدولية “.
وعبر روخاس عن تفاؤله بأن هذه الدعوة للحوار ستلقى ترحيبا كبيرا، “ليس لأنها تستجيب لمصلحة معينة، ولكن لأنها تترجم مشاعر شعب بأكمله ” من أجل الاستقرار في شمال إفريقيا وفي العلاقات بين إفريقيا وأوروبا.

إغناسيو مارتينيز*

رؤية واضحة لجلالة الملك في الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب

قال المحلل السياسي الباراغواياني، إغناسيو مارتينيز، إن الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب تضمن رؤية واضحة لجلالته في الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب ضد الهجمات الممنهجة من طرف دول أخرى.
وأكد مارتينيز أن جلالة الملك، حدد “برؤية الدولة ، حاضر ومستقبل المغرب بطريقة براغماتية تساير العصر الجديد”، مبرزا “وضوح وحزم جلالة الملك في الدفاع عن سيادة المغرب ووحدته الترابية المشروعة “.
وأضاف أنه في ظل قيادة جلالة الملك “هناك ممارسة ديموقراطية متجذرة بعمق وبلغت درجة عالية من النضج السياسي”، مشيرا إلى أن جلالة الملك “دعا مرة أخرى إلى التعبئة الدائمة للأجيال للدفاع عن الوطن وحماية المؤسسات وتعزيز القيم المقدسة للمملكة”.
وحسب الصحفي والكاتب الباراجوياني البارز فإن الخطاب الملكي يبدي ” قناعة لمواجهة الهجمات الموجهة بشكل ممنهج ضد المغرب بطريقة حاسمة وحازمة، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات الممنهجة تأتي من بعض البلدان والمنظمات المعروفة مسبقا بعدائها للشعب المغربي”.
وتابع قائلا “من الجيد أن يعرف العالم أن هناك محاولة تستهدف الوحدة الترابية للمملكة. والهدف هو أن يفقد المغرب حريته وقوته وتأثيره ، لأنه كما هو معروف، فإن بعض الدول لا تزال غير قادرة على التكيف مع العصر الجديد”.
وأوضح مارتينيز” أن الانتخابات المقبلة هي وسيلة لتقوية وتعبئة المؤسسات لخدمة مصالح الأمة، كما أكد جلالة الملك: “لأننا نؤمن بأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية”.
وقال المحلل الباراغواياني، الذي أصدر نهاية 2020 كتابا بعنوان الصحراء المغربية من منظور أمريكي-لاتيني” “بصفتي متتبعا لقضية الصحراء المغربية، من الضروري أن أؤكد حكمة الملك في الدفاع عن شعبه، في مواجهة الاعتداءات المستمرة التي يأتي من أولئك الذين ما زالوا يرفضون المصالحة مع المغرب ، كبلد جاد وقوي وآمن في قارة تضم دولا فاشلة”.

*خبير باراغواياني

وكالة الأبناء الأرجنتينية

خطاب ملكي قوي ضد مؤامرات أعداء الوحدة الترابية

كتبت وكالة الأنباء الأرجنتينية “ألتيرناتيف بريس أجينسي”، أنه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، ألقى جلالة الملك محمد السادس، خطابا ساميا أكد فيه جلالته عزم المملكة على عدم تقديم أي تنازلات ” في مواجهة المؤامرات التي تحاك من قبل أعداء وحدته الترابية “.
وأضافت وسيلة الإعلام الأرجنتينية، في تعليقها على الخطاب الملكي، أن جلالة الملك حذر أعداء الوحدة الترابية للمملكة من أن مؤامراتهم ” لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا “.
كما جدد جلالة الملك، تضيف وكالة الأنباء الأرجنتينية، أن المملكة ستواصل مسارها ” أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين “.
وشددت الوكالة الأرجنتينية على أن جلالة الملك ركز بشكل خاص على ” حق المغرب غير القابل للتصرف ” في الدفاع عن استقلاليته ووحدته الترابية وتحقيق ما يصبو إليه.
وأشارت إلى أن جلالة الملك طالب بشكل خاص بـ “الحق الطبيعي (للمغرب) في تعزيز عملية اندماج الشعوب المغاربية بعيدا عن التدخلات الاستعمارية الماضوية”.
وأضاف كاتب المقال، أن جلالة الملك ” لم يتردد في توجيه أصابع الاتهام إلى عدد من الدول، ولا سيما في أوروبا “، في إشارة واضحة إلى الدول التي عقدت، في عام 1884، مؤتمر برلين الذي عمل على تقسيم إفريقيا والذي كلف شعوب القارة الكثير من الدماء والمعاناة “.
وأبرز أن هذه البلدان هي نفسها التي تجند كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزع الأدوار، وتستعمل وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول.
وقالت وكالة الأنباء الأرجنتينية إن هذه ” الحملة العدائية ” ضد المغرب انطلقت في دجنبر 2020، عندما اعترفت حكومة الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، ” بهدف وضع حد لأزيد من أربعين سنة من صراع مصطنع تم خلقه من أجل هدف وحيد هو كبح تنمية المغرب وإطالة أمد التشقق والصدامات بين الشعوب الشقيقة في المغرب الكبير، من أجل فرض نفوذهم الاستعماري الجديد “.
وشددت على أن هذا الصراع المصطنع قائم على أساس التشجيع والدعم المالي والسياسي المقدم للادعاءات الوهمية لجماعة انفصالية سعت إلى فرض مطالبها، من خلال العنف الإرهابي، وخطف المواطنين المغاربة وحتى تجنيد الأطفال.
وذكرت الوكالة بأن جلالة الملك أشار، في الخطاب ذاته، إلى ” الأزمة غير المسبوقة ” مع إسبانيا والتي ” هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها “، مضيفة أن جلالة الملك ” مد يده بسخاء إلى إسبانيا وحكومتها الحالية، كما فعل مع الجزائر في خطاب العرش “، من أجل تدشين ” مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين “، والتي يجب أن تقوم من الآن فصاعدا ” على أساس الثقة والشفافية والتقدير المتبادل، واحترام الالتزامات “.

