كشف تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية برسم سنة 2024، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب انخفاض الثقة في المصادر التقليدية، أدى إلى ترك المغاربة عرضة للإشاعة ولنوبات منتظمة من المعلومات المضللة.
وذكر التقرير أن نسبة ثقة المغاربة في الأخبار منخفضة جدا حيث لا تتجاوز نسبة 31 في المائة، وأن هذه النسبة جعلت المغرب يحتل الرتبة 38 من بين 47 دولة شملها الاستطلاع، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن بعض العلامات المحددة لديها مستويات أعلى من الثقة، وفي مقدمة هذه العلامات Medi1 TV و Medi1 Radio حيث تحظى بنسبة ثقة تصل على التوالي إلى 68 في المائة و 65 في المائة.
وأورد التقرير الذي دأب معهد رويترز لدراسة الصحافة على نشره سنويا، منذ 2012، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أحد المصادر الرئيسية للمعلومات، مشيرا إلى أن استهلاك وسائل الإعلام الإخبارية في المغرب، كما جاء في بيانات مسح تقرير الأخبار الرقمية، يتركز بشكل كبير على الإنترنت بنسبة 79 في المائة، وعلى التلفزيون بنسبة 41 في المائة، فيما لا تتجاوز نسبة 14 في المائة بالنسبة للمطبوعات الورقية، والتي تبقى محصورة وسط الفئات الأكبر سنا.
وأورد التقرير أن غالبية المغاربة، وبشكل متزايد يعتمدون على الربط بين الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستحوذ الفايسبوك على 51 في المائة، واليوتيوب على 50 في المائة، وهما أكثر المنصات الإليكترونية استخداما، متبوعة بتيك توك بنسبة 22 في المائة، وهي المنصة التي تحظى بشعبية كبير وسط الشباب، مضيفا أن اليوتيوب يستخدم بشكل خاص من قبل المدونين والمحللين السياسيين وغيرهم من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى لا يتجاوز ما هو مقبول في المغرب.
وأشار التقرير إلى أن نموذج الاشتراك عبر الإنترنيت في المغرب لا يزال ناشئا، حيث أن الغالبية العظمى من المنشورات مجانية عند نقطة الوصول، وأن بعض الجرائد الإليكترونية الكبرى تعتمد على الإشهار عبر الانترنيت كمصدر رئيسي للإيرادات، مشيرا إلى أن قطاع الصحافة تضرر بشكل كبير من جائحة كوفيد 19، حيث أن مبيعات الصحف لا تتجاوز بشكل إجمالي 25 ألف نسخة.
ويرى تقرير رويترز أن المشهد الإعلامي بالغرب لا يزال هشا، وأن وسائل الإعلام التقليدية تتعرض للضغوط، وهو ما يجعل العديد من المغاربة يتجهون إلى وسائل الإعلام “المستقلة” المنتجة ذاتيا مثل قنوات اليوتيوب للمغاربة، والصحفيين المستقلين، والصحفي المواطن، أو نحو بعض القنوات الإعلامية العربية والتي غالبا ما تنتج محتوى ينتقد الوضع الحالي.
ومع كل ذلك، تظل التلفزة والإذاعة، حسب التقرير، مصدرا مهما للأخبار بالنسبة للعديد من المغاربة، حيث يتماشى خطها التحريري مع أولويات الحكومة ، وتعتبر مصدرا رسميا للأخبار.

محمد حجيوي