محمد بادين اليطيوي*

خارطة طريق لتدشينمرحلة غير مسبوقةفي العلاقات المغربية الإسبانية

أكد رئيس مركز التفكير “نجماروك”، محمد بادين اليطيوي، أن الخطاب يشكل دعوة للمسؤولين الإسبان لتدشين ” مرحلة غير مسبوقة ” في العلاقات الثنائية على أساس الثقة والشفافية والتقدير المتبادل، واحترام الالتزامات.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في دبي أن ” تغييرا جذريا في العقليات يفرض نفسه بالنسبة للطبقة السياسية والحكومة الحالية في إسبانيا في ما يتعلق بالعلاقات مع المغرب “، مبرزا أن جلالة الملك أظهر، مرة أخرى، حسن النية من خلال مد يده إلى الإسبان، ولكن ” يد قوية “.
بالنسبة لليطيوي، الذي يرأس مركز أبحاث “نجماروك” حول العولمة، فإن جلالة الملك يرغب، بحق، في إرساء علاقة متوازنة ومتساوية وذات منفعة متبادلة مع إسبانيا للتغلب على الأزمات المفتعلة بين البلدين وإطلاق فصل جديد في العلاقات الثنائية.
وأضاف أن جلالة الملك شدد، من خلال رؤية مستنيرة، على حقيقة أن ” الهدف لم يكن هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما جعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات “.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن المغرب مستهدف من قبل أعداء ” متمسكين بمواقف جاهزة ومتجاوزة، لأنهم يسعون إلى تقليص نفوذ المملكة على الصعيد الدولي، الذي يعد ثمرة الإستراتيجية الجريئة والهجومية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس “.
وأضاف أن جلالة الملك حرص على وضع هذه الهجمات في سياق إقليمي معقد، وأكد أن المملكة تتعرض، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة.
وخلص إلى أن شركاء المغرب التقليديين، الذين ” يخشون على مصالحهم الاقتصادية وأسواقهم ومراكز نفوذهم بالمنطقة المغاربية “، يبدون تائهين أمام هذا الوضع الجديد وتنامي قوة ونفوذ “بلد مثل المغرب”، مشددا على أن تغييرا عاجلا في الفكر الدبلوماسي والاستراتيجي أصبح ضرورة ملحة في هذه البلدان.

* رئيس مركز التفكيرنجماروك

عبد الغني بوعياد*

الخطاب أبرز دور الاستحقاقات الانتخابية في توطيد الممارسة الديمقراطية

أبرز عبد الغني بوعياد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، أن الخطاب أكد أهمية الدور الذي تضطلع به الانتخابات في تعزيز الممارسة الديمقراطية في المملكة.
وسجل أن جلالة الملك سلط الضوء على السياق الذي تحل فيه الذكرى عشية استحقاق انتخابي من شأنه توطيد الممارسة الديمقراطية في البلاد وافراز مؤسسات تعمل في خدمة الصالح العام والقضايا الوطنية، فضلا عن تزامنه مع اطلاق اصلاحات ومشاريع يتبناها النموذج التنموي والميثاق الوطني للتنمية.
ولاحظ بوعياد أن جلالة الملك تطرق الى المناورات الممنهجة المتوالية من قبل دول ومنظمات معادية للمغرب، وخصوصا من بعض الشركاء التقليديين للمغرب، الذين يريدون تكريس هيمنة اقتصادية وسياسية على المنطقة المغاربية.
أما بخصوص الأزمة الأخيرة مع الجار الاسباني، فأشار الباحث الجامعي الى أن جلالة الملك كشف عن متابعته الشخصية لتطور المناقشات مع المسؤولين الايبيريين في أفق تبديد الأزمة وارساء علاقات مغربية اسبانية جديدة تنبني على فهم متبادل لمصالح البلدين الجارين.
وخلص السهبي الى أن جلالة الملك شدد على توجه المغرب القاضي بالانخراط في علاقات قائمة على الثقة والشفافية والاحترام المتبادل واحترام الالتزامات مع شريكيه التقليديين والتاريخيين: اسبانيا وفرنسا.

عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس 

عبد القادر الفيلالي*

الخطاب الملكي يتسم بالحكمة والصراحة

قال المحلل السياسي ورئيس معهد بوليسنز بأتاوا، ، إن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب يتسم بالحكمة والصراحة تجاه بلدان الجوار المغاربية والأوروبية بهدف إرساء علاقات متوازنة ومتساوية وذات المنفعة المتبادلة.
وأبرز الفيلالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “جلالة الملك ذكر، بلغة صريحة ومباشرة، بالبعد الحضاري للمغرب القوي بتراث يستلهم من تاريخ عريق، وحاضر مزدهر، مع التطلع إلى مستقبل مشترك قائم على التنمية والسلام والأمن “. وأضاف أن صاحب الجلالة أشار أيضا إلى أن المغرب يستمد قوته وعظمته من مؤسساته ويؤمن إيمانا راسخا بدولة الحق والقانون، وهو ما يثير انزعاج الدول والمنظمات التي تحاول، من خلال المؤامرات والخداع، أن تعيق دينامية تقدمه التي لا رجعة فيها.
وقال الخبير، المقيم بكندا، إن الخطاب الملكي يبرز، بوضوح وبنفس الدرجة من الحزم، رؤية وقيادة جلالة الملك على مستوى الجبهة الدبلوماسية من خلال إرساء خارطة طريق لتدشين عهد جديد من الشراكة وحسن الجوار في إطار من التفاهم والثقة واحترام الالتزامات.

محمد السرغيني*

خطاب 20 غشت تضمن رؤية للتعاطي مع قضايا كبرى راهنة تمس المملكة

أكد الأستاذ الجامعي محمد السرغيني، أن الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس للأمة، بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب، تضمن رؤية وتصورا للتعاطي مع جملة من القضايا الكبرى الراهنة التي تمس المملكة سواء منها الداخلية أو ذات البعد الخارجي.
وأوضح الأستاذ الباحث في جامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك تطرق لانتخابات الثامن من شتنبر المقبل التي اعتبرها جلالته وسيلة لتكريس البناء الديمقراطي والوصول إلى مؤسسات بمستوى متقدم، وذلك بالنظر إلى أهمية توقيت إجرائها وتصور الانطلاقات الجديدة في أفق توصيات النموذج التنموي الجديد وكذلك الرؤية الجديدة للميثاق الوطني من أجل التنمية.
وأضاف أن ذلك يجعل هذه الاستحقاقات وقفة تاريخية مع تأكيدها على عمق الممارسة السياسية ونضج البناء السياسي المغربي، فضلا عن أنها تحمل في طياتها جوابا على المخططات التي تستهدف البناء المستقبلي المستمر للمملكة على المستوى السياسي والاقتصادي.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الخطاب الملكي ركز أيضا على قضية استهداف المغرب؛ الدولة العريقة التي تمتد لأكثر من 12 قرنا، مبرزا أن هذا الاستهداف، الذي جندت له كل الوسائل لتوريط المغرب في مشاكل وخلافات مع الدول، سببه الاستقرار والأمن اللذان تنعم بهما المملكة واللذان لا يقدران بثمن خاصة في ظل الظروف التي يعرفها العالم.
وأكد أن خطاب جلالة الملك أشار أيضا إلى أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وأنه ماض في بناء علاقاته مع شركائه التقليديين والجدد، حسب المعادلات الجيو- استراتيجية الجديدة وبعقلية جديدة تقطع مع العقلية الكولونيالية البائدة.
كما أبرز الخطاب الملكي، يضيف الأستاذ الباحث، أن المغرب قادر على تدبير مقدراته واستثمار موارده وطاقاته لصالح مواطنيه دون وصاية خارجية ودون إملاءات أو ضغوط توصيات وتقارير جاهزة ومتجاوزة من طرف منظمات ثابتة في عدائها للمغرب.
وفي إطار العلاقات المغربية – الاسبانية، التي مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، أشار الأستاذ الجامعي إلى أن خطاب جلالة الملك ركز على مواصلة العمل من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات.

*أستاذ باحث في جامعة محمد الأول بوجدة

عبد الرحمن شحشي*

الخطاب الملكي خطاب المكاشفة والبناء

قال الجامعي عبد الرحمن شحشي، إن الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، بمناسبة الذكرى ال 68 لثورة الملك والشعب، خطاب المكاشفة والصراحة والبناء. وأوضح شحشي، وهو أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن الخطاب الملكي أرسى أسسا جديدة للعلاقات مع دول الجوار ورسم معالم شراكة مبنية على الاحترام المتبادل، بعيدا عن العقليات المتعالية التي أصبحت متجاوزة.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي بعث إشارات صريحة تفيد بأن المغرب دولة ذات سيادة ترغب في التعامل مع جوارها الأوروبي على أساس منطق “رابح-رابح”.
من جهة أخرى، أكد شحشي أن جلالة الملك ذكر بالإنجازات الكبيرة التي حققها المغرب على كافة المستويات، مبرزا أن المغرب أمة عريقة ، بتاريخ أمازيغي عريق و ملكية دستورية مواطنة ينعم في ظلها الشعب في ارتباط مع العرش بالاستقرار و الأمن و الطمأنينة و هذه المميزات هي ما أكسبت المغرب و المغاربة السمعة الحسنة و المصداقية لدى المجتمع الدولي والمحافل الدولية.
وأضاف شحشي أن هذه المكتسبات باتت تثير حنق الأعداء الذين ما يزالون يعيشون على إيديولوجيات بالية عفى عنها الزمن بل تنكرت لها حتى بلدان منشئها، مشددا على أن المؤامرات التي تحاك ضد المملكة ونظامها السياسي، بكل صراحة، تغذيها مواقف جاهزة لدول مازالت تحن لزمن التبعية.
وبخصوص ذكرى ثورة الملك و الشعب، أكد شحشي أن جلالة الملك حرص على التأكيد على أهمية هذه المناسبة من أجل استحضار قيم التضحية و الوفاء في سبيل حرية الوطن و استقلاله، معتبرا أن هذه المناسبة ليست فقط ذكرى تاريخية و لكنها ثورة مستمرة تلهم الأجيال الجديدة من الشباب المغربي للدفاع عن المغرب و ثوابته و مؤسساته.
وسجل أن ثورة الملك و الشعب تتزامن هذه السنة مع ثورة جديدة وهادئة لتدشين دخول سياسي جديد عبر استحقاقات انتخابية ستجرى لأول مرة في يوم واحد و هي الانتخابات الجماعية و الجهوية و البرلمانية، و ذلك لبناء مؤسسات ذات مصداقية تكون في خدمة المواطن.
كما تتزامن ثورة الملك و الشعب مع إطلاق النموذج التنموي الجديد، والذي حرص جلالة الملك على التأكيد على ضرورة إفراز نخب جديدة خلال الاستحقاقات المقبلة قادرة على الإسهام في النهوض بمسلسل التنمية.

* أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية و السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات

هشام معتضد*

الخطاب الملكي يؤكد مجددا تصميم المغرب على الدفاع عن مصالحه الحيوية

أبرز هشام معتضد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، أن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 68 لثورة الملك والشعب، “يؤكد مجددا تصميم المغرب على الحفاظ على مصالحه الإستراتيجية وثوابته المقدسة في مواجهة المؤامرات والمكائد” التي تستهدفه.
وقال معتضد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب مستهدف لأنه على وجه التحديد يتمتع بالأمن والاستقرار، وهما مكتسبان نادران في هذه الأوقات من التموجات والاضطرابات التي تهز العالم.
وأوضح المحلل السياسي وهو كندي من أصول مغربية أن “الخطاب الملكي حدد أيضا رؤية واضحة لجلالة الملك في ما يخص توطيد الصرح الديمقراطي وتجديد النخب”، وذلك في ما يرتبط بإجراء الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية المقبلة.
كما أبرز الخبير في العلاقات الدولية أن “الخطاب الملكي يشكل خارطة طريق لإرساء أساس متين لخدمة التنمية، والسلم والأمن لفائدة المغرب والمنطقة”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه إزاء شركاء دوليين، فإن الرسالة الملكية واضحة ومفادها أن العلاقات الثنائية للمملكة لا يمكن إلا أن تقوم على أسس الثقة، والشفافية، والتقدير المتبادل واحترام الالتزامات.

* محلل سياسي وخبير في الشؤون الدولية

Related posts

Top